سلطان الجابر / مقال. أبوظبي في 27 مارس / وام / أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة ازدياد اهتمام العالم مؤخرا بتداعيات ظاهرة تغير المناخ التي عادت لتحتل مرتبة متقدمة على أجندة الاهتمامات الدولية..مشيرا إلى أن ذلك جاء مدفوعا بعدة أسباب منها التغيرات التي حدثت على أنماط الطقس في شمال الكرة الأرضية مع أنماط غير معتادة من العواصف التي أدت إلى فيضانات في أوروبا الغربية ومناطق عدة في آسيا. وقال معاليه في مقال له نشرته اليوم الصحف المحلية .. رغم أنه لا يمكن الجزم بشكل قاطع بأن تغير المناخ هو المسؤول عن حالة بعينها من حالات الطقس إلا أن هذه الاضطرابات تمثل ظاهرة تدعو إلى القلق وتؤكد توقعات الخبراء بأن الأمور ستتفاقم ما لم يبادر العالم إلى العمل على خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وأضاف أن هذه الاستنتاجات والمعطيات أصبحت تمثل قناعات راسخة لدى العديد من قادة الدول في العالم .. منوها بأن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وضع في الخطاب الذي ألقاه في جاكرتا مؤخرا قضية تغير المناخ على رأس جدول أعمال السياسة الأمريكية وأعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية وجمهورية الصين الشعبية أخيرا عن شراكة جديدة بينهما بهدف خفض الانبعاثات. وأشار إلى أنه في فبراير الماضي أعلن معالي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وبالتنسيق مع دولة الإمارات العربية المتحدة عن استضافة أبوظبي لاجتماع وزاري رفيع المستوى خلال الفترة من الرابع حتى الخامس من مايو القادم وذلك تمهيدا ل " قمة القادة للمناخ " التي ستنعقد في نيويورك في سبتمبر. وأكد الجابر أن هذه الاستضافة تعكس دلالات عديدة فهي تعد اعترافا عالميا يكرس الدور الريادي الذي تضطلع به دولة الإمارات في تحقيق التنمية المستدامة والجهود الدولية الهادفة إلى الحد من تداعيات تغير المناخ فضلا عما تمثله من تنامي التعاون الوثيق بين الإمارات العربية المتحدةوالأممالمتحدة. وأوضح أن استضافة أبوظبي لهذا الاجتماع تشكل محطة هامة ونقطة انطلاق أساسية حيث سيتم خلاله إعداد وبلورة الخطوات والإجراءات وصياغة مسودة القررات التي من المرتقب الإعلان عنها في قمة القادة للمناخ.. لافتا إلى تأكيد معالي بان كي مون بأن مبادرة دولة الإمارات باستضافة الاجتماع الوزاري في أبوظبي تقدم مساهمة عملية هامة ل " قمة القادة " وأن هذا الاجتماع الوزاري يشكل خطوة مهمة من شأنها بناء الزخم الذي نحتاجه لإنجاح القمة. وقال إن هناك حاجة ملحة لإعطاء هذا الموضوع مزيدا من الاهتمام على أعلى المستويات لاسيما مع تباطؤ وتيرة الجهود العالمية لمعالجة تداعيات تغير المناخ إذ تعتبر "اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" المرجع الدولي الرئيسي لهذه الجهود ولقد نجحت في تحقيق بعض التقدم من خلال تحديد أهداف وإجراءات تسهم في الحد من تداعيات تغير المناخ بما في ذلك تداول الأرصدة الكربونية بموجب برتوكول كيوتو. ونبه بأن هذه النتائج تعد جزءا بسيطا مما هو مطلوب فعلى سبيل المثال استهدفت فترة الالتزام الثانية باتفاقية كيوتو عددا أقل من البلدان مقارنة بفترتها الأولى كما أن المسار السابق لمفاوضات تغير المناخ قد وضع البلدان المتقدمة في مواجهة مع البلدان النامية ونشأ بينهما اختلاف حول المسار الذي يجب اتباعه للوصول للنتائج المرجوة. وقال إنه كي لا تستمر المفاوضات إلى ما لا نهاية تم تحديد أواخر عام 2015 للتوصل إلى معاهدة جديدة بشأن المناخ تكون ملزمة لكل الدول وذلك مع انعقاد المؤتمر ال/ 21 / للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ في فرنسا. وأضاف لتحقيق هذا الهدف الهام في الموعد المحدد يجب أن ينصب التركيز على ضمان المصالح المشتركة للدول المتقدمة والنامية وذلك من خلال العمل على خفض الانبعاثات الكربونية وزيادة الاستثمار في تطوير التكنولوجيا الجديدة وتحفيز الابتكار وتعزيز فرص اكتساب المعرفة. وأكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتميز بخبرتها الكبيرة