منذ صغرنا ونحن نحتك بعوالم وتقنيات تدهشنا، أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، وصرنا متأثرين فيها بشكل كبير، تعلقنا بها، أحببناها، لكننا بقينا مجرد متلقين عاديين، دون أن نمتلك القدرة لأن نؤثر فيها كما نتأثر، أتحدث هنا عن الألعاب الإلكترونية، فمن منا لم يتفاعل مع هذا النوع من التسلية، لكن ورغم تعلقنا بها لم نستطع الولوج إليها وتصنيعها رغم كثرة الراغبين في ذلك، وهذا عائد إلى عدم وجود مركز أو اكاديمية تقوم بتدريس تصميم الألعاب الإلكترونية إلى أن بادرت توفور 54 بتأسيس أكاديمية للألعاب الإلكترونية، وسرعان ما جذب افتتاح هذه الأكاديمية عدد من الشباب الشغوفين بعالم الإلكترونيات وتصميم الغرافيك، وتوفر أكاديمية الألعاب الإلكترونية فرصة مثالية للراغبين بالدخول إلى هذا المجال، حيث تقدم لهم تدريباً بمستويات عالمية وبشكل يسمح لهم بتطوير مهاراتهم والعمل في هذه الصناعة التي تملك مستقبلاً مهماً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا . "الخليج" التقت عدداً من طلاب أكاديمية الألعاب الإلكترونية فكانت المتابعة التالية: يوسف جاسم بو خماس، صانع أفلام إماراتي، حائز شهادة تصميم الوسائط المتعددة، وقد عمل بعد تخرجه في الجامعة في صناعة الأفلام القصيرة، التصميم الإبداعي (الغرافيك) وكمنتج إعلانات، ومن هواياته رواية القصص من خلال صناعة الأفلام، واستخدام تقنية الرسوم المتحركة على الدوام، وعن تجربته يقول: "لقد تخرجت في الجامعة الأمريكية في الشارقة سنة ،2009 وعملت لفترة في تلفزيون دبي، لكني لم أجد ما يلبي طموحي أو ما يتماشى مع اهتماماتي إلى أن سمعت بأكاديمية الألعاب الإلكترونية التي أطلقتها توفور ،54 وقد تشجعت للالتحاق بهذه الكلية نظراً للكادر التدريسي المتميز الذي يعمل فيها، ولأنها تتعامل مع شركة يو بي سوفت وهي من أهم الشركات العاملة في مجال انتاج الألعاب الإلكترونية"، ويشير بو خماس إلى أنه لم يكن يتوقع هذا الكم الكبير من المعلومات والجوانب التدريسية التي تلقاها في الأكاديمية . ويضيف: على الرغم من توقعي أن أتعلم الكثير في هذه الأكاديمية إلا أن ما تعلمته كان أكبر من توقعاتي، فقد اكتشفت أن تصميم الألعاب الإلكترونية ليس بالأمر البسيط، بل هو متداخل مع عدد كبير من المجالات بدءاً من التصميم الفني والرسم وصولاً إلى الهندسة وعلوم النفس والاجتماع، لقد قمنا خلال الأشهر الستة الأولى بتنفيذ عدد من المشروعات هي نماذج لالعاب إلكترونية، وعلينا عند نهاية السنة الدراسية أن نقدم مشروعاً متكاملاً قابلاً للتسويق، ويعتمد تخرجنا في الأكاديمية على هذا المشروع، فلن يتخرج الطالب إلى أن يقدم مشروعاً متكاملاً، ويؤكد بو خماس إلى أنه سيكمل في هذه المجال وسيحاول أن يكوّن شركته الخاصة لإنتاج الألعاب الإلكترونية . ويضيف بو خماس: "أشعر الآن بأني بدأت العمل في المجال الذي يلبي طموحاتي وأستطيع من خلاله أن أقدم ما لدي من إمكانات، وكم كنت أتمنى لو أنه أتيح لي هذه الفرصة منذ سنوات مضت، لكنت قد قطعت الآن شوطاً كبيراً"، ويدعو بو خماس كل الشباب الراغبين في دخول هذا المجال إلى الالتحاق بأكاديمية الألعاب الإلكترونية نظراً للفائدة الكبيرة التي سيتلقونها . أما فاخرة المنصوري فقد عشقت الألعاب الإلكترونية منذ نعومة أظافرها، وهي تحمل شهادة البكالوريوس في الإدارة المعلوماتية من كليات التقنية العليا، حيث أخذت دورات في مجال الشبكات، وتصميم الوسائط المتعددة، وإدارة قواعد البيانات، والبرمجة باستخدام تقنية الجافا سكريبت من خلال تطوير الصفحات الإلكترونية وأكشن سكريبت 3 باستخدام تقنية آدوبي فلاش لصناعة الألعاب، وعن التحاقها لأكاديمية الألعاب الإلكترونية تقول: "أردت من خلال التحاقي بهذه الأكاديمية أن أمتلك الخبرة والمعلومات التي تمكنني من تصميم ألعاب إلكترونية، وصقل ما لدي من خبرة بسيطة في هذا المجال فقد سبق لي أن صممت ألعاباً بسيطة باستخدام برنامج أدوبي فلاش"، وتشير المنصوري بأنها سارعت للالتحاق بهذه الأكاديمية بعد معرفتها بوجودها . وتضيف: "لقد سارعت للالتحاق