"أحلام سنة رابعة" هو العمل المسرحي الأول الذي شاركت به فرقة مسرح طالبات جامعة الإمارات في مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي، وتم عرضها أمام جمهور طلابي كبير في مسرح جامعة الإمارات، وتقدم هذه المسرحية المناخ الجامعي، وظروف الحياة في كليات البنات، وأحلام الطالبات وتطلعاتهن في ظل واقع مليء بالتناقضات، واستطاعت الطالبات بإتقانهن أدوارهن أن ينقلن أحلامهن البسيطة التي قد لا تتعدى فرصة عمل وفارس أحلام وبناء أسرة وحياة مستقرة إلى جمهورهن، ولم يخل العمل من مسحة فكاهية عززتها تلقائية أداء الممثلات، وينتمي العرض إلى الكوميديا الاجتماعية، التي أتقنتها الطالبات بالرغم من أنها المرة الأولى التي يقفن فيها على خشبة المسرح، ما يدلل على وجود مواهب تمثيلية كامنة لديهن . تشرح منى الحمودي (مخرجة المسرحية وطالبة اتصال جماهيري) فكرة العمل، قائلة: "أحلام سنة رابعة" هو عنوان المسرحية التي قدمتها فرقة مسرح جامعة الإمارات، والمسرحية من تأليف مرعي الحليان، تدور أحداثها في السكن الداخلي للبنات في إحدى الجامعات، أبطال المسرحية هن طالبات السكن، اللاتي جئن من بيئات مختلفة، وجمعهن مكان واحد فأصبحن عائلة صغيرة، وأوشكن على الانتهاء من دراستهن، لينخرطن بعدها في الحياة الاجتماعية والمهنية، ذلك العالم المجهول الحافل بالقلق والمفاجآت والمسؤوليات . وتضيف: كان لتقارب الأعمار والأفكار والحياة المشتركة بين الطالبات وأدوارهن في المسرحية دور كبير في عفوية أدائهن، وبالرغم من أن العمل يعكس الصراع التراجيدي لدواخل الطالبات، والتناقض بين الحلم والواقع، فإنه ينتمي إلى الكوميديا الاجتماعية، التي أضفتها روح وتلقائية الطالبات، إضافة إلى دخول شلة "البلاك بيري" في أحداث المسرحية، والتي تمثل أحد النماذج المنتشرة في المجتمع الطلابي، وأضفت هذه الشلة على العرض جانباً كوميدياً، ومما يجدر الإشارة له هنا أن "أحلام سنة رابعة" هو العمل المسرحي الأول لطالبات فرقة مسرح جامعة الإمارات، ورغم وجود بعض الملاحظات على العمل، فإن معظم الآراء اتفقت على تميزه، خاصة وأنه لمخرجة وممثلات يواجهن الجمهور لأول مرة في حياتهن، ويجدر الإشارة هنا إلى أن الطالبات خضعن إلى ورشة بقيادة المخرج حسن رجب، لاكتساب مهارات العمل المسرحي . وتقول أمواج سعيد (طالبة ترجمة وإحدى ممثلات المسرحية): نحن ثلاث طالبات (عائشة وفاطمة ولطيفة ) على أبواب التخرج، نعيش في السكن الداخلي للطالبات، وبداخل كل منا مزيج من الأحلام والمخاوف التي نعبر عنها في حواراتنا التي تكشف صراعاتنا الداخلية ومنبعها الأساس هو التناقضات التي نعيشها بين أحلامنا وواقعنا، وكنت أنا إحدى هؤلاء الطالبات، وكان دوري يجسد حالة الطالبة "عائشة"، القادمة من بيئة قروية، وكانت الجامعة بالنسبة لها فضاء رحباً تحلق فيه بأحلامها، وتفكر في تطوير قريتها، إلا أنها بدأت تعيش قلق العودة إلى القرية، خشية ألا تستطيع أن تحقق أحلامها، أيضا وجدت "فاطمة" التي