وإنجازاتها المعروفة في مختلف هذه المجالات حيث تمتلك سجلا حافلا بقيادة مبادرات رائدة وتقديم حلول إيجابية تساهم في الحد من الانبعاثات الكربونية مع توفير فرص اقتصادية واجتماعية. وأشار إلى أن "مصدر" مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة تعتبر نموذجا ناجحا عن جهود دولة الإمارات في مجال التنمية المستدامة فهي تعمل على بناء واحدة من أكثر المدن استدامة في العالم لتؤكد إمكانية المدن على استيعاب كثافة سكانية عالية مع خفض استهلاك الكهرباء والمياه وتقليل إنتاج النفايات وذلك من خلال التصاميم الذكية للمباني والبنية التحتية والاستخدام المدروس للتقنيات النظيفة. وأوضح أن "معهد مصدر" الجامعة البحثية التخصصية للدراسات العليا يركز على النهوض بالتقنيات النظيفة والمستدامة فضلا عن دوره في تدريب الشباب الإماراتي ليشكلوا نواة الجيل القادم من قادة قطاع الطاقة في الدولة. وأضاف أن "مصدر" تسهم أيضا في صياغة الدور القيادي لدولة الإمارات في قطاع الطاقة وذلك من خلال إضافة الطاقة المتجددة إلى صادرات الدولة من النفط والغاز فمن خلال تطوير مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية على نطاقة المرافق الخدمية الكبيرة تقوم "مصدر" حاليا بتزويد الأسواق الدولية بما يقرب من واحد جيجاوات من الطاقة النظيفة. وقال إن قطاع الطاقة النظيفة يقدم مساهمة هامة أيضا على الصعيد المحلي ففي ظل الازدهار الكبير الذي يشهده اقتصاد دولة الإمارات من المتوقع أن يزداد الطلب على الطاقة في الدولة بمعدل تسعة في المائة سنويا وبالتالي سيكون للتقنيات النظيفة دور أساسي في تعزيز وضمان أمن الطاقة تنويع مصادرها. وأشار الجابر إلى أن "مصدر" نفذت العديد من المشاريع المحلية ففي مارس من العام الماضي قام سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " بافتتاح محطة "شمس 1" التي تعد من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية المركزة في العالم والتي تسهم في إمداد / 20 / ألف منزل باحتياجاتها من الكهرباء.. فيما تعمل دبي على إنشاء "مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية" كما كانت رائدة على مستوى المنطقة من خلال بناء وتشغيل أول نظام للنقل العام على مستوى المنطقة. وأوضح أنه لتعزيز أمن الطاقة وتنويع مصادرها تقوم دولة الإمارات ببناء أربع محطات للطاقة النووية السلمية والآمنة في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي والتي ستلبي نحو/ 25 / في المائة من حاجة الدولة من إمدادات الكهرباء المستقرة وذلك عند اكتمالها بحلول عام 2020. وأضاف إلى جانب ضمان أمن الطاقة ومستقبلها تسهم هذه المشاريع في تحقيق هدف دولة الإمارات بالانتقال إلى اقتصاد قائم على المعرفة وتوفير فرص العمل وتمكين رأس المال البشري وخفض البصمة البيئية. وقال إن تطوير قطاعات جديدة يشكل جزءا من الخطط الاستراتيجية لتعزيز القدرات والمزايا التنافسية لدولة الإمارات التي يستمر اقتصادها في تطوره بفضل النظرة المستقبلية بعيدة المدى لقيادتنا الحكيمة التي بنت وطنا ينعم بالأمن والاستقرار والازدهار رغم التقلبات والاضطرابات التي تعصف بمختلف مناطق العالم حيث يستمر التركيز على الاستراتيجيات الضرورية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام. وأكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر أن هذه الرؤية تشكل عاملا أساسيا للشراكة الراسخة مع الأممالمتحدة والتي تقوم على الجهود الإيجابية والبناءة من أجل التصدي للتحديات العالمية في شتى المجالات. وأضاف في ختام مقالها أنه فيما تتواصل استعدادات أبوظبي لاستضافة قادة عالميين في مايو القادم فإنها تؤكد المضي قدما في جهودها العملية الهادفة إلى تعزيز تضافر المجتمع الدولي من أجل بناء مستقبل تتوفر فيه إمدادات موثوقة ومستقرة من موارد الطاقة الضرورية لتحقيق التنمية المستدامة مع الحد في الوقت ذاته من تداعيات تغير المناخ. مل / دن / زا /. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/ع ع/دن/ز ا وكالة الانباء الاماراتية