أعلن فريق من الباحثين الأمريكيين والبريطانيين، أنهم حددوا العملية المسؤولة عن إضعاف العضلات في سنوات الشيخوخة، واستخدموا مركباً كيميائياً لإيقافها في أبحاث أجريت على فئران . وتمهد هذه النتائج الطريق أمام إيجاد عقاقير تعزز متانة العضلات وتقاوم شيخوختها وتبقي الناس أقوياء وأصحاء في خريف العمر . ذكر فريق الباحثين أنهم نظروا في الطريقة التي ترمم بها الخلايا الجذعية - في العضلة - النسيج التالف عبر الانقسام والنمو لألياف عضلية عدة . ويقول العلماء إن الأنشطة البدنية الشاقة مثل رفع الأثقال تؤدي لتلف عضلي بسيط يحفز هذه الاستجابة وينمي العضلة، والنتيجة النهائية هي انتفاخ عضلات الذراعين وتموج جذع الجسم . ولكن حينما يتقدم الناس في العمر، تفقد العضلة مقدرتها على إعادة إنماء نفسها، ويؤدي ذلك لضعف وهزال الأعضاء . وبدراستهم للفئران الهرمة، اكتشف الباحثون أن عدد الخلايا الجذعية الساكنة أو النائمة في العضلة، يتناقص مع التقدم في العمر . ورصد العلماء أثر ذلك في مستويات عالية من بروتين »إف جي إف 2« (FGF2)، وهو بروتين يحفز الخلايا للانقسام . في العضلة الهرمة، ظل البروتين يواصل إيقاظه للخلايا الجذعية النائمة بلا سبب . وبمرور الوقت اضمحل إمداد الخلايا الجذعية، وبالتالي لم يكن عددها كافياً في وقت الحاجة . ونتيجة لذلك، تعطلت مقدرة العضلة على إعادة تخليق نفسها . ووجد العلماء أن العقار الذي يثبط »FGF2« أوقف تدهور خلايا العضلة الجذعية . كما وجدوا أن معالجة الفئران الهرمة بهذا العقار - الذي يسمى SU5402 - حسّن مقدرة نسيج العضلة الهرمة على ترميم نفسه، وهو عقار يُصنّع للمختبرات والمعامل فقط وهو غير مرخص للاستخدامات العلاجية . بيد أن العلماء يأملون بأن يؤدي البحث، الذي نشر في عدد مجلة »نيتشر« الأخير، لاستخدام العقار في علاجات مستقبلية . ويقول الباحث ألبرت باسون، من الكلية الملكية بلندن: »منع، أو التغلب على ترهل العضلات الذي يترافق مع التقدم في العمر عند البشر لايزال أمراً بعيد المنال بيد أن هذه الدراسة كشفت للمرة الأولى العملية التي قد تكون مسؤولة عن ترهل أو فقدان العضلات المرتبط بالشيخوخة، وهذا اكتشاف مهم للغاية يفتح الطريق أمام إمكانية إيجاد علاجات تجعل العضلات الهرمة تعود لشبابها . وإذا تمكنا من فعل ذلك قد نكون قادرين على تمكين الناس من العيش بحركية ونشاط أكثر، والاعتماد على أنفسهم عندما يتقدمون في السن« . كما يقول الباحث أندرو بلاك، الذي يعمل في مستشفى ماساشوستس في الولاياتالمتحدة: »الخلايا الجذعية تحتاج إلى وقت للتعافي، وقد أصبنا بدهشة عندما اكتشفنا أن الأحداث التي تسبق إعادة تخليق العضلة يكون لها تأثير كبير في آفاق وفرص الإنماء . وهذا له أثر عقلاني فينا نحن البشر، خاصة في ما يتعلق بالحاجة إلى النوم وتناول طعام صحي« . ولايزال العلماء يجهلون لِم تزداد مستويات بروتين »FGF2« مع التقدم في العمر، مسببة تفاعلاً وتنشيطاً مفرطين للخلايا الجذعية . والخطوة المقبلة هي تحليل العضلات الهرمة عند البشر لمعرفة مدى مسؤولية هذه الآلية نفسها عن استنزاف الخلايا الجذعية في ألياف العضلات البشرية مما يؤدي لفقدان وخسارة العضلات.