وجه حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كلمة إلى الفئات العاملة في دبي بمناسبة الذكرى السابعة لتوليه مقاليد الحكم في الإمارات، شكر فيها العاملين في كافة المجالات ومطالبا بالاحتفال بهم لكونهم ركناً أساسياً لبناء الدولة. دبي: "شكرا لكم " ، مبادرة وجهها الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى الفئات العاملة بمناسبة الذكرى السابعة لتوليه مقاليد الحكم في الإمارات. وإستغل الشيخ محمد بن راشد هذه المناسبة التي وافقت أمس الجمعة الرابع من كانون الثاني (يناير) لتوجيه الشكر وتكريم الفئات المساندة من العاملين في قطاعات النظافة والزراعة والمواصلات العامة وحتى العاملين في المنازل، مثمنا دورهم وخدماتهم. وطالب جميع الجهات بتوجيه الإحتفال لهذه الفئات بعد أن كان قد خصصها سابقا للأمهات واليتامى. انتعاش اقتصادي تحل الذكرى السابعة لتولي الشيخ محمد مقاليد الحكم وسط إنتعاش إقتصادي وتجاري وسياحي في هذه الإماراة التي تقترب من التخلص من كافة آثار الأزمة المالية التي حلت بها عام 2009. إنحاز يسجل لبن راشد الذي تمكن خلال أشهر قليلة من إعادة وضع الإمارة على سكة النهضة والإزدهار والإنتعاش وسط تشكيك الكثيرين بقدرته على تحقيق هذا الهدف وفي ظل هجمة إعلامية شرسة لم تنفك تغرق صفحات الجرائد وتملأ شاشتها بتقارير سلبية عن مستقبل الإمارة وقدراتها الإقتصادية . وعبر الشيخ محمد أمس عن سعادته وإرتياحه لتفاعل المجتمع مع مبادرة "شكرا لكم"، التي أطلقها بمناسبة يوم الجلوس وقال في هذه المناسبة "كل الشكر لجميع الأفراد والمؤسسات الذين تفاعلوا مع دعوتنا لشكر هذه الفئات التي تلعب دورا حيويا في مجتمعنا وتسهم بجعل الحياة أسهل وأفضل في دولة الإمارات.. ما رأيناه خلال الأيام السابقة يعبر عن الروح الحقيقية لمجتمع الإمارات .روح المحبة والتعاطف والتراحم بين الجميع نشكر كل من قدم أي خدمة لنا ولا ننسى أحدا .رأينا صورا كثيرة خلال الأيام السابقة أدخلت الراحة والسعادة والمشاعر الجميلة على قلوبنا وليس هذا بالشيء الجديد على مجتمع الإمارات". واضاف "أتمنى أن تصل رسالتنا لجميع العاملين في كافة قطاعاتنا الخدمية الأساسية، بأن عملهم هو محل تقديرنا، وبأن دورهم يسهم في مسيرتنا، وبأن خدماتهم هي محل ثناء وشكر من مجتمعنا، وستبقى دولة الإمارات واحة للاستقرار والرخاء لكل من يعيش على أرضها ويسهم في مسيرتها.. إن بذور الخير والمحبة منتشرة في مجتمعنا ولا بد أن نعززها دائما، ونغرسها في نفوس جميع أبنائنا". نهج السرعة القصوى ولد الشيخ محمد يوم 15 يوليو 1949 في بيت عائلة آل مكتوم في الشندغة قرب الخور الشهير في دبي. والشيخ محمد هو الإبن الثالث بين أبناء الراحل الشيخ راشد بن سعيد، وإخوته هم الشيخ مكتوم، والشيخ حمدان، والشيخ أحمد. في 4 يناير 1995 إستيقظت دبيوالإمارات على نبأ توقيع حاكم دبي في ذلك الوقت الشيخ مكتوم لمرسومين كان لهما تأثير على مستقبل الإمارة، حيث تم بموجب أحدهما تعيين الشيخ محمد وليا للعهد في إمارة دبي، بينما أقر المرسوم الثاني الشيخ حمدان بن راشد نائبا لحاكم الإمارة. وقد علق الشيخ محمد على ذلك حينها بالقول "لا أعرف إن كنت