أمر الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، أمس، بإقامة ممرات إنسانية في الشرق الانفصالي، يمكن أن تؤدي إلى تطبيق خطته الهادفة إلى إنهاء قرابة شهرين من القتال بحلول نهاية الأسبوع، في مبادرة لقيت ترحيباً روسياً . واعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أن كل الأطراف الأوكرانية باتت "مستعدة" للتحرك من أجل وقف التصعيد، وقال في ختام محادثات مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والبولندي رادوسلاف سيكورسكي في سان بطرسبورغ "لاحظت أن كل الأطراف مستعدة للتحرك من أجل وقف تصعيد الأزمة في أوكرانيا"، وأضاف "لا أقول إننا توصلنا إلى حل للأزمة لكن أجواء جديدة حلت محل التصعيد" . ورحب لافروف بقرار الرئيس الأوكراني إقامة ممرات إنسانية شرقي البلاد، حيث يشن الجيش الأوكراني حملة عسكرية لمواجهة التمرد المسلح للموالين لروسيا، وسبق أن طالبت موسكو بإقامة هذه الممرات، وقال "نرحب بهذا القرار، إنها خطوة في الاتجاه الصحيح"، مضيفاً أن روسيا مستعدة لدعم أي قرار يؤدي إلى حل سلمي للأزمة، وتابع "مهما كانت التفسيرات للأحداث، من الضروري التركيز على الوقف غير المشروط لحمام الدم وبدء حوار يشمل كل المناطق" . وصرح بأن بلاده ليس لديها أي اعتراضات عن اتفاق بشأن انتساب أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وأنها لا تعتزم فرض أي عقوبات على كييف، وقال "لا نستطيع منع أي جهة من تطوير التعاون مع الكيانات الدولية في مجال التعاون الاقتصادي"، واستبعد فرض أي نوع من أنواع العقوبات إذا اختارت أوكرانيا إقامة منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي . وأعلنت المفوضية الأوروبية اعتزامها تقديم مساعدات مالية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون يورو خلال الأسبوع المقبل، بعد نجاح المفوضية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، في جمع هذا المبلغ من سوق المال . وقال مكتب بوروشنكو في بيان "من أجل تجنب سقوط ضحايا جدد في منطقة عملية مكافحة الإرهاب، أمر الرئيس الوزراء المعنيين بتأمين كل الظروف اللازمة للمدنيين الراغبين في المغادرة"، وطلب الرئيس من حكومته تأمين وسائل نقل وإمدادات أغذية ومواد طبية للمسؤولين المحليين لكي يتمكنوا من مواجهة تدفق النازحين في أقسام أخرى من أوكرانيا . وتتركز المعارك على طول الحدود الأوكرانية مع روسيا وسلافيانسك المدينة التي تعد 120 ألف نسمة التي كانت أول مدينة تسقط في أيدي الانفصاليين الموالين لروسيا، مطلع إبريل/نيسان، من بين 12 مدينة أخرى، وقال متحدث عسكري إن جنديين أوكرانيين أصيبا في القتال حول سلافيانسك، وأضاف فلاديسلاف سيليزنيوف أن "المسلحين يواصلون محاولة كسر الطوق المحيط بهم" . وهاجم الموالون لروسيا مطار لوغانسك (شرق)، الذي تسيطر عليه القوات الموالية لكييف، وقال مظلي من الوحدة التي تؤمن الدفاع عن المطار "لقد تعرضنا لهجوم بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة، لقد ركز المتمردون قوتهم في محيط المطار، ونحن ننتظر تعزيزات" . وقال متحدث باسم القوات الأوكرانية إن انفصاليين هاجموا نقاط تفتيش ونقاطاً استراتيجية، لكن تم صدهم بخسائر طفيفة في الجانب الأوكراني، وأضاف أنه في معركة استمرت ثلاث ساعات بالقرب من مطار كراماتورسك هاجم انفصاليون الجيش بقذائف المورتر لكن القوات الحكومية ردت بإطلاق النار ودمرت موقعهم وقتلت 40 من "المرتزقة" . وذكرت وكالة أنباء "إيتار تاس" الروسية أن الانفصاليين قالوا إنهم عزلوا واعتقلوا فياشيسلاف بونوماريوف "عمدة الشعب" في مدينة سلافيانسك . من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن روسيا تجري مناورات عسكرية في منطقة كالينينغراد "شبيهة" بتلك التي يجريها حلف شمال الأطلسي على حدودها مع دول البلطيق . (وكالات) الخليج الامارتية
