ليس من المعتاد بالنسبة لمنتخب الإمارات أن يعتمد على مدرب وطني في أي بطولة مهمة، لكن ذلك سيحدث مع مهدي علي عندما يقود فريق بلاده في كأس الخليج لكرة القدم المقرر انطلاقها يوم السبت المقبل . وسبق للمدرب الوطني جمعة غريب أن قاد منتخب الإمارات في كأس الخليج الرابعة لكن كبديل للمدرب كاديتش المريض . ووضع الجمهور الإماراتي واتحاد كرة القدم الثقة في المدرب علي لقيادة المنتخب الأول بعد أن أثبت جدراته ونجح مع منتخبات الإمارات في المراحل العمرية الأصغر وهي الشباب والأولمبي الذي تأهل لأولمبياد لندن . وعلى يد المدرب مهدي علي أحرزت الإمارات لقب كأس آسيا للشباب 2008 وتأهلت إلى كأس العالم لنفس المرحلة السنية في العام التالي في مصر وكانت قريبة من الوصول للمربع الذهبي قبل أن تخسر بصعوبة أمام كوستاريكا . توج علي مسيرته مع الإمارات بإحراز الميدالية الفضية في دورة ألعاب آسيا في الصين 2010 رغم أنه كان قريباً أيضاً من لقب تاريخي قبل أن يخسر في النهائي أمام اليابان 1-صفر . وبعدما قدم منتخب الإمارات بقيادة علي أداء قويا في أولمبياد لندن الصيف الماضي، ورغم الخروج المبكر من المسابقة قرر الاتحاد منحه فرصة قيادة المنتخب الأول على أمل تحقيق طموحات التأهل إلى كأس آسيا 2015 ونهائيات كأس العالم 2018 بعد الخروج المبكر والمؤلم للإمارات من تصفيات كأس العالم 2014 مع المدرب السلوفيني سريتشكو كاتانيتش . وخالف مهدي علي معظم التوقعات وواصل اعتماده على نواة فريقه الأولمبي وأصر على استمرار هؤلاء اللاعبين في المنتخب الأول رغم واقع عدم اشتراك أغلبهم مع أنديتهم في الدوري خاصة المهاجمين بسبب ازدحام الخطوط الأمامية للأندية باللاعبين الأجانب أصحاب الخبرة . وقال مهدي علي لموقع الاتحاد الإماراتي على الإنترنت "صراحة كنت أتمنى أن يمنحوني فترة أطول لإعداد الفريق بشكل جيد وإعادة تأهيل اللاعبين الذين لا يشاركون مع فرقهم بشكل أساسي ولعب عدد أكبر من المباريات الودية" . وواجه مهدي علي الذي يعمل مهندساً مدنياً في دائرة الطرق والمواصلات في دبي انتقادات من مواصلة اعتماده على أغلب لاعبيه السابقين من دون النظر إلى عناصر الخبرة من المنتخب القديم أو الذين يتألقون في الدوري من عينة سبيت خاطر لاعب الجزيرة وهلال سعيد لاعب العين وبشير سعيد لاعب الأهلي وعيسى عبيد لاعب الشباب والحارس ماجد ناصر المنتقل من الوصل إلى الأهلي . وربما تستمر هذه الانتقادات إذا لم تحقق الإمارات نتائج إيجابية عندما تلعب ضمن منافسات المجموعة الأولى القوية التي تضم البحرين صاحبة الأرض وعمان وقطر . وقال المدرب البالغ عمره 49 عاماً "من غير المعقول أن أعتمد على لاعب عمره أكثر من ثلاثين عاماً ونحن نهدف إلى هذه البطولات المستقبلية . . وكما قلت فإن بطولة الخليج محطة من محطات الوصول للهدف الأكبر" . ويدخل علي البطولة الخليجية بهدف الاستعداد لتصفيات كأس آسيا وتصفيات كأس العالم ،2018 وكذلك بالطبع المنافسة على اللقب رغم أنه يدرك جيداً أنه ليس بالضرورة فوز المنتخب الأكثر استعداداً . وقال مهدي علي الذي تولى تدريب ناديه السابق الأهلي في كأس العالم للأندية في 2009 "كأس الخليج ليست لها مقاييس ثابتة . . تتساوى جميع المنتخبات بفرصة الفوز باللقب باستثناء اليمن" . وإذا تمكن مهدي علي من الفوز باللقب سيصبح أول مدرب وطني يحقق إنجازاً بهذا الحجم، إذ سجلت كرة القدم الإماراتية إنجازين كبيرين على مستوى المنتخب الأول هما التأهل لكأس العالم 1990 بقيادة البرازيلي ماريو زاغالو والثاني الفوز بلقب كأس الخليج في 2007 مع الفرنسي برونو ميتسو الذي استقال مؤخراً من تدريب نادي الوصل بسبب مرضه . وتوالى مهدي علي قيادة منتخب الإمارات أسماء بارزة من المدربين الأجانب منهم البرازيلي كارلوس ألبرتو والتشيكي ميلان ماتشالا والبرتغالي كارلوس كيروش والفرنسي هنري ميشيل والإنجليزي روي هودجسون والهولندي ديك ادفوكات .