تطال دعاوى غير عادية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هذه الأيام، إحداها طرقت باب المحكمة أخيراً، مع إحالة شكوى إلى المدعي العام في باريس، تقدم بها أحد أثرياء فرنسا بخصوص سوء استخدام المال العام لتمويل الحياة المترفة لشريكته السابقة فاليري تريرفيلر. وأفادت تقارير صحافية أنه إذا ما أحيلت هذه الدعوى من المدعي العام إلى المحاكم، على الرغم من استبعاد هذا الأمر.. وأقرت المحكمة لتريرفيلر بأحقية الاستفادة من خدمات مدفوعة من الدولة باعتبارها شريكة حياة رئيس الجمهورية، فإن هولاند قد يواجه تهما بالغش الضريبي لأنه امتنع عن ضم ممتلكاتها بهذه الصفة، في إقرار الدخل الخاص بالضريبة الذي قدمه للدولة. وهذه الدعوى غير العادية التي رفعها وريث مجموعة متاجر "كازينو"، إكزافييه كيملان، ضد هولاند ليست الوحيدة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أخيراً، بل هناك دعاوى تطال صديقاته الواحدة تلو الأخرى، أولها ضد المرشحة الاشتراكية لمنصب عمدة باريس، أنا هيدالغو، بزعم أنها تبدد أموالاً عامة لحماية طفلها الذي أنجبته نتيجة لعلاقة حب مع هولاند،.. وهي ادعاءات "من غير الممكن على الإطلاق البرهنة عليها"، وأخرى ضد شريكته السابقة على مدى 30 عاماً وأم أطفاله الأربعة سيغولين رويال، بإساءة استعمال نفوذها للترشح لمنصب نائبة رئيس بنك الاستثمار العام الذي تديره الحكومة الفرنسية. إحالة الدعوى وكيملان سبق له أن حاول استدعاء تريرفيلر إلى المحكمة السنة الماضية بتهمة اختلاس أموال عامة، زاعماً أن دافعي الضرائب لا يفترض بهم دعم أسلوب حياتها باعتبارها خليلة الرئيس الفرنسي، لكن القاضي رفض الطلب حينها. لكن الآن أفاد الناطق باسم القضاء الفرنسي أن الشكاوى التي قدمت رسمياً إلى الشرطة تمت إحالتها إلى المدعي العام في باريس، مضيفاً: "سوف ينظر الآن في تلك الشكاوى، لكن هذا لا يعني أنه سيجري اخذ إجراءات بشأنها". وهولاند كان قد أعلن انفصاله عن تريرفيلر، بعد أن نشرت مجلة "كلوزر" الفرنسية صوراً له وللممثلة الفرنسية جولي غاييه، كاشفة عن علاقة غرامية تجمعهما. والتقرير الذي نشرته المجلة حول الخيانة المزعومة من سبع صفحات، يصور رجلاً تقول إنه الرئيس الفرنسي وهو يصل على درجة بخارية صغيرة يقودها سائق، لقضاء الليلة في شقة محاذية لقصر الإليزيه، حيث وصلت غاييه وحدها. ويعتقد أن حارس هولاند الشخصي أحضر لهما كعك "كرواسون" في صباح اليوم التالي. وكتبت المجلة تقول: "إنها عاطفة حقيقية قلبت حياتهما رأساً على عقب وجعلتهما يتخذان تلك المخاطرة المجنونة". وهولاند هدد بإجراءات قانونية ضد المجلة باعتبار ما نشرته اعتداء على خصوصياته، لكنه لم ينكر العلاقة. قوانين متشددة والإعلام الفرنسي لديه قوانين متشددة بشأن الخصوصية، كذلك تاريخ طويل من تجاهل الحياة الشخصية للشخصيات العامة. وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "ديلي تلغراف" أن الطبقة السياسية في فرنسا كانت غاضبة لما دعته "غزواً" لخصوصية هولاند، وهي التهمة التي يعاقب عليها بسنة سجناً وغرامة 45 ألف يورو. ونقلت عن كارولين رو، المعلقة في إذاعة "يورب 1" قولها إن الأمر عبارة عن "كسر للمحرمات"، وأنه "فيما الحياة الخاصة للرؤساء السابقين عوملت بنوع من كبح النفس، تم تقليص منزلة رئيس الدولة إلى نجم تلفزيوني من أفلام الواقع". من جهتها، أقرت رئيسة تحرير "كلوزر" لورانس بيو، بإمكانية ملاحقة هولاند للمجلة قانونياً مستشهدة بحقه ب "حياة خاصة"، وفقاً للقانون المدني الفرنسي، الذي وصفته بالقانون "الأكثر تقييداً في العالم فيما يخص الحياة الخاصة"، لكنها رأت أن ذلك علامة فارقة في فرنسا، حيث ستكون المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس فرنسي بملاحقة مجلة لانتهاكها حقه في الخصوصية. ويصارع هولاند تراجعاً حاداً في شعبيته، وتتساءل بعض الوسائل الإعلامية عما إذا كان ما يجري حملة موجهة من اليمين نحو الرئيس الاشتراكي. فالعلاقات الغرامية ليست جديدة في تاريخ الرئاسة الفرنسية، من فاليري جيسكار ديستان إلى جاك شيراك وفرنسوا ميتران، وأخيراً نيكولا ساركوزي. ويتعجب الفرنسيون بشأن الطريقة التي سيعالج رئيسهم فيها هذه القضية الشائكة المتعلقة بتبرير إنفاقه على شريكة حياته السيدة الأولى سابقاً فاليري تريرفيلر إذا ما وصلت إلى المحاكم. البيان الاماراتية