كشف مسؤولون فلسطينيون، أمس، أن الإدارة الأميركية تجري اتصالات مكثفة، لمنع انهيار مفاوضات السلام مع إسرائيل، على خلفية أزمة الإفراج عن الأسرى، فيما فرّق جيش الاحتلال مسيرة فلسطينية على حدود غزة في «يوم الأرض». وتفصيلاً، عقد المبعوث الأميركي للسلام مارتن انديك، اجتماعاً غير معلن، أول من أمس، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، كما حضر اجتماعاً مشتركاً لوفدي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي في القدس. ويأتي التحرك الأميركي لتطويق الخلاف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بشأن الإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. واشترطت إسرائيل موافقة السلطة الفلسطينية على تمديد المفاوضات للإفراج عن الدفعة الرابعة، الأمر الذي يقابل بالرفض الفلسطيني، باعتبار أن اتفاق المعتقلين منفصل عن مسار المفاوضات. وقال وزير شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع، إن الجانب الأميركي مازال يبذل جهوداً مع إسرائيل للإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى المعتقلين. فتح معبر رفح 3 أيام أعلن مدير عام المعابر والحدود، في غزة، ماهر أبوصبحة، عودة الاتصالات مع الجانب المصري، بشأن آليات السفر عبر معبر رفح، الذي فتحته السلطات المصرية أمس، أمام الحالات الإنسانية ولمدة ثلاثة أيام، بعد 49 يوماً من الإغلاق. ونقلت وكالة «صفا» الفلسطينية المحلية، عن أبوصبحة، قوله، انه جرى وضع آلية جديدة مع الجانب المصري، لتسهيل تنقل المسافرين من قطاع غزة. وأضاف المسؤول الفلسطيني، أنه «تم وضع آلية للتغلب كذلك على مشكلة تعطل الحواسيب بالصالة المصرية». من جهتها، فتحت مصر معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من أمس. ويسمح المعبر بمرور المسافرين الذين يسعون للعلاج الطبي، والأجانب والطلاب والحالات الإنسانية. غزة يو.بي.آي وذكر قراقع للإذاعة الفلسطينية الرسمية، أن القيادة الفلسطينية بانتظار ما قد تحمله الساعات والأيام المقبلة من تطورات، على إثر الاتصالات الأميركية الجارية. وأضاف أن الإفراج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين لن يتم كما حدد له، غير انه أكد أن الأبواب أمام ذلك لم تغلق نهائياً. وكان يفترض أن يتم الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من قدامى المعتقلين مساء أمس، غير أن إسرائيل أرجأت ذلك دون أن تعلن ذلك رسمياً. من جهته، قال القيادي في حركة فتح، زياد أبوعين، إن نتيجة الاتصالات الأميركية ستظهر اليوم، إما أن تجتمع الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ قرارها بتنفيذ الإفراج عن المعتقلين، أو سيكون هناك قرار فلسطيني بالتوجه للمؤسسات الدولية. وأعلن وزراء إسرائيليون رفضهم الإفراج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين، من دون إعلان موافقة السلطة الفلسطينية على تمديد مفاوضات السلام التي استؤنفت نهاية يوليو الماضي، ويفترض أن تنتهي في 29 أبريل المقبل. في هذه الأثناء أيد 85.7% من الفلسطينين التوجه للمؤسسات الدولية في حال عدم إفراج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من المعتقلين. وبحسب استطلاع أجراه (المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي)، فإن 9.3% من الفلسطينيين فقط رفضوا خيار التوجه للأمم المتحدة، رداً على احتمال عدم إفراج إسرائيل عن المعتقلين، فيما لم تحدد نسبة 5% موقفها. واعتبر 73.9% من المشاركين في الاستطلاع أن إطلاق سراح الدفعة الرابعة من المعتقلين «يعد محوراً أساسياً» لأي تقدم مستقبلي بالمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما عارض ذلك 22.5%، وامتنع 3.6% عن الإجابة. من جهة اخرى، فرّقت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس العشرات من الفلسطينيين الذين تظاهروا عند السياج الحدودي الفاصل شمال قطاع غزة، في ذكرى «يوم الأرض»، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين الهتافات المطالبة برحيل الاحتلال. كانت وزارة الزراعة بحكومة غزة المقالة قد دعت إلى المشاركة في غرس أشجار الزيتون شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة، وذلك بمحاذاة السياج الحدودي. وقالت مصادر محلية، إن عدداً من المشاركين في الفعالية تمكنوا من اجتياز السياج الفاصل، وقطع السلك الحدودي، والدخول إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وحاولوا غرس أشجار هناك ورفعوا العلم الفلسطيني. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال أطلقت تجاه المشاركين في الفعالية قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريقهم، دون أن يبلغ عن وقوع اصابات في الأرواح. من جهة أخرى، يزور رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، إسرائيل اليوم، حيث سيلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، الذي أغضب واشنطن بانتقاده استراتيجية الولاياتالمتحدة تجاه الشرق الأوسط. الامارات اليوم