أدلى الأفغان أمس بأصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، متحدين حركة طالبان، التي نفذت هجمات وتفجيرات قتل فيها أكثر من 100 شخص. وبدا واضحاً أن ما وعدت به طالبان من عنف شديد لم يردع الناخبين الذين تفاخروا رجالاً ونساء بالحبر على أصابعهم، في دلالة على تصويتهم، حيث كان الإقبال كبيراً على مراكز التصويت. وقال الطالب أحمد جويد (32 سنة): «سمعنا فعلاً بعض الانفجارات في المدينة، لكن ذلك لا يخيفنا، وعلى كل حال فإن ذلك يومي هنا، ولن يمنعنا من التصويت لحسم مستقبل البلاد». وانتشرت قوات أمنية كبيرة أفغانية ودولية في شوارع كابول في «حالة تأهب قصوى»، حيث تم نشر 400 ألف جندي وشرطي في كل البلاد. وأكدت القوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي (ايساف) استعدادها للتدخل في حال الضرورة. ومع بدء التصويت، دوت انفجارات وسط كابول، أعقبها انطلاق صفارات الإنذار في الحي الدبلوماسي الذي يضم سفارات عدة ومقر قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو). وأعلنت حركة طالبان أنها استهدفت مقر سفارة الولاياتالمتحدة في كابول بقذيفتين موجهتين، بينما نفت الشرطة الأفغانية ذلك. وقتل 106 أشخاص على الأقل، بينهم 60 من مقاتلي طالبان، في أعمال عنف تخللت الانتخابات، كما أعلن وزير الداخلية عمر داودزاي. وقال داودزاي للصحافيين إن 11 شرطياً و15 عنصراً من الجيش الأفغاني و20 مدنياً قتلوا، مشيراً أيضاً إلى مقتل 60 مسلحاً. وأوضح: «لقد سقط ضحايا في صفوفنا، لكن العدو لم يتمكن» من تعطيل العملية الانتخابية. ورغم الهجمات، يمكن أن تتجاوز نسبة المشاركة في الانتخابات ال50 في المئة، كما أعلن رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة أحمد يوسف نورستاني. وتعتبر هذه الانتخابات، وهي أول عملية تداول للسلطة بين رئيسين أفغانيين منتخبين ديمقراطياً، اختباراً مهماً لهذا البلد الفقير الذي تسيطر عليه حركة طالبان جزئياً، والذي ينتظره مصير مجهول بعد انسحاب قوة الحلف الأطلسي بحلول نهاية العام. ودعي الأفغان للاختيار بين المرشح الأوفر حظاً عبدالله عبدالله (53 عاماً)، والذي تقدم الدورة الأولى بفارق كبير (45 في المئة)، وأشرف غني (65 عاماً) الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي (31,6 في المئة). ووعد المرشحان التقدميان المعتدلان اللذان صوتا صباحاً في كابول، بمكافحة الفساد المزمن وإطلاق التنمية الاقتصادية للبلاد الخاضعة لتبعية المساعدات الدولية. البيان الاماراتية