أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن القطاع الصحي بخدماته الطبية والعلاجية في الإمارات يحظى بدعم واهتمام كبيرين من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يحرص دائماً على توفير أفضل مستويات الرعاية الطبية، والوصول بها إلى أرقى المعايير العالمية، وبما يحفظ صحة وسلامة الإنسان في أنحاء البلاد كافة. جدوى عالية جاء ذلك خلال زيارة سموه أمس لمشروع مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، حيث اطلع سموه على ما تم إنجازه من إنشاءات وتجهيزات، تمهيداً لاستقبال المرضى في عام 2015. وقال سمو ولي عهد أبوظبي:«لن ندخر جهداً في سعينا لتطوير كل القطاعات التنموية والاجتماعية، من خلال إقامة شراكات ذات جدوى عالية، وتعاون بناء مع مؤسسات عالمية ذات كفاءة وجودة رفيعة، في سبيل تحسين نوعية كفاءة خدماتنا الصحية، ورفعها إلى الأفضل، إضافة إلى بناء وتطوير قدرات كوادرنا الطبية الوطنية، سواء على مستوى إدارة هذه المؤسسات ونظم تشغيلها، أو على مستوى أداء الطواقم الطبية والعلاجية والتمريضية». شراكات قوية وأضاف سموه خلال الجولة التي رافقه فيها سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وعدد من أعضاء المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، «نتطلع، من خلال بناء هذه الشراكات القوية مع كبرى المؤسسات التخصصية ذات الخبرات المتقدمة، إلى نقل الثقافات والنظم المؤسسية الناجحة، لتطوير قطاعاتنا الحيوية، وإحداث النقلة النوعية بخدماتها، وفي مقدمتها القطاع الصحي الذي يقع في صدارة اهتمامات قيادتنا الحكيمة بصحة الإنسان الإماراتي وجميع المقيمين، وإيلائها العناية الفائقة والدائمة». وكان في استقبال سمو ولي عهد أبوظبي ومرافقيه، لدى وصولهم إلى موقع المستشفى في جزيرة المارية في أبوظبي، الدكتور توبي كوسغروف، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينيك في الولاياتالمتحدة الأميركية، ووليد المقرب المهيري، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة، رئيس مجلس إدارة مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وسهيل محمود الأنصاري، المدير التنفيذي لمبادلة للرعاية الصحية، والدكتور مارك هاريسون، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وعدد من المسؤولين. مخرجات علاجية واستمع سموه والحضور من القائمين على مشروع المستشفى إلى شرح حول الرؤية والقيم التي يسعى إلى تحقيقها مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، ليكون مركزاً طبياً بارزاً في المنطقة، والتي تتمحور حول توفير أفضل رعاية وأفضل مخرجات علاجية ممكنة، تتجاوز توقعات المرضى، وتلبي حاجاتهم في الحصول على العناية الطبية الراقية والشاملة بكفاءة، وليكون كليفلاند كلينك أبوظبي الخيار الأمثل لمرضى دول المنطقة لتلقي العلاج. وشملت جولة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عدداً من الأقسام والوحدات العلاجية والمرافق التي يتضمنها المبنى المكون من 24 دوراً، بما فيها أربعة أدوار تحت الأرض، إذ استهل سموه جولته بتفقد مركز المؤتمرات الذي يسع لأكثر من 200 شخص، ويمكنه استضافة الملتقيات والندوات وورش العمل والأحداث الطبية المحلية والعالمية، وتم تجهيزه بأحدث معدات