كنت ومازلت مقتنعاً أن الصورة الحية المباشرة هي الأقدر على النفاذ الى القلوب وأكثر تأثيراً ,وإيحاء وصدقاً وإقناعا واكثر مقدرة ودقة على رسم وقائع الحدث مهما كان ، من مئات المقالات والعبارات..وزاد اقتناعي اكثر بهذه البديهية هو: الصورتان اللتان رسمهما أبناء الجنوب في الايام القليلة الماضية ، والتي كانت الأولى في ذكرى الاستقلال الجنوبي الأول ال 45 في عدن ، والثانية والتي لي الشرف ان اتحدث عنها وان في عجالة ،كانت في الضالع ..ضالع الصمود والاباءوالفداء ،حيث رسموا وهم يشيعون الشهيدان الجسورين خالد القطيش وعادل القسوم ،اللذان استشهدا الثلاثاء 4/12/2012م جراء القصف الوحشي والهمجي الارعن على منطقة (الجليلة) الباسلة من قبل قوات الأحتلال ممثلة بعسكر وفلول اللواء(33مدرع). حيث رسموا صورة بل لوحة نضالية وثورية رائعة ..عزفوا فيها سيمفونية الوفاء والاخلاص للشهيدين ولكل شهداء الجنوب الميامين..سيمفونية التوحد والتراص والتماسك والارادة القوية والاصرار الاكيد على مواصلة النضال والمضي قدماً حتى أنتصار قضيتهم الجنوبية العادلة ودحر المحتل الغاصب من تراب ارضه الطاهرة والتحرير والأستقلال واستعادة الدولة المغتصبة. وبقدر حزنهم الكبير ووجعهم الغائر في الصدور على رحيل وفراق اثنين من أنبل رجال الضالع وخيرة ووفاء وشجاعة ورجولة نشطاء الحراك السلمي الجنوبي ، الا انهم –المشاركون في الموكب- ابدوا استعدادهم على تقديم المزيد من الشهداء على محراب ومذبح الثورة الجنوبية المباركة ، مؤمنين ان انتصار الثورة (لايأتي بقراءة الفاتحة على الشهداء فقط) كما قال ذلك الشهيد البطل علي احمد ناصرعنتر أبن الضالع الشجاع والوطني الغيور على ارضه وشعبه ، بل (بقراح الكثير من الجماجم والشهداء) والتضحيات الجسام ..وهم اهلا لذلك ، فلن يبخلوا بدمائهم الزكية في سبيل ذلك. حقاً لقد كان الموكب الذي تدافع اليه وشارك فيه مئات الآلاف من أبناء الضالع والجنوب عامة الذين تقاطروا من كل حدب وصوب دون أستثناء رجالا ونساء وشباباً واطفالاً وكهولاً..وبرغم جلالة ومهابة الموكب الذي اتشح بالحزن والدموع ، الا انني سمعت اصوات (المحاجر) تلعلع من افواه بل صدور النساء اللاتي وقفنا على سطوح المنازل في مشهد موحي ومؤثر ،يعني فيما يعنيه أنهن لسن حزينات على الشهيدين ،بقدرفرحهما انهما سقطا دفاعا عن العرض والارض والعزة والقضية الجنوبية ..وان دمهما لم ولن يذهب هدرا ..والمعنى الآخر ان دمهما قد وحد الجموع والف القلوب واجج في الصدور الغضب والكره للمحتل وجحا فل جنده ..والهب الحماسة وزاد جذوتها اشتعالاً وايماناً في نفوس الرجال والنساء والشباب والاطفال من أبناء الضالع والجنوب عامة في ان لاخلاص من رجس وعربدة المحتل الغاصب وجبروته وهمجيته البربرية غير الفداء والاستبسال والتضحية والنضال والكفاح المستمرين والتوحد والتلاحم والتراص في قلب واحد وهدف واحد وقضية واحدة. فهنيئاً لكما الشهادة ..هنيئاً لكما هذا الحضور ..هذا الوفاء ..هذا التشريف ..التشييع المهيب.. هنيئاً ان دمكما كان طاهراً وسيضل كذلك يحثنا على المضي قدماً نحو الخلاص والتحرير والاستقلال . والخزي والعار للجبناء ..والموت للقتلة والمحتلين ..والمجد والخلود للشهداء الابرار.