أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في أفغانستان أمس الأحد تقدم زعيم المعارضة السابق عبد الله عبد الله بحصوله على 41.9 بالمائة من الاصوات، مع مشاركة نحو 7 ملايين أفغاني في التصويت في الانتخابات التي أجريت في الخامس من أبريل الجاري في البلاد التي تشهد تمردا لحركة طالبان في وقت تستعد فيه قوة حلف الأطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة للانسحاب بحلول نهاية العام الجاري. وشارك في الانتخابات قرابة 60 في المائة من 12 مليون شخص يحق لهم التصويت في الانتخابات التي تعد أول انتقال ديمقراطي للسلطة في البلاد ، بينما يستعد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي للتنحي بعد 12 عاماً في سدة الحكم. وذكرت لجنة الانتخابات المستقلة في أفغانستان أنه بعد فرز نحو عشرة بالمائة من الأصوات من 26 إقليما من إجمالي 34 أظهرت النتائج تقدم عبد الله بنسبة 41.9 في المائة يليه الأكاديمي أشرف عبد الغني بنسبة 37.6 في المائة. وحل في المركز الثالث بفارق كبير المرشح زلماي رسول الذي يدعمه اثنان من أشقاء كرزاي والذي حصل على 9.8 في المائة. وقال أحمد يوسف نورستاني رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات "أريد أن أوضح أن النتائج قد تتغير في المستقبل بينما نعلن النتيجة بالنسبة الإضافية من الأصوات. هذه ليست النتيجة النهائية." ويتعين أن يحصل المرشح على أكثر من 50 في المائة من الأصوات الصحيحة كي يفوز وإن لم يتمكن أحدهم من حسم الأمر من الجولة الأولى فستجرى جولة الإعادة بين الاثنين الحاصلين على أعلى الأصوات. وتزعم حركة طالبان أنها نفذت أكثر من ألف هجوم، وقتلت العشرات خلال الانتخابات التي جرت السبت، لكن مسؤولي أمن قالوا إن هذه مبالغة كبيرة. وكانت قد وقعت عشرات التفجيرات بالقنابل المزروعة على الطرق، بالإضافة لهجمات استهدفت مراكز اقتراع والشرطة والناخبين على مدى اليوم، لكن المستوى الإجمالي للعنف كان أقل بكثير، مما هددت به طالبان البلاد. ويأمل الأفغان مع فشل طالبان في عرقلة الانتخابات في البلاد في تحقيق مزيد من الاستقرار وذلك بعد مرور 13 عاما على الصراع الذي اندلع في أعقاب الإطاحة بنظام طالبان من السلطة في أواخر عام 2001. وتسبب الصراع في مقتل ما لايقل عن 16 ألف مدني أفغاني بالإضافة لآلاف من قوات الأمن لكن المراقبين يقولون إنه ربما يكون من السابق لآوانه استنتاج أن طالبان هزمت بسبب فشلها في عرقلة الانتخابات . ويرجح المراقبون أن يكون السبب في إحباط مخططات طالبان لاستهداف الناخبين ومراكز الاقتراع هو نشر أكثر من 350 ألفا من أفراد الأمن لتأمين عملية التصويت بالإضافة لنقاط التفتيش وحواجز الطرق التي أقيمت في أنحاء كابول. كما يرجح المراقبون أن تكون طالبان تعمدت عدم لفت الأنظار لتعطي انطباعا بتحسن الوضع الأمني بهدف التعجيل برحيل القوات الأمريكية وتحقيق مزيد من المكاسب في وقت لاحق. ففي نهاية المطاف تمكنت الحركة من شن هجمات كبيرة في الفترة التي سبقت الانتخابات وأنه ربما تتاح فرصة لطالبان لإعادة اثبات نفسها - كما حدث في 2009- إذا شاب الانتخابات تلاعب أو تزوير وشعر الأفغان انهم حرموا من نتيجة موثوق بها. وهناك أيضا خطر إرجاء إعلان النتيجة النهائية لعدة أشهر وسيكون هذا احتمالا قويا إذا أجريت جولة إعادة بين المرشحين الاثنين الحاصلين على أكبر عدد من الأصوات. وسيترك هذا البلاد في حالة فراغ سياسي يمكن أن تستغلها طالبان. ودعت طالبان الخميس في بيان الافغان الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية ومجالس الولايات المقررة في 20 اغسطس . وسبق ان دعت حركة طالبان الى مقاطعة الانتخابات التي تعتبر مفصلية بالنسبة لسعي القوات الاميركية والقوات الدولية بقيادة الاطلسي الى ارساء الديموقراطية في البلاد بعد عقود من الحرب، وكان البيان الاشد لهجة الذي صدر قبل عمليات الاقتراع. وسجلت اللجنة المستقلة للشكاوى الانتخابية 870 واقعة تزوير مصنفة من "الفئة الأولى" وهي شكاوى تعتبر خطيرة لدرجة تكفي للتأثير على نتيجة الانتخابات وهي كذلك أعلى من الحالات المسجلة في 2009 والبالغة 815 واقعة. وربما تظهر هذه الزيادة استعدادا أكبر أو قدرة من المراقبين أو الناخبين على التقدم بشكاوى. وفي المجمل سجلت اللجنة 3724 شكوى ليتجاوز العدد الإجمالي للشكاوى في 2009 والذي بلغ 3072 حالة. وقد يرتفع هذا العدد مع وصول الشكاوى الواردة من الأقاليم الى العاصمة كابول. وقال المتحدث باسم لجنة الشكاوى الانتخابية نادر محسني اليوم في كابول "ثمة احتمال بأن نمدد الإطار الزمني لمراجعة الشكاوى في الأقاليم لعدة أيام من أجل مراجعة العدد الكبير من الشكاوى مراجعة دقيقة." ومن المقرر ظهور النتائج النهائية في الرابع عشر من شهر مايو المقبل.