العرض والتقديم. وخلال جولته في أجنحة وأقسام المستشفى، زار سموه مركز التدريب والمحاكاة الذي يهدف إلى تزويد المتدربين بالاستشارات الطبية، وتطوير قدراتهم العلاجية، من خلال ربط قاعات وغرف التدريب إلكترونياً بغرف العمليات والعلاج، بواسطة شبكة تلفزيونية داخلية، يستطيع المتدرب خلالها متابعة طرائق العلاج والعمليات الجراحية، والتواصل مباشرة مع الفريق الطبي المعالج. مرافق وخدمات وتفقد سمو ولي عهد أبوظبي غرف العمليات، واطلع على تجهيزاتها وإمكانياتها ومواصفاتها. كما تفقد سموه غرف المرضى المجهزة بكل التجهيزات الطبية والمرافق والخدمات المعنية براحة المرضى، وتتميز الغرف بربطها إلكترونياً، بحيث يستطيع المريض متابعة مراحل علاجه بكل سهولة ويسر، والتواصل مع الفريق الطبي المشرف على علاجه. وتفقد سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الوحدات الرئيسة المتخصصة بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، وهي: القلب، والأوعية الدموية، والجهاز العصبي، وأمراض الجهاز الهضمي، والعيون، والجهاز التنفسي، والرعاية الحرجة، ويضم أيضاً وحدات في التخصصات الجراحية الدقيقة، وطب الطوارئ، والتخدير، وعلم الأمراض، وطب المختبر، والتصوير الشعاعي، والجودة وسلامة المرضى، إذ بدأ العمل على تجهيز مختلف الوحدات بمعدات العلاج المتكاملة ذات المواصفات والتقنيات العالية، وأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا تشخيص وعلاج الأمراض والمستلزمات الطبية. وسيعمل كليفلاند كلينك أبوظبي وفق طريقة الرعاية المرتكزة على المريض التي تجسد شعار «المريض أولاً»، وهو امتداد لنهج مستشفى كليفلاند كلينك بالولاياتالمتحدة الذي يعتمد نموذج العمل المشترك في تقديم الرعاية، وهو المنهج التعاوني القائم على تقديم الرعاية بتنظيم مجموعة متنوعة من الأطباء، كفريق متكامل لعلاج مرض معين، لتلبية احتياجات المريض بشكل تعاوني، ويتمتع 80 في المئة من رؤساء الوحدات الطبية الذين سيعملون في المستشفى بخبرات سابقة من المستشفى الرئيس في الولاياتالمتحدة الأميركية، لضمان نموذج رعاية طبية فريدة في أبوظبي.إمكانات يستوعب كليفلاند كلينك 364 سريراً قابلاً للزيادة إلى 490 سريراً، ويضم 240 غرفة استشارة تخصصية، ويحتوي المستشفى على 72 غرفة للعناية الحرجة، كما يحتوي المستشفى في الدور الثاني على جناح العمليات، موزع على 26 غرفة عمليات، فيما يحتوي الدور الأرضي على أقسام الطوارئ، ووحدات الأشعة، والمختبرات، والاستقبال، وعدد من العيادات الخارجية. وتم تصميم وتطوير المستشفى على واجهتين بحريتين بصورة هندسية مبتكرة، روعي فيها تزويده بأحدث المواصفات العالمية للمراكز الطبية والمعايير البيئية، وكفاءة استخدام الطاقة، من خلال شراكة بين شركة مبادلة للتنمية ومستشفى كليفلاند كلينك الذي يقع مقره في الولاياتالمتحدة الأميركية. خلدون المبارك: نسعى إلى مرافق صحية عالمية قال خلدون خليفة المبارك، الرئيس التنفيذي للمجموعة، العضو المنتدب لمبادلة: «كان لنا شرف استقبال سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مستشفى «كليفلاند كلينك» أبوظبي، إذ تشكّل هذه الزيارة نقطة بارزة في مسيرتنا نحو إنجاز مرفق صحي، يمثل أحد العناصر الرئيسة لرؤية أبوظبي لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة التي تتمثل بتوفير الخبرات الطبية والمرافق الصحية الأكثر تقدماً في العالم لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوفير بدائل أفضل لتلقي العلاج». وأضاف المبارك «أننا في مبادلة نشارك هذه الرؤية مع مستشفى «كليفلاند كلينك» في الولاياتالمتحدة الأميركية، إذ نسعى باستمرار نحو تلبية الاحتياجات الصحية الملحة في الدولة، من خلال تأسيس منشآت رعاية صحية متخصصة وعالمية المستوى هنا في أبوظبي». ومن جانبه، قال الدكتور ديلوس توبي كوسجروف، الرئيس والمدير التنفيذي في مستشفى كليفلاند كلينيك أوهايو، «إنه يوجد تعاون مكثف بين مستشفى كليفلاند كلينيك في أوهايو ونظيره في أبوظبي، إذ يعملان بالتعاضد والتنسيق المستمر في ما بينهما»، معرباً عن سعادته برؤية الأطباء يأتون إلى هنا وهم على الدرجة العالية نفسها من الخبرة والتأهيل للأطباء في كليفلاند في الولاياتالمتحدة الأميركية. علامة مميزة وأضاف كوسجروف «تمت مراعاة اعتبارات كثيرة عند إنشاء هذا المستشفى، ليكون علامة مميزة في تقديم الخدمات العلاجية على مستوى العالم، فقد تمت مراعاة المرافق المادية وطاقم المستشفى وتدريبه، والتفاصيل الدقيقة لغرف العمليات وغرف المرضى»، مشيراً إلى «أن الاتفاق الذي تم قبل الشروع في هذا التعاون هو نقل الثقافة التي ينطلق منها المستشفى في رعايته الفائقة للمرضى، ونحن مسرورون بهذه الفرصة». وذكر الدكتور مارك هاريسون، المدير التنفيذي لمستشفى كليفلاند أبوظبي، أن الفضل في إنشاء هذا المستشفى يعود إلى التعاون المكثف والمتواصل بين أبوظبي ومستشفى كليفلاند، القادر على توفير أعلى مستويات الرعاية الصحية، وقال «إننا بفضل هذا التعاون ننجز معاً أشياء عظيمة لم ينجزها أحد قبلنا في العالم». وأشار المدير التنفيذي لمستشفى كليفلاند أبوظبي إلى أنه تم الانتهاء من العمليات الإنشائية للمبنى، ويجري الآن تجهيزه بكل اللوازم والاحتياجات والمعدات الطبية وغيرها. وقال «حتى الآن تم تجهيزه ب30 ألف جهاز طبي، و20 ألف قطعة أثاث، و20 ألف جهاز تقنية معلومات، ونحن نعمل بجد لإعداد المبنى وتجهيزه بالكامل، وهناك الكثير من الموظفين الذين ينضمون إلى فريق العمل الآن، إذ سيبلغ عددهم اعتباراً من هذه الفترة حتى موعد افتتاح المستشفى أكثر من 3000، حين يبدأ المستشفى باستقبال المرضى». أفضل شريك وقال سهيل محمود الأنصاري، المدير التنفيذي لوحدة مبادلة للرعاية الصحية، عضو مجلس إدارة كليفلاند كلينيك أبوظبي، «إن أول ما قمنا بمناقشته كان موضوع كيفية الحصول على أفضل شريك لنا لتأسيس مرفق رعاية صحية مرموق في أبوظبي، وكان من الطبيعي أن يقع الاختيار على مستشفى كليفلاند كلينيك، نظراً إلى العلاقة التاريخية والطويلة الأمد بين المستشفى ودولة الإمارات، وهو ما ساعدنا على اختيار شريك يشاطرنا الرؤية والالتزام نفسهما، لإقامة هذه الشراكة التي تعتبر عميقة إلى أبعد الحدود، فهي ليست نتاج بضعة أعوام، بل هي شراكة لنقل الثقافة خارج الحدود بين أوهايو وأبوظبي، لتأسيس مركز يضم أفضل وأرقى ما يمكن أن يضمه مركز رعاية صحية في العالم». وأضاف الأنصاري «أن العلاقة والخبرة مع المرضى اللتين يشتهر بهما مستشفى كليفلاند كلينيك، يتم نقلها إلى دولة الإمارات». البيان الاماراتية