قائدا جيدا، ولكنني قائد، ولدي رؤية، فأنا أنظر إلى المستقبل بعد عشرين أو ثلاثين سنة من الآن. وقد تعلمت ذلك من والدي الشيخ راشد الذي كان الأب الحقيقي لدبي. وأنا أسير على دربه، فقد كان يستيقظ باكرا ويذهب بمفرده ليرى ما يحدث في كل مشروع من مشروعاته. وأنا أفعل الشيء نفسه، فأشاهد وأقرأ الوجوه وأتخذ القرارات وأتحرك بسرعة.. بأقصى سرعة". وكان "نهج السرعة القصوى" هو النهج الذي كان حاكم دبي الشيخ راشد بن مكتوم يتمنى أن يمسك بزمامه بالنيابة عن إمارته. وقد واصل الشيخ مكتوم والشيخ حمدان والشيخ محمد أعمال والدهم وبنوا رؤيتهم على الإطار الأساسي الذي وضعه الشيخ راشد. وكان شعار "الوجهة دبي" هو الشعار السياحي الذي طالما كان الشيخ محمد يتبناه. وفي أواخر عام 1995، أعلن عن إقامة مهرجان دبي للتسوق وكان من أولى المبادرات التي قام بها بصفته الجديدة وليا للعهد. وكان لدى الشيخ محمد خططه لأن يكون مركز مهرجان دبي للتسوق معلما خالدا. وأعلن أن المسابقة الافتتاحية لكأس دبي العالمي ستقام في مارس التالي في ذروة مهرجان دبي للتسوق. وتقرر أن تكون هذه البطولة أهم سباق للفروسية على مستوى العالم بمجموع جوائز يصل إلى 4 ملايين دولار يخصص 2.4 مليون منها للفائز بالمركز الأول. خطة الوجهة دبي وكانت خطة "الوجهة دبي" تتطور بسرعة، ففي الأول من أبريل عام 1998 تم افتتاح مطار الشيخ راشد مؤذنا باكتمال المرحلة الأولى من خطة توسيع المطار التي أقرتها حكومة دبي بميزانية 540 مليون دولار. وفي مكان آخر من دبي كان العمل يجري على قدم وساق لإنشاء جزيرة اصطناعية على بعد نحو 100 متر من الشاطئ. وكانت هذه الجزيرة مقرا لواحد من أكثر مشروعات الشيخ محمد جرأة وإقداما، وكان عبارة عن فندق برج العرب الذي يعد أقصر من مبنى الإمباير ستيت في نيويورك بستين مترا فقط. وفي أوائل عام 2001، أعلن عن أكثر مشروعات خطة "الوجهة دبي" غرابة على الإطلاق، ألا وهو "جزيرة النخلة" وكانت عبارة عن منتجع عملاق يمتد على جزيرتين تتخذان شكل النخيل وتنقسم كل منهما إلى 17 فرعا عملاقا وجزع، ويحيط بها حاجز مرجاني هلالي الشكل. كما كان الشيخ محمد يمضي قدما في مشروع "طيران الإمارات" الذي اضطلع به والذي كان قد بدأه عام 1985. وفي مايو من عام 2001 أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة الإمارات الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم أن المجموعة تخطط بناء على توجيهات من الشيخ محمد لشراء عدد يصل إلى 60 طائرة جديدة عريضة الهيكل بقيمة تبلغ 10 مليارات دولار. وكان لدى المجموعة بالفعل دفتر بطلبيات تشمل سبع طائرات من طراز إيرباص إيه 380، مما جعلها أول شركة طيران توقع عقدا لشراء الطائرة العملاقة ذات المقاعد ال 555 والتي كان من المقرر أن تدخل الخدمة اعتبارا من عام 2006. وفي عام 1985 أيضا تولى الشيخ محمد مسؤولية منطقة جبل علي الحرة وهي منطقة صناعية مقرها الميناء وتتركز حول ميناء جبل علي. وربما كان المشروع الأكثر جرأة في خطط دبي هو مشروع "حكومة دبي الإلكترونية"، ففي عام 1995 لم تكن هذه الرؤية معروفة إلى حد كبير سوى في الدوائر العليا في أسرة آل مكتوم، وحفنة تعد على أصابع