بهذه الكلية نظراً لامتلاكي الشروط المطلوبة، فقد كان على المتقدمين أن يكون لديهم خلفية في عالم البرمجيات، وإن سبق لهم أن عملوا في مجال مشابه، وبعد التحاقي فوجئت بكم المعلومات الكبيرة الذي تم تقديمها، وأكثر ما فاجأني هو علم النفس، فقد تعلمنا كيف نجعل هذه الألعاب تؤثر بالجمهور وتجذبهم إليها، وما الأشياء التي تثير أعجاب الناس وما الأشياء التي قد تبعدهم عن ممارسة لعبة ما، إضافة إلى التقنيات والرسوم والأساليب التي تناسب كل فئة عمرية على حدا" . وتشير المنصوري إلى أن نهاية البرنامج ستكون من خلال تقديم لعبة متكاملة ونقوم بنشرها كتطبيق على برامج الآي فون وغيره من الأجهزة، وتؤكد المنصوري رغبتها في الاستمرار في هذا المجال من خلال تأسيس عملها الخاص وهو الشيء الذي سيقومون بتعلمه في الأشهر المقبلة، فالمرحلة المقبلة في الأكاديمية ستكون لتعليم كيفية تأسيس شركة خاصة وتأمين التمويل اللازم لبدء العمل . هديل مقدادي تحمل شهادة العلوم في تصميم الوسائط المتعددة، وبعد ذلك خضعت لدورات تدريبية في شركة أبوظبي للإعلام وTBWA، كما أنها عملت موظفة مستقلة بدوام حر قبل انضمامها إلى أكاديمية الألعاب الإلكترونية وذلك في عدة شركات، مثل الاتحاد للطيران، ISEE، مصدر، Trade Mills، TBWA، شركة التطوير والاستثمار السياحي، وعن التحاقها بأكاديمية الألعاب الإلكترونية تقول: "أعشق التحدي وأرغب في دخول مجالات جديدة لأثبت، قدرتي على التعاطي والابداع في المجالات التقنية الحديثة والتي لا تخلو من الفن والابداع، وخلال الأشهر القليلة التي أمضيتها في الأكاديمية تعلمت الكثير، وجاء ما تعلمته مكملاً لما كنت درسته سابقاً، وقد وجدت في هذه الاكاديمية فرصاً لا تتاح في كل وقت، وبرامج نادرة في منطقتنا، وما يميز هذا المجال أنه مازال حديثاً في عالمنا العربي، ومن هنا علينا أن نستغل هذه الفرصة لإنتاج ألعاب تتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا ومستمدة من تاريخنا ومن حياتنا اليومية"، وتطمح هديل للانضمام إلى فريق إبداعي لاكتساب خبرات جديدة في صناعة الألعاب الإلكترونية، وتتطلع إلى أن تكون جزءاً من فريق إنتاج ألعاب إلكترونية، وتضيف: "توفر لنا الأكاديمية فرصة رائعة في مجال يعتبر جديداً على منطقتنا . لطالما أردت أن أكون جزءاً من تطوير وتصميم الألعاب الإلكترونية، وهذا البرنامج يمنحني فرصة ممتازة للقيام بذلك . ولقد كان قرار انضمامي إلى الأكاديمية الجديدة أكثر أهمية من متابعتي للدراسات العليا التي خططت لها سابقاً، لأن ابتكار الألعاب الإلكترونية هو حلمي" . نسيب عزار يهتم بالابتكار سواء أثناء رسمه اللوحات الفنية، أو كتابته القصص وحتى في تصميمه الخرائط المخصصة، عمل كمهندس لمدة 10 سنوات قبل انضمامه للأكاديمية، حيث صمم المباني ووضع نماذج لها، كما أدار فريق تطوير، يقول عزار: "لقد عملت لسنوات طويلة في مجال التصميم الهندسي والفني، لكني لم أجد المجال الذي يلبي طموحي، فقد كنت أحلم بالعمل ضد مجالات أكثر تقنية وإبداعاً ومنافسة كمجال إنتاج أفلام الأنميشن أو تصميم الألعاب الإلكترونية، وبالفعل وجدت فرصة حقيقية لتحقيق حلمي من خلال دخول أكاديمية الالعاب الإلكترونية، فهي تجربة ستفتح لي الباب لدخول مجال إبداعي جديد وهو تصميم الألعاب الإلكترونية وستسهل علي تصميم هذا النوع من الألعاب وتطويرها"، ويرى عزار أن المدة التي قضاها في الأكاديمية كانت جداً مفيدة وممتعة من خلال دخول مجال جديد في عالمنا العربي وعلى أيدي خبراء مختصين ومتمكنيين في هذا المجال . ويضيف: "لقد استطعنا خلال شهور قليلة أن نمتلك فكرة كبيرة عن تصميم هذا النوع من الألعاب ومازال البرنامج مستمراً، وستكون المرحلة المقبلة أكثر جدية من خلال تعلم كيفية البدء بعمل خاص والتسويق له في العالم العربي"، وعن مسألة التمويل التي هي معضلة بالنسبة لكل مشروع جديد يؤكد عزار بأن توفور 54 تعمل على حل هذه المشكلة من خلال تبني الأعمال الجيدة وتأمين نقطة اتصال ما بين صاحب المشروع وأصحاب رؤوس الأموال الذين قد يرغبون في الاستثمار في هذا المجال .