ظهرت نغمات متنافرة في جميع أنحاء العاصمة الأمريكيةواشنطن، تعبر عن مشاعر الإحباط إزاء الوضع المتغير بسرعة في العراق، ودارت تساؤلات في المقام الأول حول عدد الخسائر في الأرواح ونفقات الحرب، وأشار السيناتور الجمهوري النافذ جون ماكين وهو أحد أشد منتقدي أوباما إلى سياسات الإدارة الأمريكية في سوريا، قائلا إن الولاياتالمتحدة فقدت الفرصة لاحتواء الميليشيات التي تقاتل الآن في العراق، بسبب الفشل في مساندة المعارضة السورية المعتدلة، وأوضح "إنه لا يمكن الفصل بين العراقوسوريا وداعش، لأن هذه القوى تتفاعل معاً، ويجب علينا أن نوجه ضربات جوية الآن"، وحذر من التورط الإيراني في هذا الوضع المحفوف بالمخاطر، ودعا أوباما إلى فصل كبار مستشاريه العسكريين والأمنيين، وإعادة الجنرال المتقاعد ديفيد بيترايوس الذي كان يشرف على قوات التحالف في العراق . وقال مسؤولون أمريكيون إن القادة العراقيين أخفقوا في تعزيز ودعم جيش العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية، ورفضت الناطقة باسم الخارجية ماري هارف انتقادات برلمانيين جمهوريين رأوا أن وجود قوة أمريكية في العراق كان سيمنع انهيار الجيش العراقي، وقالت "عندما غادرنا العراق كان لدى العراقيين فرصة"، وأضافت "لقد ساعدنا قواتهم الأمنية وساعدنا جيشهم"، وتابعت "ساعدناهم على النهوض وفي بناء قدراتهم وبصراحة لم يستفيدوا من هذه الفرصة"، مشيرة إلى أن القادة العراقيين "خلقوا جواً مملوءاً بالحساسيات عندما يتعلق الأمر بترابط الجيش العراقي" . وحملت هارف بعنف على ماكين الذي دعا مجدداً إلى تغيير كل فريق الأمن القومي، وقالت "من السذاجة الاعتقاد أن الولاياتالمتحدة وببضعة آلاف من القوات غير المقاتلة كان يمكنها منع القادة السياسيين من المساهمة في هذا الجو الذي رأيناه"، وأضافت "إذا كان أي شخص يتصور أن ذلك كان الحل السحري، فأعتقد أن عليه أن ينظر بدقة إلى الوقائع على الأرض" . أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أن طهران لا تستبعد تعاوناً مع الولاياتالمتحدة إذا قررت واشنطن التدخل ضد "الجهاديين"، وقال في مؤتمر صحفي "إذا رأينا أن الولاياتالمتحدة تتحرك ضد المجموعات الإرهابية، فعندئذ يمكننا التفكير" في تعاون، وأضاف "لكن حتى الآن لم نر أي تحرك من جانبهم" . وتابع روحاني أن إيران حذرت منذ سنة، من المجموعات "الجهادية"، وأشار إلى أن هؤلاء المقاتلين "أتوا إلى العراق من سوريا، حذرنا قبل سنة من خطر هؤلاء الإرهابيين، البلدان الكبرى وحلفاؤها كانت ترسل أسلحة إلى هؤلاء الإرهابيين في سوريا، يجب أن نقرن الأقوال بالأفعال في التصدي للإرهاب" . وأوضح أن إيران "مستعدة لمساعدة العراق، إذا طلبت منا الحكومة العراقية، على قاعدة القانون الدولي وإرادة الشعب والحكومة العراقيين"، مشيراً إلى أن "العراقيين يستطيعون صد الإرهاب بأنفسهم"، وقال إن "تدخل القوات الإيرانية لم يناقش"، مع حكومة نوري المالكي، وأضاف "من الممكن أن يطلبوا منا المشورة"، موضحاً أن "هناك فارقاً بين المساعدة والتدخل" . وأعرب حميد أبو طالبي مستشار الرئيس الإيراني عن القلق من انعكاسات انقسام العراق على المنطقة، وقال إن "سيطرة (داعش) على بعض مناطق شمالي العراق قد تكون بداية الانقسام، وإذا انقسم العراق فإن معالم كل المنطقة قد تتغير" . في المقابل، أكدت الولاياتالمتحدة أن مباحثاتها مع إيران تنحصر في الملف النووي الإيراني، ولا تشمل الأزمة العراقية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف "كلا، نحن لا نتباحث مع الإيرانيين بشأن الوضع في العراق"، غير أن وزير الخارجية جون كيري رد على هذا السؤال بجواب غامض بعض الشيء، ترك فيه الباب مفتوحا أمام إمكانية أن تكون واشنطنوطهران تتباحثان "على هامش المفاوضات" حول الملف النووي في مسألة تقهقر الجيش العراقي أمام مسلحي (داعش)، وقال إن "المحادثات تركز حصرا على الملف النووي، وأياً يكن الحوار الذي يمكن أو لا يمكن أن يجري فهذا يكون على هامش أو خارج سياق المفاوضات حول الملف النووي"، وأضاف "نحن لا نريد ربط هذا الأمر أو خلطه" . وبحث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان جو بايدن مع نائب الرئيس الأمريكي هاتفياً أحدث تطورات الأوضاع بمدينة الموصل شمالي العراق، وذكر مكتب رئيس الوزراء التركي أن بايدن أجرى اتصالاً هاتفياً بأردوغان، تناولا خلاله الأوضاع الراهنة في العراق، وأضاف أن الجانبين بحثا سبل إعادة رهائن أتراك يحتجزهم مسلحون في جهة مجهولة بالعراق إلى بلادهم . (وكالات) الخليج الامارتية