اليد من المقربين من الشيخ محمد. وفي 29 أكتوبر 1999 عقد الشيخ محمد مؤتمرا صحفيّا أعلن فيه "بعد سنة واحدة من الآن، سوف نفتتح في هذا الموقع مبادرة جديدة، ليس لدبي وحدها ولكن لباقي دول العالم. ونطلق عليها اسم مدينة دبي للإنترنت". وبحلول سبتمبر من عام 2000 كان أكثر من 100 من شركات تكنولوجيا المعلومات قد منحت تراخيص للعمل في مدينة دبي للإنترنت، بما فيها عمالقة الصناعة: مايكروسوفت، وأوراكل، وكومباك. وكانت هناك 350 شركة أخرى بانتظار الترخيص. وكان حجم الاستثمارات الكلية التي خططت الشركات المرخصة لإنفاقها يناهز 700 مليون دولار. الحكومة الإلكترونية لقد كان الشيخ محمد يدرك جيدا أن قطاع الأعمال لم يكن القطاع الوحيد الذي كان يحتاج إلى التحديث إذا كان لدبي أن تظل في صدر التنمية العالمية. وفي الحادي عشر من مايو من عام 1999 أعلن الشيخ محمد عن مبادرته الأخيرة أمام جمع من كبار المسؤولين في جوائز دبي للجودة، حيث قال "خلال 18 شهرا من هذه الليلة، ستكون حكومة دبي بأكملها على الخط، وهو عامل سيؤدي إلى زيادة الكفاءة ويجعل عمل الحكومة أسرع وأكثر سلاسة. وفي هذا الصدد أود - ضمن أشياء أخرى - أن أرى طلبات الحصول على التأشيرة وغيرها من المعاملات تتم على الخط، وأن تتواصل الدوائر الحكومية بعضها مع بعض إلكترونيا". وتم الوفاء بالموعد النهائي الذي حدده، وتميزت دبي بأن أصبحت أول حكومة إلكترونية بالكامل على مستوى العالم. الجلوس على حكم الإمارة في الرابع من يناير من عام 2006 أصبح الشيخ محمد بن راشد حاكما لدبي عقب وفاة الراحل الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم أثناء زيارة له إلى أستراليا. وفي الخامس من يناير من نفس العام إختار أعضاء المجلس الأعلى لدولة لإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد نائبا لرئيس الدولة. وفي الحادي عشر من فبراير من عام 2006 رشح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد رئيسا للوزراء، واعتمد المجلس ترشيحه. وقد شهد عام 2007 تحقيق الشيخ محمد إنجازات فريدة سواء على المستوى المحلي، أو على مستوى المنطقة. ففي الثالث من فبراير عام 2007 أعلن عن خطة دبي الاستراتيجية لعام 2015 والتي تستهدف تعزيز مكانة دبي البارزة في المنطقة، وتعزيز دورها كمركز دولي اقتصادي ومالي. وسوف تستخدم هذه الاستراتيجية باعتبارها خارطة طريق للتنمية في السنوات المقبلة. وفي السابع عشر من أبريل من عام 2007 كشف الشيخ محمد النقاب عن خريطة استراتيجية حكومة الإمارات التي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة في مختلف أنحاء البلد، واستثمار الموارد الاتحادية بكفاءة أكبر بما تستلزم من جهد واجب ومساءلة وشفافية في مختلف الهيئات الاتحادية. وعلى مستوى المنطقة كان أبرز إنجازاته تدشين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في يوم التاسع عشر من مايو من عام 2007 بوقف بلغ 10 مليارات دولار. وقد أعلن عن ذلك في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد آنذاك في الأردن. وتهدف المؤسسة إلى تشجيع التنمية البشرية من خلال الاستثمار في التعليم وتنمية المعرفة في المنطقة بتربية