لم يظهر رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، أمس، اهتماما يذكر بقبول التعاطف الذي أبداه الرئيس الفلسطيني محمود عباس تجاه المحرقة النازية لليهود وذلك بعد ثلاثة أيام من تعليق "إسرائيل" المفاوضات مع الفلسطينيين بسبب اتفاق المصالحة الذي توصلت إليه حركة "فتح" مع حركة "حماس" . ونقلت "رويترز" عن عباس وصفه في تصريحات نشرت، أمس، محرقة النازي بأنها "أبشع جريمة" في حق البشرية في العصر الحديث . وتزامنت الرسالة التي نشرت باللغتين العربية والإنجليزية مع إحياء "إسرائيل" الذكرى السنوية للمحرقة وشملت تعبيراً عن التعاطف مع أهالي الضحايا . وفي حين لم يذكر نتنياهو بيان عباس بشكل مباشر اتهم الزعيم الفلسطيني بالتحالف مع منكري المحرقة . وأضاف في تصريحات علنية في الاجتماع الأسبوعي لحكومته "حماس تنكر المحرقة فيما تحاول تنفيذ محرقة جديدة بتدمير "إسرائيل" . ومع حماس هذه اختار أبو مازن أن يكون تحالفاً الأسبوع الماضي . وبدلاً من الإدلاء ببيانات تصالحية تستهدف تهدئة الرأي العام الدولي يتعين على أبو مازن أن يختار بين تحالفه مع حماس الجماعة الإرهابية التي تدعو إلى تدمير "إسرائيل" وتنكر المحرقة وبين السلام الحقيقي مع "إسرائيل" . نأمل أن يتخلى عن هذا الاتفاق ويعود إلى المسار الحقيقي للسلام"، حسب تعبير نتنياهو . وقال متحدث إن تصريحات نتنياهو ليست رداً مباشراً على بيان عباس لكنه ذكر أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" كان على علم بما قاله الرئيس الفلسطيني . وقال عباس خلال اجتماع مع الحاخام الأمريكي مارك شناير رئيس مؤسسة التفاهم العرقي "ما حدث لليهود في الهولوكوست هو أبشع جريمة عرفتها البشرية في العصر الحديث" . وأضاف أن الشعب الفلسطيني "هو أول من يطالب برفع الظلم والعنصرية عن أي شعب يتعرض لمثل هذه الجرائم" . وأدان عباس المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية ورفض مزاعم أطلقت بسبب كتاب ألفه عام 1983 بأنه ينفي حدوثها . وقالت كبيرة المفاوضين "الإسرائيليين" تسيبي ليفني إن "إسرائيل" قررت أن تنتظر لترى "ما يحدث في الجانب الفلسطيني" . وأضافت قبل اجتماع الحكومة أن "القرار "الإسرائيلي" هو الانتظار حتى نرى ماذا يحدث في الجانب الفلسطيني . نحتاج أن نفهم أن اتفاق "السلام" بين "إسرائيل" والفلسطينيين هو مصلحة "إسرائيلية"، لكن لا يمكننا مع ذلك التفاوض مع حماس بصفتها منظمة "إرهابية" ليست مستعدة لقبول شروط اللجنة الرباعية . وبالتالي نحتاج لإيجاد حل ومخرج من هذا الوضع المعقد لذلك فإننا نعلق هذه العملية مؤقتاً . لكنني أعتقد مع ذلك أنهم ما داموا هنا ونحن هنا فإننا نحتاج إلى إيجاد حل وللمضي قدما في النهاية" . وحسب ما نقلت "فرانس برس" عن البيان، قال عباس "لمناسبة ذكرى المحرقة الأليمة فإننا ندعو الحكومة "الإسرائيلية" لانتهاز هذه الفرصة السانحة لصنع السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين فلسطين و"إسرائيل" تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام" . وردت "حماس" على نتنياهو بأن "إسرائيل"، هي من يرتكب "محرقة" ضد الشعب الفلسطيني . وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان، إن تصريحات نتنياهو تمثل "محاولة للتغطية على الوجه القبيح للاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني" . وأكد أن الاحتلال "الإسرائيلي" هو من يرتكب محرقة ضد الشعب الفلسطيني . الخليج الامارتية