طلقت في ليلة عقد قرانها، في الدراسة طريقاً إلى التعويض والنسيان، وتحلم "فاطمة" بأن تتابع دراستها وتحقق طموحاتها بعيداً عن الرجل، وتبدو لطيفة أكثر انسجاماً مع أحلامها فهي تريد أن تتخرج وتعمل في إحدى الوزارات، وطموحها الأكبر هو أن تعيش حياتها بشكل هادئ، وبلا متطلبات كبيرة . وتتحدث خلود البديوي (طالبة اتصال جماهيري) عن دورها في المسرحية، قائلة : قمت بدور "نجلاء"، طالبة في السنة الأولى، ذات شخصية قوية ومتفائلة ومشاغبة، ولديها طموح وأهداف، ولكن اختلاطها بفتيات يكبرنها سناً واستماعها إلى أحلامهن وشكواهن من ظروفهن، كان له تأثير سلبي في نظرتها للحياة، ولكنها لم تستسلم وحاولت أن تؤثر فيهن، وتشجعهن على تحقيق أحلامهن مهما واجههن من تحديات وصعوبات . وتضيف: بدأ حبي للمسرح منذ الصغر، وكنت أشارك في المسرح المدرسي، وبعد دخولي جامعة الإمارات، بدأت أشارك في الورش المسرحية لاكتسب خبرة ومعرفة أكثر عن العروض المسرحية، ومن ثم قدمت لنا إدارة الأنشطة في الجامعة فرصة المشاركة في مسرحية "أحلام سنة رابعة"، وبدوري لم أتردد في الانضمام لفريق المسرحية، والحمد لله قدمنا عرضاً متميزاً في مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي . وتعتبر آمنة النقبي، (طالبة آداب إنجليزي)، مشاركتها في المسرحية فرصة ذهبية في حياتها الجامعية، قائلة : حلمت كثيرًا بأن أقف على خشبة المسرح الجامعي، وأن أؤدي دوراً يعبر عن واقع الطالبات الجامعيات، ولكني لم أكن أتوقع أن تأتي الفرصة على طبق من فضة، حيث إنني وفريق العمل في المسرحية شاركنا في ورشة عمل لاكتساب مهارات الوقوف على المسرح، وبعدها عرض علينا المشاركة في مسرحية "أحلام سنة رابعة"، التي ستشارك بها جامعة الإمارات في مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي، عندها لم أصدق نفسي، ولم أتردد أيضا، بالرغم من مخاوفي من خوض هذه التجربة، لأنها ستكون المرة الاولى التي أواجه فيها الجمهور . وتضيف: لعبت دور الفتاة التي طلقت في ليلة زفافها، فكانت دراستها في كلية الآداب معيناً لها على تجاوز مشكلتها التي تركت لديها شرخا واسعاً في مفهومها للعلاقة الزوجية، وموقفها من الرجل بشكل عام، وبعد أن أصبحت على مشارف التخرج، زاد قلقها من ضغط المجتمع عليها وتعرضها لتجربة الزواج مرة أخرى . وجسدت مريم محمد، (طالبة علوم سياسية) شخصية الطالبة الواقعية في أحلامها ونظرتها للحياة، فمنذ البداية كان حلمها هو التخرج في الجامعة والانخراط في وظيفة تتيح لها راتباً تقاعدياً يحقق لها حياة هادئة، تقول مريم: أعجبت بهذا الدور لأنه يلامس طبيعتي الشخصية والمرحلة التي أعيشها، فكان تقارب العمر والأفكار بيني وبين شخصية "لطيفة" له دور كبير في أن أؤدي دوري بواقعية وتلقائية، ما ساعدني على إقناع الجمهور بشخصيتي، أيضاً استفدت كثيراً من خبرة المخرج حسن رجب، الذي لم يبخل علينا بتجربته المسرحية، وساعدنا كثيراً على التخلص من خجلنا على خشبة المسرح .