صدق أو لا تصدق أن هناك بطلاً إماراتياً في سباقات الكارتينغ اسمه راشد الظاهري يبلغ من العمر خمس سنوات فقط، ويتحدث ثلاث لغات ببراعة منها الألمانية، حباً في سباقات الكارت، إلى جانبه آمنة القبيسي، فتاة مواطنة يافعة لم تتعد ثلاثة عشر ربيعاً، تعشق التحديات وتتسابق وتجازف في الحلبة دون رهبة أو خوف، وثالثهم يكبر آمنة بعامين فقط، وهو سعيد العلي. والثلاثة يثيرون الدهشة والرعب والصدمة في وجدان كل من يراهم في حلبات الكارت الرهيبة، فيحسبهم في البدء أبطالاً «كباراً» لكن عندما يتأكد من صغر سنهم تكون الدهشة والذهول الكامل خصوصاً تجاه راشد الظاهري الملقب ب«ألونسو الصغير»، ونحن نطلق عليه «ألونسو الخليج» والثلاثي يتدرب ويدرس ويتعلم في أكاديمية ضمان للسرعة في أبوظبي. ألونسو الخليج كل من شاهد راشد الظاهري في الحلبة يندهش لسرعة استجابة هذا الطفل ومهنيته وروحه الرياضية في الحلبة على الرغم من صغر سنه، فهو لم يتجاوز الخامسة من عمره، وما يؤكد ذلك، الإعجاب الشديد الذي يكنه له كافة منافسيه الصغار وأيضاً الكبار الذي يديرون الحلبات، ويمكن الحديث مع مدربه لكي تعرف الكثير عن الروح الرياضية لراشد وبراعته مهنيته. شهية تدريبية مفتوحة ويتمتع راشد بشهية مفتوحة تجاه التدريبات، حيث يتدرب من دون كلل، وجرعة التدريب تزداد مع قرب السباق، وعنه يقول مدربه بول شاتيناي معلقاً على أدائه: «الذي يجعل راشد مميزاً هو أنه مستمع جيّد، حيث إنه يستوعب ويتكيف مع كل ما يتم تدريسه على الفور وينفذه ببراعة شديدة، وهذا ما لا يتوقع من طفل في عمره»، وأضاف أنه «نادراً ما شاهد طفلاً يتقدم بهذه السرعة الكبيرة مع الكارتينغ إلى القيادة المهنية والتعرج إلى المنصة في سنة واحدة، فهذا إنجاز عظيم، وأعتقد أن له مستقبلاً باهراً في هذه الرياضة، وبدعم الأسرة فإنه سيتمكن من أن يقطع شوطاً طويلاً في سباقات السيارات». المدهش راشد وذكر بول شاتيناي أنه بصرف النظر عن السباقات فإن راشد أدهشه أيضاً بالتزامه، وقال: نحن نقوم بتدريب 2-3-4 مرات في الأسبوع، وحتى إنه يدفعني لإعطائه المزيد من التدريب. فهو أبداً لا يكل من التدريب، ويظهر القدرة على التحمل في يوم السباق، لا يتوقع من السائق الجيد أن يكون رائعاً في السباقات فحسب، بل أن يكون ممتازاً أيضاً خارج المسار وخاصة في الدراسة وأؤمن أن دعم الوالدين يلعب دوراً رئيسياً، إنه صبي جاد في كل ما يعمل ويحسن الاستماع ويذهب بنفسه إلى الفراش في وقت مبكر قبل يوم السباق، والتي تثبت مدى مهنيته. مستقبل مشرق وأشار إلى أنه إذا احتفظ راشد بهذا الزخم الحالي فسيكون له مستقبل مشرق، وبطبيعة الحال نحن بحاجة إلى أن نمضي خطوة خطوة ونركز في الوقت الحالي على البطولات المحلية، سنبدأ قريباً بالتدرب في إيطاليا للمنافسة مع مختلف الرياضيين في مسارات مختلفة ومناخات مختلفة، وكلها للتعلم، وبناء مستقبل راشد في البطولة. قدوة الفتيات لا أعتقد أن هذه الرياضة محصورة على الشباب، بل يمكن للشابات مزاولتها أيضاً، كرة القدم يمكن رؤيتها من منظور ذكوري، ولكن هناك فرق وبطولات عالمية بل كأس عالمي للسيدات في كرة القدم، كذلك الأمر للرياضات العنيفة نوعاً ما مثل الملاكمة التي تزاولها الشابات. بالنسبة لي، فأنا أعشق رياضة الكارتينغ وأرى أنني قادرة على تحقيق نتائج ممتازة فيها، كوني أتدرب في أكاديمية ضمان للسرعة بإشراف مدربين عالميين، لغة قوية وعبارات تتسم بالتحدي والوعيد تتحدث بها السائقة آمنة خالد القبيسي، والتي قالت إنها تحب أن تكون قدوة لبنات جنسها في مثل هذه الرياضات وتتطلع لتمثيل الدولة عالمياً. إعجاب بالوالد وعن كيفية دخولها هذا المضمار المرعب تقول: لقد تأثرت كثيراً بوالدي وبقدراته خلف عجلة القيادة، وهو مثالي الأعلى في سباقات الحلبات كونه حقق إنجازات كثيرة منها الفوز مرتين متتاليتين بسباق دنلوب 24 ساعة في