قادة المستقبل في القطاعين العام والخاص، وتشجيع البحوث العلمية، ونشر المعرفة، وتشجيع رواد الأعمال، وتمكين الشباب، وتجديد مفهوم المستقبل، والمحافظة على التراث، وتشجيع منصات للتفاهم بين الثقافات المختلفة. في العشرين من سبتمبر من عام 2007 دشن حملة "دبي العطاء ". وقد أضحت هذه الحملة التي تم خلالها جمع مبلغ قياسي بلغ 3.4 مليار درهم في أشهرها الأولى واحدة من أكبر الحركات الإنسانية على مستوى العالم التي تركز على مكافحة الفقر، ونشر المعرفة، وتوفير التعليم للأطفال في أفقر دول العالم. وفي الثالث من سبتمبر من عام 2008 أزاح الشيخ محمد الستار عن مبادرة "نور دبي" التي تستهدف توفير خدمات رعاية العيون لأكثر من مليون شخص في الدول النامية. وقد تم تدشين هذه المبادرة في سياق السعي من أجل عالم خالٍ من حالات العمى التي يمكن علاجها. وفي محاولة منه لتشجيع الإبتكار أعلن عن مجموعة متنوعة من الجوائز سواء في دبي أو الإمارات منها جائزة الصحافة العربية، وبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، وجائزة دبي للقرآن الكريم، وجوائز رواد الأعمال الشباب. وقد شجعت هذه الجوائز مناخا تنافسيا في القطاعين العام والخاص للسعي من أجل التميز. ولقد شهدت السنوات الماضية تقدما كبيرا على صعيد التنمية الإقتصادية والإجتماعية فقد تم تدشين مشروع الحكومة الإلكترونية؛ وتم إفتتاح مترو دبي، وهو عبارة عن خط سكك حديد خفيف ينقل عشرات الآلاف من الركاب يوميا، بالإضافة إلى تأسيس عدد كبير من الشركات الاستثمارية التي أقامت شراكات عالمية في مجالات الصناعة والتجارة والسياحة والموانئ وإدارة الاستثمارات العقارية. كما تم تدشين حشد من المشروعات الثقافية الأخرى منها (متحف الرسول)، ومشروع المتاحف الشاملة، وحدائق محمد بن راشد. وعلى الجبهة الإنسانية نشط الشيخ محمد من خلال مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية. وقد حدد الشيخ محمد رؤيته العالمية في كتابه "رؤيتي"، حيث يستعرض فلسفته ورؤيته السياسية والإقتصادية. ولا تزال النسخة العربية من الكتاب تتصدر قوائم أكثر الكتب مبيعا في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والدول الأخرى. بين الشعر والفروسية وعن حياته الشعرية بدأ الشيخ محمد في نظم الشعر النبطي وهو لا يزال في المدرسة. ويقول إن أكثر من تأثر بهم في تطور هذه الموهبة الشعرية لديه هما أبوه الشيخ راشد والراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وعندما نشرت قصائد الشيخ محمد للمرة الأولى في الصحف ظهرت القصائد بأسماء مستعارة منها "نداوي" و"سليط"، لأنه كان حريصا على أن يحب الناس شعره لشعره لا لشخصه وأن تنشر الصحف أعماله لأنها تستحق النشر وليس لأن مؤلفها من الأسرة الحاكمة. وقد تصدر ديوان لأشعاره باللغة الإنجليزية بعنوان "قصائد من الصحراء" قوائم أكثر الكتب مبيعا لأكثر من عامين. هذا ويهوى الشيخ محمد رياضة الفروسية حيث يقول "حب الخيول يجري في عروقي. ولا ننس أن القبائل العربية تمارس تربية الخيول من قرون، وكانت تستخدم للصيد والحرب وترمز إلى التاريخ.. وركوب الخيل أكثر من مجرد اعتلاء ظهر الجواد؛ فهو نبل وفروسية".