دبي، وشارك أيضاً في سباق لومان 24 ساعة العالمي وفاز في سباق نوربورغرينغ الألماني العالمي للتحمل، لقد كانت بداية تدريباتي على يد والدي ولن أنسى له هذا الفضل أبداً. وترى أن الوصول للعالمية ليس بالتمني لذلك تتدرب بمعدل مرتين إلى 3 مرات أسبوعياً مع المدرب الفرنسي دافيد تيريان بطل العالم في سباقات الكارتينغ سابقاً، ورئيس مدربي أكاديمية ضمان للسرعة، والتمرين يكون من 3 إلى 4 ساعات بحيث لا تتعارض التدريبات مع أوقات الدراسة، وتكون في أيام الفراغ، يمكن لطلاب الأكاديمية التمرين وحدهم على حلبة دبي كارتدروم. عاشق السيارات منذ صغري وأنا أعشق السيارات، وكنت أتابع سباقات الفورمولا 1 منذ صغري، وهذا ما دفعني لتجربة رياضة الكارتينغ التي تعتبر الخطوة الأولى في سلم الوصول إلى قمة سباقات سيارات المقعد الأحادي. أحب كرة القدم وكرة السلة ولكنني أريد أن أبرز في شيء مختلف أعشقه من كل قلبي وهو سباقات الكارتينغ، لغة متوازنة طموحة يحكي بها سعيد العلي عن عشقة لرياضة السيارات وحلبات الكارتينغ، وعنها يقول: لقد بدأ الأمر كهواية عندما كنت آتي إلى الحلبة وحدي لقيادة عربات الكارت، ولكن عند انضمامي إلى أكاديمية ضمان للسرعة اختلف الهدف، فالآن أريد أن أتطور قدر الإمكان والاستفادة من هذه الفرصة الرائعة للوصول إلى أعلى المراتب في سباقات الكارتينغ، والحلم الكبير يبقى الوصول إلى بطولة العالم للفورمولا 1 وتمثيل دولة الإمارات العربية المتحدة خير تمثيل. ممنوع التهور قال سعيد العلي إن السرعة والتهور خارج الحلبة في الطرقات العامة أمر مرفوض تماماً بالنسبة له. وأضاف: صحيح أنني لم أمتلك رخصة قيادة بعد، كون عمري 15 عاماً، إلا أن والدي من السائقين الملتزمين جداً بقواعد القيادة والمرور وتعلمت منه أن السرعة على الطرقات العامة ليست بطولة، أما الحلبات، فالأمر معاكس، القيادة ببطء داخل حلبات السباق أمر مرفوض تماماً بالنسبة لي وللمدربين وحتى لوالدي أيضاً. نحن نزاول سباقات الكارتينغ، حيث الأسرع والأفضل هو الأقرب لتحقيق الفوز.. وهو الأمر الذي أعمل على تحقيقه. شغف مبكر بدأ شغف راشد الظاهري، بالفورمولا-1 وفيراري في مرحلة مبكرة جداً، وعندما التحق بمدرسته سئل عن الشيء الذي يجيده فرداً، قائلاً «تشغيل السيارات الرياضية». وأصبح صوت سيارات الفورمولا 1 يمثل صوت الموسيقى بالنسبة لراشد الظاهري، فحبه لعالم السيارات الرياضية وللسائق الشهير فرناندو ألونسو، هو ما دفعه للتوغل في هذا العالم الرياضي، الذي يستطيع راشد برغم صغر سنه، أن يحدد صوت سيارة الفيراري المميز فور سماعها. «ضمان للسرعة» إعداد جيل محترف من سائقي الحلبات أكاديمية ضمان للسرعة تعنى بإعداد جيل جديد ومحترف من سائقي الحلبات، أطلقتها كل من أبوظبي للسباقات والشركة الوطنية للضمان الصحي ضمان، وتهدف أبوظبي للسباقات إلى تعزيز المشاركة الإماراتية في سباقات السيارات الإقليمية والعالمية من خلال تمثيل العاصمة الإماراتيةأبوظبي في بطولة العالم للراليات، إذ أبرمت أبوظبي للسباقات مع فريق سيتروين العالمي الفائز ببطولة العالم للراليات 8 مرات اتفاقية شراكة لمدة 5 أعوام للمشاركة ضمن بطولة العالم للراليات على متن 3 سيارات مصنعية تحمل اسم فريق سيتروين توتال أبوظبي العالمي. كما تعنى أبوظبي للسباقات بالبحث عن المهارات والخامات الإماراتية الجديدة لصقلها ومن ثم وضعها على الطريق الصحيح في رياضة السيارات للوصول بجيل جديد من الشباب الإماراتي إلى أعلى مستويات المنافسة في الأحداث الإقليمية والعالمية، وذلك عبر «برنامج أبوظبي لاختيار السائقين الجدد»، «أكاديمية ضمان للسرعة»، وغيرها من البرامج التي تعمل أبوظبي للسباقات على تطويرها مع شركائها في هذه المبادرة: أبوظبي لإدارة رياضة السيارات، حلبة مرسى ياس، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. البيان الاماراتية