- فتاوى الزنداني تشريع للحروب.. وصعتر «كاذب» ومناع «راقد» - تنظيم الأحرار” يخيف أحزاب المؤتمر والمشترك والإصلاح يريد إحراق الرئيس - الحكومة تفرض حصاراً على صعدة أشد من حصار غزة - التقاء علي محسن بالسفراء أمر خطير ومرفوض - فتاوى الزنداني تشريع للحروب ولسنا بحاجة لمحاكم تفتيش - إغلاق منافذ صعدة عملية مقصودة لدفع الحوثيين إلى رفض الحوار - صعتر “كاذب” و”مناع” راقد و”الراعي” واقف لي بالمرصاد - الشروط المطلوب توفرها في عضو البرلمان لم تعد صالحة لعمال النظافة - قيادات في المشترك تمارس الآن ما كانت تعيبه على الآخرين.. والسائد في “الثورة” هو التقاسم - محافظ صعدة غائب عن المشهد السياسي ولا أعلم كم يستلم من السعودية!! - في عهد الرئيس صالح كانت البوارج الأمريكية تقف في السواحل أما الآن فالمارينز الأمريكي يقاتل إلى جانب الجيش اليمني آخر المستجدات حول إقدام الحكومة على غلق منفذي علب والبقع.. وخفايا دعوات الحرب على الحوثيين.. وأسرار الزيارات إلى طهران.. وما الذي حدث في بيروت وحكاية المسؤول الإسرائيلي.. واختفاء فارس مناع وتحركات السفراء بين شوارع وأزقة صنعاء.. وخوف المشترك من الأحرار.. حول هذه القضايا يتحدث عضو مجلس النواب عن محافظة صعدة الأستاذ عبدالكريم جدبان في الحوار الذي أجرته صحيفة “الجمهور” فإلى التفاصيل.
* نبدأ معك أستاذ عبدالكريم من الحدود اليمنية السعودية حيث أقدمت الحكومة السبت الماضي على إغلاق منفذي البقع وعلب.. ؟ - هذا الموضوع أنا طرحته في مجلس النواب وقلت إن هذا يعتبر إعلان حرب سابعة على صعدة، لأن الحروب الست الماضية كانت تبدأ في بداية موسم الزراعة، وأكثر من 80 % من أبناء محافظة صعدة يعتمدون في حياتهم على الزراعة، كونها أرض زراعية ولا يوجد فيها أي مصادر للدخل غير الزراعة.. فقلت إن إغلاق منفذي البقع وعلب إعلان حرب سابعة، وأحذر الحكومة من هذا الإجراء الخطير، وفي اليوم الثاني أو الثالث جاء الأخ صخر الوجيه لمناقشة موضوع الديزل. * إلى أين جاء؟ - إلى مجلس النواب.. وتخلف وزيران لم يأتوا وبعدين قلنا يروح له ما بلا تجي الحكومة.. ورفعنا الجلسات كلها، حتى تأتي الحكومة.. ربما تأتي يوم السبت (23/6/2012م)، لا أدري.. فسيظل المجلس رافعاً جلساته إلى أن تأتي الحكومة. * هذان المنفذان لا يزالان مغلقين حتى اليوم (الأربعاء 20 يونيو)؟ - نعم ما زالا مغلقين والآن أنا في تواصل مع صعدة، وكذلك شفت تقارير صحفية في بعض المواقع الالكترونية لصحفيين نزلوا إلى هناك وتحدثت التقارير بأن الفواكه والخضروات تكدست وانخفضت أسعارها لتصل إلى أقل من التكلفة، وهذا مؤشر خطير وسيضرب مجتمع صعدة كله.. وستنتشر البطالة بشكل مخيف. حصار غزة * تقصد أن الحكومة بإغلاقها هذين المنفذين فرضت حصاراً محكماً على صعدة؟ - نعم وأنا قلت في مجلس النواب إن هذا حصار مثل حصار غزة.. وأطالب الحكومة بسرعة فتح هذين “المعبرين” إذا صح التعبير، فقال صخر الوجيه إن الإغلاق كان من أجل صيانة المنفذين.. قلت له يا أخي أيش من صيانة في بداية الموسم الزراعي؟!!.. يعني حبكت الآن!!.. قد (صلحتوا) كل الأوضاع في البلاد و(عالجتوا) كل الإشكالات ما باقي إلا المنفذان (تصلحوها) الآن.. طيب أنا أقدم لكم مقترحاً.. اغلقوا منفذاً واحداً وخلوا الثاني مفتوحاً، وعندما تكملون صيانة الأول افتحوه واغلقوا الثاني.. فقال ليش ما (ينزلوا) من منفذ حرض الذي هو مفتوح؟!!.. قلت له لأن الطريق إلى هناك صعب ولا تستطيع شاحنة تنزل إلى هناك وتدخل منفذ حرض.. سواء من طريق مران أو رازح أو حجة، صعب جداً. * بصفتكم ممثلين عن أبناء صعدة سواء أنت أو السلطة المحلية في صعدة.. هل خاطبتم الحكومة رسمياً بهذا الأمر؟ - إلى الآن احنا كلمنا الأخ صخر الوجيه وتواصل معي مجموعة من التجار ورجال الأعمال وقالوا احنا مستعدين.. تشتي نروح إلى عند رئيس الوزراء أو وزير النقل، فقلنا لهم: الأخ صخر الوجيه يقول ادوا لي مهلة يومين ثلاثة فقط.. واحنا قلنا نزيد ننتظر إلى غدوة “الخميس 21 يونيو”، إن أدى لنا (خبر) ما شي صعدنا الموقف.. نعمل وقفة احتجاجية أو غيرها.. يعني نتخذ كل الوسائل. عرقلة الحوار * بخصوص قولك إن هذا الإجراء يعتبر إعلان حرب سابعة على صعدة....؟ - “مقاطعا”.. طبعا بداية حرب سابعة، وخاصة أنه بعد إرسال لجنة الاتصال التي نزلت من رئيس الجمهورية إلى عند الحوثي تم إغلاق المنافذ علينا مباشرة.. يعني يشتوا (يقولوا) لنا بعبارة واضحة “احنا ضد الحوار.. ما نشتيش حوار معكم، وعنفرض الحصار من الآن”.. هذا ما نفهمه من إغلاق المنافذ. * تقصد أنهم قاموا بإغلاق المنافذ، عندما وجدوا الحوثي وجميع أبناء صعدة مرحبين بالحوار ومستعدين للدخول فيه.. جاءوا لهم من ناحية أخرى وأغلقوا عليهم المنافذ ليجعلوهم يرفضون الحوار؟ - يبدو لي أنها عملية المقصود منها دفع الحوثيين وأبناء صعدة إلى ألا يشاركوا في الحوار، بينما يطالبون الحراك وحتى تنظيم القاعدة بالدخول في الحوار.. هناك من يطرح ويدعو إلى أن تدخل “القاعدة” في الحوار وهي ما زالت ترفع السلاح وتقاتل الجيش والناس.. ومع ذلك هناك من يطالب بمحاورتها وما فيش (داعي) للحرب ضدها، وتأتي هذه المطالب تحت غطاء ديني. دعوات تحريضية * الملاحظ أن الإصلاح يعمل هذه الأيام بكلما يملك من جهد على تحريض السلطة والحكومة والمجتمع المحلي والدولي ضد الحوثيين؟ - هذه بادرة خطيرة وأنا أثرتها في مجلس النواب عندما قام الشيخ يحيى الراعي أثناء اندحار “القاعدة” من أبين يبشرنا ويهنئ الجيش والشعب والمجلس، فانبرى الأخ علي العنسي يشكر ويهنئ الجيش والشعب اليمني باندحار “القاعدة” من أبين، ويدعو أيضا إلى تطهير بقية المحافظات.. وأنا كنت قد قرأت صباح ذلك اليوم في عدة صحف من صحف الإصلاح دعوات تحريضية للقتال في صعدة، وأخشى أن يُزج بعبد ربه منصور هادي كما زُجَّ بعلي عبدالله صالح، فقمت أحذر من هذه الدعوات التحريضية والزج بعبد ربه منصور في حرب سابعة جديدة، وأدين هذا الموقف من قبل الإخوة في حزب الإصلاح.. مش هذا وبس.. عبدالله صعتر بنفسه يدعو في خطبة الجمعة بالستين إلى بسط سيطرة الدولة على صعدة.. يعني انزلوا حاربوا.. * دعا إلى فتح جبهة جديدة للقتال في صعدة؟ - بالضبط.. حتى أنني قلت للأخ علي العنسي يا أستاذ علي – طبعاً هذا الحديث في مجلس النواب، واليوم عرضوا الجلسة في التلفزيون، وتابعتها صدفة- قلت له: السلفيون بيقاتلوا.. والقبائل بيقاتلوا في حجة.. أنتم الذين بتقاتلوا في حجة.. والذي وقع الاتفاق مع الحوثيين هو “الإصلاح”.. واليوم “الأربعاء” بيكلمني أحد نواب الإصلاح وقال: يا أخي صحيح هناك ناس متطرفون في حزب الإصلاح، وقد يطرحون مثل هذا الكلام.. فقلت له مش هذا وبس بل هناك اليوم مسيرات إصلاحية تردد شعارات “لا حوثية لا إيران.. الثورة ثورة إخوان” وهذه بادرة خطيرة... * “مقاطعاً”.. سنعود إلى المسيرات وساحة الاعتصام.. قبل أيام قرأنا في صحف الإصلاح بأن الحوثيين شنوا هجوماً على اللواء 131 مدرع في كتاف؟ - وهذا ما قرأته أيضا أنا في ذلك الصباح، واتصلت بأناس محايدين من همدان.. شخصيات مرموقة محايدة ما همش مع الحوثيين ولا مع ذولا المجموعات.. فقالوا هذا الكلام غير صحيح ونحن على اطلاع بالموضوع.. وذولا المجموعات هم من (يجوا) يطلقون النار من عند المعسكر من أجل يرد الحوثي عليهم ومع ذلك التزم الحوثي ولم يرد عليهم لأنه فهم المخطط.. * وهذا المخطط هو للزج بالجيش في حروب مع الحوثيين؟ - بالضبط. حرب مفتوحة * كيف تفسر الشهية المفتوحة بهذا القدر الكبير لدى الإصلاح لإشعال حرب سابعة ضد الحوثيين.. ما هي المكاسب التي سيجنيها من هذه الحرب؟ - والله أنا أخشى إن كان يفكر- بهكذا عقلية مثلما كان في الماضي- انه يزج بطرف ضد آخر.. على أساس يقضي على الطرفين ويتخلص من خصومه السياسيين.. هذه بادرة خطيرة ولا تنم عن حكمة ولا عقل.. وهذه الحرب إن انفجرت لن تقف عند حد وستطال الجميع. * تقصد أنها في حال نشبت ستتعدى حدود صعدة؟ - بلا شك.. إذا كانت الحرب الأخيرة وصلت إلى صنعاء.. إلى بني حشيش.. إلى حدود المطار.... * “مقاطعا”.. والحرب السابعة قد تصل إلى أين؟ - الآن التأييد للحوثيين انتشر بشكل كبير.. قبل ثلاثة أيام التقيت بأحد النواب عن محافظة شبوة أو أبين- ما عادش اذكر- فقال لي والله إن شعارات الحوثي مع أولاد عمي وقد هم كلهم حوثيون!!.. تخيل إذا كان الحوثيون الآن قد هم متواجدون في مناطق الجنوب- خليك عن تعز، عن المناطق الشمالية- فكل سيسهم في معركته. * في هذه الحالة ينبغي على قيادات الإصلاح أن تعي جيداً بأن الحرب السابعة- في حال نشبت- لن تكون مثل الحروب السابقة؟. - بلا شك.. فالحوثي كان يخرج من كل حرب وهو أقوى من الحرب الأولى وحتى السادسة، والتأييد له يتصاعد وخاصة بعد اندماجه أكثر في المجتمع والتقاط أنفاسه بعد توقف الحرب السادسة حيث التقى بالناس وزاروه وشاهدوا ما عنده، فالتأييد له الآن زاد أكثر من السابق، ومع هذا فالحوثيون ليسوا دعاة حرب- يعلم الله- ولكن كما قال الشاعر: إذا لم يكن إلا الأسنة مركباً فما حيلة المفطر إلا ركوبها ثورة إخوان * في الحروب السابقة كان الإصلاح يظهر على أنه رافض للحرب ضد الحوثيين حتى أن عبدالوهاب الآنسي رفض وصف الحوثيين بالمتمردين، وبخلاف ذلك فإن موقفهم حالياً يتمثل في الدعوة إلى الحرب ضد الحوثيين.. كيف تفسر هذا التناقض بين الموقفين؟ - والله هذا التناقض لا يطمئن.. واعتقد أنه امتداد لما هو حاصل الآن في “الثورة” حيث أصبح السائد فيها هو التقاسم والبحث عن المواقع وإقصاء الآخر، ونحن ما نزال في ساحات الثورة وحصل إحراق خيام.. وأنا طرحت هذا الموضوع في مجلس النواب ودعوت إلى تشكيل لجنة، وفعلا شكلت لجنة، وأقام الإصلاح عليّ الدنيا ولم يقعدها، سواء في صحفهم أو في قناة “سهيل” أو غيرها.. حدث ذلك عندما دعينا إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول إحراق خيام شباب الصمود في الساحة وجرح حوالي 30 شخص أو أكثر من هؤلاء الشباب.. وقبل أيام خرجت مسيرة إصلاحية، وتعرضوا لمجموعة من شباب الصمود وجرح عدد منهم.. وهذه المشاهد مسجلة في اليوتيوب وبإمكان أي شخص الاطلاع عليها، والشعارات التي يرددونها “لا حوثية لا إيران ثورتنا ثورة إخوان” وقبل أربعة أو خمسة أيام نشرت صحيفة “الأولى” هذه الشعارات.. وأنا شليتها ورويتها لبعض قيادات الإصلاح وقلت لهم هي ابسروا!!.. قالوا هؤلاء قد يكونون أفراداً.. فقلت: مش (أفراد).. هذا ما يردد في المسيرة ومروا من عندي في شارع الحرية وأنا خارج بالسيارة حيث أوقفتني مسيرة كبيرة وإذا بالمايكروفون يردد: “لا حوثي.. لا حزب الله”.. ما دخل حزب الله هذا؟!!.. ما بش داعي لهذا الكلام والشحن الطائفي والمذهبي!!. كذب صعتر * كيف تفسر تعمدهم الآن بترديد مثل هذه الشعارات؟ - والله هذه هي الفتنة المذهبية والطائفية التي تسعى أمريكا للزج بالمسلمين فيها.. وأقول: إن هذا لعب بالنار ولا ينبغي أن ينجروا إليها- يقصد الإصلاحيين- فيهم العقلاء وفيهم الحكماء.. حتى أنني كلمت أحد الأخوة اليوم، وقال: يا أخي هذه إرهاصات من قبل بعض المتشددين.. فقلت له: لكن المتشددين هؤلاء صوتهم هو العامي، وهم الذين يتصدرون المشهد السياسي الآن.. فما بش داعي تجي تقول لي إنك متضرر مثلما نحن متضررون.. يا أخي إذا كان صعتر يطلع في الفضائية اليمنية ويقول إن الحوثي يجبر الناس على تقبيل قدمه وإن الحوثيين يتهمون عائشة بالزنى.. هذا كذب وافتراء وهو- أي صعتر- في قوله هذا كذاب.. كذاب مفتري. * هل تمت إثارة هذه القضية في مجلس النواب، كون حديث صعتر يعتبر تحريضاً واضحاً ضد فئة كبيرة من فئات المجتمع، والأخطر أن يأتي هذا التحريض عبر قناة تلفزيونية مملوكة للشعب وليس لحزب الإصلاح؟ - لا.. ما أثيرت في مجلس النواب. * ليش؟ - يا أخي يحيى الراعي دائماً يقف لي بالمرصاد، كلما أتحدث عن صعدة أو عن قضايا مظلومية يمنعني تماماً، حتى أنه منعني قبل يومين من الحديث وأمر بإخراجي من المجلس.. فقلت له أنا مش في بيتك.. أنا في بيت الشعب وسأتكلم كيفما أشاء.. وفي آخر يوم رفع فيه مجلس النواب جلساته، قلت إن هذه الحكومة أصبحت حكومة شقاق وليس وفاق وإن همهم هو تقاسم المناصب. * ونحن نتحدث عن الساحات كيف تفسر الانقلاب المفاجئ على الحوثيين من قبل الإصلاح.. يعني في بداية الاعتصامات كانت وسائل إعلام الإصلاح تشيد بالحوثيين وبأخلاقهم ومدنيتهم و.. و.. الخ.. والآن يتم الاعتداء عليهم ويصفونهم بالمتمردين والعملاء؟ - اعتقد بأن ما كانوا يقولونه في السابق كان مجرد “تكتيك”.. والآن شعروا أنهم قريبون من الحكم وخاصة بعد فوز محمد مرسي في مصر. عقلية الإخوان * لكن النتيجة النهائية للانتخابات المصرية لم تعلن حتى اللحظة (مساء الأربعاء)؟ - نعم.. ولكن الإصلاح يحتفل الآن في اليمن بفوز مرسي وكلامي هذه لا يعني أنني ضد الثورة المصرية.. بالعكس نحن مع الثورة المصرية.. ولكنني قلت بصراحة لبعض قيادات الإصلاح: إن حسني مبارك عندي مثل شارون ولا يختلف عنه في شيء، وأنا مشتيش شفيق لأنه يمثل حسني مبارك، لكن إذا كان البديل هو (الإخوان المسلمين) وهم بهذه العقلية فوالله إنني أخشى على مستقبل مصر والدول العربية عموماً.. أنا أخشى أن يصل الإخوان في مصر إلى الحكم وهم بعقلية إخوان اليمن.. يعني إذا كانوا سيحكمون مصر بعقلية إخوان اليمن فهذا أمر خطير. حكومة الحصبة * كيف تفسر صمت وزارة حقوق الإنسان تجاه الانتهاكات الحاصلة في ساحة الاعتصام.. أليست هذه الوزارة معنية بانتهاكات حقوق الإنسان أم أن ساحة الاعتصام، لا تتبع حكومة باسندوه، وإنما تتبع حكومة “الحصبة” كما وصفها بعض المعتصمين؟ - بيني وبينك أنا لا استبعد الكثير من الأطروحات ولكنني لا أستطيع أن أصفها بهكذا وصف إلا أن هناك مؤشرات مخيفة.. خاصة- وكما قلت لك- بعد نزول لجنة الاتصال الرئاسية إلى صعدة والتقائهم بالحوثي، وعادوا بانطباع رائع لدرجة أن يقول ياسين سعيد نعمان يقول (لقد وجدت ما لم أكن أظن أنه في اليمن.. لم أجد رجالاً أوفياء ووطنيين بهذا الشكل حتى وجدت الحوثيين، فهم وطنيون بامتياز.. يقدمون القضايا الوطنية على كل قضاياهم الشخصية، ورغم الجراح التي نالتهم إلا أنهم تفوقوا بجراحهم) بعدها مباشرة أغلقوا منفذي علب والبقع.. وقبلها رفعوا أسعار الديزل.. وهذا الأمر لوحده من أهم معوقات الزراعة وخصوصاً في صعدة التي يعتمد عليها معظم أبناء المحافظة.. الآن وبعد إغلاق هذين المنفذين هناك ثورة نفسية عارمة لدى الناس وتحفز كبير في صعدة، إذا لم يفتح هذين المنفذين فسيكون لهم حديث آخر سواء على مستوى الحوار... * “مقاطعا”.. من هم؟ - هذا بالنسبة للحوثيين، وأنا تكلمت مع بعض الإخوة من قيادات الحوثيين وعرفت بأنهم ربما قد يعيدون النظر في مسألة المشاركة في الحوار، لأن هذا الذي يحصل ضدهم هو “حرب”.. حرب فتاكة. ابتزاز صالح * أحد المحللين السياسيين قال: إن حزب الإصلاح استخدم صعدة في الحروب السابقة لابتزاز علي عبدالله صالح باتفاق بينهم وبين علي محسن، فكانوا يحرضون علي محسن الذي كان يقود الحرب ضد الحوثيين بأن يختلق جبهات قتال مستمرة في صعدة ويوسع نطاق الحرب ليستغلوها- أي الإصلاح- سياسياً ضد الرئيس صلح لتثوير الشعب عليه وتشويه صورته أمام المجتمع الدولي.. هل توافقه هذا الطرح؟! - أنا تكلمت مع بعضهم بهذا الطرح نفسه فقال لي يا أخي هناك قيادات محسوبة على الإصلاح.. فقلت له: مش محسوبة قيادات دينية فاعلة، ولهم موقف مذهبي واضح وصريح من المذهب الزيدي ومن كل أبناء المذهب الزيدي، فها هم يدعون إلى دعم الحجوري وجماعة مقبل الوادعي في دماج.. أيضا توجد في الإصلاح قيادات وطنية حريصة على البلد ودماء الناس.. لا ننكر هذا. * هذا الوصف قد يفهم على أنه تبادل أدوار؟ - لا استطيع أقول أنه توزيع أدوار.. هناك أناس صادقون وجادون ومواقفهم الوطنية معروفة.. وهناك أناس خاصة المحسوبين على الجناح الديني السلفي المتشدد يعاني منهم حتى الإصلاحيون أنفسهم.. بعض الليبراليين والمنفتحين في الإصلاح يكلمونني بهذا.. بل إنني أشاهد التعامل مع بعض الطروح في مجلس النواب.. مثلاً أنا والأخ شوقي القاضي تبنينا قضية تحديد سن الزواج.. فهاجمونا هجوماً عنيفاً.. وكذلك قضية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر “هيئة الفضيلة” عندما أثيرت في مجلس النواب.. * كان لك موقف معارض لها؟ - اعترضت عليها اعتراضاً شديداً وقلت لسنا بحاجة إلى محاكم تفتيش جديدة.. والسعودية التي فيها مثل هذه الهيئة قد ضاقت ذرعاً بها وتسعى للتخلص منها، وعاد أنتم تشتوا (تدخلوا) لنا الآن هيئة جديدة.. * طبعاً هذا الكلام كان عام 2008م عندما أراد الزنداني وعلماء الإصلاح إنشاء هيئة الفضيلة فلم ينجحوا في هذا المشروع آنذاك (وقت الرئيس صالح)، ولكنهم الآن عادوا من جديد لطرح نفس المشروع على الرئيس هادي؟ - نعم.. نعم.. أنا آمل في عقلية عبد ربه وفي حكمته ألا ينجر إلى هكذا دعوات وأن يعتبر من التاريخ الماضي لسلفه حتى لا يتورط ويحرقوه سياسياً.. فمن يريد الزج به في حروب طائفية عقائدية مذهبية مقيتة بغيضة هم يريدون إحراقه سياسياً.. وآمل من الرئيس عبد ربه ألا ينفذ المخطط الأمريكي الذي يسعى إلى إثارة الطائفية والنعرات.. وحسبنا ما حدث في العراق وأفغانستان وما يحدث اليوم في أكثر من منطقة في العالم العربي والإسلامي من تناحر وقتال باسم الدين والطائفية والمذهبية. فارس مناع * هناك سؤال يفرض نفسه بقوة حول محافظ صعدة.. إلى حد الآن ونحن لم نسمع له أي تصريح؟ - في أية قضية؟. * في كل ما يتعلق بمحافظة صعدة وأبنائها وما يحاك ضدها.. أليس من المفترض أن يكون هو المتصدر للدفاع عن محافظة صعدة بصفته المسؤول الأول عنها؟ - الواقع أنه غائب عن المشهد السياسي وما يعتمل في البلد وفي صعدة خصوصاً.. وكما قلت أنت أنه بالفعل لم يصرح حتى تصريحاً واحداً تجاه ما يحدث وما يقال عن صعدة.. ويتحمل مسؤوليتها هو وكذلك الحوثيون. * ولماذا الحوثيون؟ - لأنهم موافقون على أن يكون محافظاً ولم يقم بواجبه.. والناس اطمأنوا لوجود محافظ على أساس يقوم بواجبه والدفاع عن قضاياهم ومتابعة متطلباتهم.. فمثلاً لم نسمع له أي تصريح بخصوص إغلاق المنفذين رغم أنها ضمن مسؤولياته.. يعني أنا فقط عضو مجلس نواب ومع ذلك فأنا أتابع هذا الأمر متابعة حثيثة في مجلس النواب وخارجه، والآن أرتب مع بقية الشخصيات الاجتماعية في صعدة لاتخاذ موقف تجاه ذلك.. بينما المحافظ لم نسمع له أي تصريح في هذا الأمر وفي غيره من الأمور.. لا أدري هل الرجال نايم؟!!.. ما بيصحاش أو ما هو؟!!.. * طبعاً لدى فارس مناع مخصصات مالية شهرية من السعودية مثله مثل كثير من المشائخ؟ - لا أفتيك في هذا.. ما عندي علم!. * كيف تفسر هذا الصمت المخزي؟ - والله إن هذا الصمت يضع علامة استفهام كبيرة. * وعليه أن يخرج من هذا الصمت قريباً؟ - بالتأكيد.. وطبعا أنا قلت فيما يتعلق بإغلاق المنفذين “البقع وعلب” إذا كانت السعودية هي من أغلقتهما فعلى حكومتنا أن تتخاطب معها، وإن كانت حكومتنا هي من أغلقت المنفذين- وبالفعل تبين أنها حكومتنا- فسنتبع كل الإجراءات كما أخبرتك سابقاً. تشريع للحروب * بالأمس الزنداني في حديث مع “الجزيرة نت” أفتى بوجوب تسليح المعارضة السورية ودعا لتدخل عاجل في سوريا..؟ - هذا تشريع للحروب والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير) لكن أن آتي أنا لأشرع حرباً أهلية بين المسلمين وهناك مجال للتغلب على المشاكل وحل تلك الإشكالات بالطرق السلمية، فهذا لا يصب إلا في مصلحة العدوان الأمريكي والصهيوني. * تقصد أن فتوى الزنداني هذه تخدم أمريكا وإسرائيل خصوصا وأن فلسطين أحق بالجهاد من سوريا؟ - في الحقيقة سبق وأن أثرت في مجلس النواب قبل فترة موضوع (الجهاد) الذي دعت إليه إمريكا في أفغانستان، وقلت إن الكثير ممن يسمون بالعلماء سواء في السعودية أو اليمن استجابوا لهذه الدعوة لمواجهة الدب الروسي أو الشيوعية الخضراء فقط، وعندما قضت بهم أمريكا غرضها رمتهم وداستهم وقتلتهم وإلى الآن لم يعتبروا.. ما أقصده أنه حسبنا دعوات للحروب حسبنا فتاوى.. حسبنا ما حدث في الجنوب وفي صعدة وما يحدث اليوم في أبينوشبوة وغيرها من المناطق.. هذه الأمور نتجت عن فتاوى وتعبئة دينية خاطئة ومذهبية مقيتة. * وهذه الفتاوى تعتبر أخطر شيء على البلاد والعباد؟ - الفتاوى الدينية والتكفيرية يستخدمها دائما الحكام الطغاة عبر التاريخ.. يستخدمون الإسلام وعلماء السلطة لضرب هذا أو ذاك.. وفتح مناطق جديدة فقط. تحركات السفراء * قبل أيام قرأنا في صحف تابعة للإصلاح بأن علي محسن التقى بالسفير الأمريكي وسفراء أوربا لبحث السبل الكفيلة لإيقاف ما أسمته ب”المد الإيراني في اليمن”؟ - أنا قرأت مثل ذلك في صحيفة “الشارع” التي نشرت كشفاً بمن يستلمون مخصصات من السعودية، وذكرت من ضمنهم أن علي محسن يستلم عشرة ملايين ريال سعودي لمواجهة الروافض. * سؤالي هو حول الالتقاء بالسفراء.. بأي حق يلتقي علي محسن بسفراء أوربا وأمريكا ويناقش معهم قضايا تمس الأمن القومي.. وشن حرب على هذه المحافظة أو تلك؟ - ليس لدي خبر يقين بأنه تم مثل هذا اللقاء ودار فيه الكلام الذي قلت. * هذا الكلام موثق وموجود في صحفهم وبإمكانك الرجوع إليها؟ - والله هذا كلام خطير ومرفوض. * معروف بأن علي محسن هو مجرد قائد عسكري مثله مثل بقية قيادات المناطق العسكرية.. فهل هذا المنصب يسمح له أو لأي قائد معسكر آخر بأن يلتقي بسفراء الخارج ويعقدون معه اجتماعات مغلقة ويتخذون قرارات مصيرية.. أريد منك جواباً بصفتك أحد نواب الشعب؟ - والله في الواقع أمريكا هي الحاكمة في اليمن.. السفير الأمريكي هو “بريمر” اليمن الآن مثلما كان “بريمر” في العراق.. وهو المتطرف والذي يتحدث الآن حتى عن تعيينات في الجيش وفي الأمن.. خرجوا هذا، وهذا لا يخرج من موقعه.. يعني هو الحاكم الفعلي في اليمن حالياً. * حتى وإن كنا- كما تقول أنت- نقع تحت الوصاية الأمريكية.. اعتقد أن مناقشة مثل هذه الأمور سيجريها السفير الأمريكي مع السلطات العليا في الدولة وليس مع قائد معسكر؟ - السفير الأمريكي الآن يقيم علاقات مع كل الأطراف.. مشائخ قبائل وقادة عسكريين.. توجهات دينية مختلفة.. أحزاب سياسية.. حتى أن بعض قيادات المشترك كانوا يعيبون على علي عبدالله صالح الالتقاء بالأمريكيين والتنسيق معهم.. والذي نراه الآن هو نفس النهج ونفس المنطق والأسلوب.. * من كانوا ينتقدون ذلك النهج أصبحوا يمارسونه؟ - بعض قيادات المشترك تتبع الآن نفس النهج والأسلوب والمنطق في تعاملها مع أمريكا، بل إن منهم من تجاوز ذلك وقال إنه مستعد بأن يقدم للأمريكان أكثر مما قدمه علي عبدالله صالح.. * القيادي الإصلاحي والنائب عبدالرحمن بافضل قال إنه على استعداد بأن يسمح لأمريكا وبريطانيا باحتلال اليمن لمدة سنتين؟ - أنا قرأت هذا التصريح لبافضل. * قادة المشترك كانوا ينتقدون الرئيس علي عبدالله صالح عندما يلتقي بالسفير الأمريكي رغم أن تلك اللقاءات طبيعية وضمن المهام “البروتوكولية” لرئيس الدولة.. المشكلة الآن أن السفراء ينزلون إلى الشارع ويلتقون بمن يشاءون، والأفضع من ذلك أن يتحدث إعلام الإخوان بأن هذا اللقاء أو ذاك تم فيه مناقشة أمور من اختصاصات رئيس الدولة، فالمفترض أن يناقشوا هذه الأمور مع رئيس الجمهورية وليس مع رئيس قسم أو عاقل حارة؟ - هذا هو المفترض بروتوكولياً.. لكن أمريكا الآن لا تقف عند حدود بروتوكولية.. هي تلتقي بمشائخ قبائل عاديين.. تنزل إلى المحافظات للالتقاء بهم.. وطائراتها الآن لا تتوقف لحظة على صعدة وعلى مناطق أخرى، بيكلمني بعض أعضاء مجلس النواب من ذمار وبالتحديد من عتمة بأن الطائرات تحلق فوقهم ليلاً. وصاية خارجية * يا أستاذ سؤالي أوسع وليس محصوراً فقط على السفير الأمريكي وتحركاته من سعوان إلى الفرقة أو الحصبة.. الآن أخبار زيارات السفراء وتحركاتهم اليومية أصبحت تغطي الصحف.. سفراء أمريكا وأوربا والسعودية وقطر.. ما اقصده هو كيف تصف تحركات السفراء بهذا الشكل المستفز؟ - الحكم الفعلي الآن لا يتمتع بالاستقلالية الوطنية.. نحن الآن نُحكم من الخارج.. تحت وصاية خارجية بوضوح تام.. أنا قلت في مجلس النواب إن عبد ربه منصور يتحمل مسؤولية ما يحدث الآن في أبين.. البوارج الأمريكية أثناء النظام السابق كانت في السواحل.. أما الآن فالمارنز الأمريكي يقاتل جنباً إلى جنب مع الجيش اليمني إذا لم يتقدم عليه.. ومن الأعذار أن هذا عمل لوجستي وتدريبات ومدري أيش!!!.. والحقيقة إن هناك قتالاً على الأرض، والأمريكيون موجودون فعليا في هذه المعارك.. وأنا قدمت سؤالاً لدولة رئيس الوزراء عن صحة وجود الآلاف جنود المارينز الأمريكيين نزلوا في سقطرى، وسؤالاً آخر عن صحة الخبر الذي نشر ومفاده أن سيارة محملة بالمساجين دخلت إلى السفارة الأمريكية للتحقيق معهم من قبل ضباط من ال”سي. آي. إيه” موجودين داخل السفارة.. وقلت له هذا غاية في الإنكار للسيادة اليمنية. الاستقالة من المؤتمر * سنعود معك قليلاً إلى العام الماضي عندما أعلنت وعدد من النواب الاستقالة من المؤتمر الشعبي العام.. حيث احتفت بكم وسائل إعلام الإصلاح وعلى رأسها “سهيل” احتفاء كبيراً، ووصفتكم ب”الثوار” والأحرار وأنكم تطهرتم من المؤتمر وبأوصاف أخرى لا أتذكرها.. وبمجرد أن اعترضتم على سياسات الإقصاء والتهميش التي يتبعها الإصلاح في الساحة تعرضتم للهجوم من نفس تلك الوسائل التي احتفت بكم، ووصل الأمر إلى درجة التحريض وكيل التهم ضدكم.. كيف تفسر ذلك؟ - في ظل الخصومة السياسية، أنت تبحث عمن يساندك أو من يقف ضد خصمك، لأن عدو عدوي صديقي وصديق عدوي عدوي.. وفي ظل الصراع على السلطة كان من الطبيعي أن يحتفي بنا كل خصماء علي عبدالله صالح، لكن عندما يصبح لديك رؤية أخرى قد تتغاير أو تتقاطع مع مصالحهم، يتخذون منك نفس الموقف الحاد.. وأضرب لك مثالاً على هذا الأمر بتعاملهم مع المؤتمر الذي نظمه تنظيم الأحرار في بيروت، كان قد معنا حوالي تسعون نائباً من المؤتمر والإصلاح ومستقلين، وقبيل السفر إلى بيروت تم التعميم عليهم من قبل المؤتمر والإصلاح لمنعهم من السفر تماما، والبعض أعطى الكثير من الأموال حتى يترك كتلة الأحرار.. وأنت صحفي وبالتأكيد اطلعت على ما روجت له بعض وسائل الإعلام التابعة لبعض الأطراف الحزبية في اليمن بأن هؤلاء- تنظيم الأحرار- منسقون مع إيران وحزب الله وحتى مع إسرائيل..... * “مقاطعاً”.. سنعود إلى موضوع إسرائيل وإيران.. خلينا الآن في المنع من المشاركة في مؤتمر بيروت؟ - عمموا عليهم تعميماً واضحاً بعدم السفر أو المشاركة في المؤتمر. * كيف تفسر كل هذه التحذيرات من الانتساب إلى تنظيم الأحرار أو المشاركة في فعالياته.. هل هذا خوف من نجاح التنظيم وإمكانية تفوقه سياسياً على تلك الأحزاب؟ - الواقع أن تنظيم الأحرار يمثل خطاً وسطاً بين الأطراف كلها، فهو ليس مع السلطة.. وعندما خرج من المؤتمر الشعبي العام ضرب أروع الأمثلة في الشجاعة والموقف الثابت المبدئي، أما بالنسبة للإصلاح وبعض أحزاب اللقاء المشترك وليس الكل فيخشون أن هؤلاء- كتلة الأحرار- ربما يسحبون البساط من تحت أرجلهم، لأنهم مع الثورة. كتلة الأحرار مع الثورة ومع استمرارها حتى تحقيق جميع المطالب دونما مواربة.. فمع الاستجابة الكبيرة في الشارع اليمني لهذا التوجه، فمن الطبيعي أن تخاف بعض الأطراف أن ينجح “ الأحرار” في سحب البساط من تحت أقدامهم. مسؤول إسرائيلي * بخصوص شائعات قيام تنظيم الأحرار بتوجيه دعوة لمسؤول إسرائيلي لحضور مؤتمر بيروت.. أنت قبل قليل قلت إن الصحف اليمنية هي من روجت لهذا الأمر، بينما الحقيقة أن إحدى الصحف المصرية هي من نشرت الخبر أولاً وتناقلته عنها صحف يمنية، وهذا أمر غريب ومثير للتساؤلات!!!. - ما الغريب فيه؟ * أن مصدره صحيفة عربية خارجية وليس من تأليف صحف يمنية أو مطابخ حزبية مناوئة لكم، كما قال البعض؟ - لا يوجد أية غرابة في أن تنشره صحيفة خارجية.. يعني ممكن بذكاء وبتسريبات هنا وهناك من أي طرف يريد الوقيعة بالناس أن يصل إلى بعض الصحف المشهورة والتي لها مكانة عند القراء، وينشر فيها مثل هذا الخبر. مؤتمر بيروت * ما الذي حققه مؤتمر بيروت من الأهداف التي كان يطمح في تحقيقها؟ - بلا شك إن كل عمل تصاحبه سلبيات ويحقق إيجابيات.. لكن بشكل عام مؤتمر بيروت نجح في إيصال صوته إلى أكثر من جهة، وأوصل رسائل عديدة من ضمنها مطالبته بدولة مدنية حقيقية يحتكم فيها الجميع إلى الدستور والقانون، ومن الطبيعي حدوث أي تعثرات أو سلبيات، خاصة ونحن جديدون على الساحة السياسية والعمل السياسي، كنا ضمن حزب المؤتمر وفي غضون أشهر تبنينا بعض هذه المواقف، ومواقفنا الآن في مجلس النواب واضحة. السفر إلى إيران * بعد انتهاء فعاليات مؤتمر بيروت سافرتم مباشرة إلى إيران؟ - نعم.. * هل كانت زيارة عادية أم بدعوة رسمية من طهران؟ - زيارة عادية غير رسمية. * بمن التقيتم من مسؤولي طهران في هذه الزيارة؟ - التقينا برئيس مجلس النواب وقدمنا له مطالب وطنية ولا زال لدينا صور من هذه المطالب. * ما هي هذه المطالب.. أذكر لنا بعضاً منها؟ - طلبنا مساعدتهم لليمن في مجالات الكهرباء وفي المياه وفي الجوانب الطبية. * هل نسقتم في هذا الأمر مع مجلس النواب اليمني قبل أن تطلبوا مساعدات من إيران، فبحسب فهمي إن هذه تعتبر علاقات دولية تتم بطرق رسمية معروفة.. وليس أي شخص بإمكانه التصرف فيها وإن كان عضو مجلس نواب؟ - نحن قمنا بزيارة عادية لإيران.. كانت زيارة سياحة، وعلى هامش هذه الزيارة التقينا بالرجل واحتفى بنا بالفعل.. رئيس مجلس النواب الإيراني احتفى بنا وسمع منا وقدمنا مطالب وطنية.. ولعلمك كنا من أكثر من توجه، فمن ناحية المؤتمر كنا أكثر من تسعة نواب زرنا طهران. * هذه المساعدات “الوطنية” كيف سيقدمها الإيرانيون لليمن.. هل عن طريقكم أنتم شخصياً، أم بطريقة رسمية إلى مجلس النواب، أم حكومة الوفاق؟ - هذا يكون عن طريق الحكومة فقط.. احنا من واجبنا أن نذكرهم بأن لهم أشقاء يحتاجون إلى مساعدتهم، وعلاقة اليمنبإيران قديمة جداً من أيام سيف بن ذي يزن وما قبل.. يعني ليست جديدة.. هذه الطرق الرسمية المعروفة. عمالة واسعة * في هذه الحالة لا يستطيع أحد وبالذات أنتم أن تعيبوا على الإصلاحيين أنهم يتلقون أموالاً من السعودية أو قطر.. أو يقومون بزيارات لدول الخليج ويقدمون كشوفات لمساعدات ويأخذون التبرعات.. يعني أصبح الآن الأمر طبيعياً وبمقدور أي شيخ أو مسؤول أو فقيه يشتغل مع أية دولة؟ - والله كلما كان المطلب وطنياً وفيه شفافية فما فيش فيه شيء، وما هو الذي يمنع؟!!.. إذا كانت الحكومة لا تقوم بواجبها في هذا الاتجاه، الدولة لا تتابع، فمن الطبيعي أن كلاً يقوم بدوره ويحس بمسؤوليته، وخاصة أننا لم نشترط على تلك الجهة بأن تكون المساعدات عن طريقنا نحن وإنما طالبنا بمشاريع وطنية وعبر الطرق الرسمية الحكومية. * أي طرق رسمية هذه.. إذا كان يحيى الراعي الأسبوع الماضي عندما اتهمه عبده بشر بالخيانة الوطنية رد عليه بسخرية وقال: (نحن لم نعقد مؤتمرات في بيروت ولم نزر طهران).. اعتقد أنه لو كانت مطالبكم رسمية- كما تقول أنت- لطرحتموها على البرلمان.. هل ناقشتم هذا مع رئيس وأعضاء البرلمان؟ - إذا كان موقف قيادتي المؤتمر والإصلاح من فعالية مؤتمر الأحرار في بيروت بهذا الشكل- أي بأنها عمالة- فماذا تتوقع. * يعني أنتم تصرفتم بما تمليه عليكم ضمائركم وبحكم المسؤولية الملقاة على عاتقكم؟ - طبعا نحن ننطلق من قناعتنا وما يجب علينا وطنياً أن نقوم به. حصالة نقود * بمناسبة الحديث عن العمالة والمكاسب المالية.. يجمع الكثير من القيادات في ساحة الاعتصام بأن هذه الساحات منذ بداية الأزمة تحولت إلى حصالة لجمع الأموال المتدفقة من السعودية وقطروإيران.. ما رأيك في هذا القول؟ - ما عندي تفصيل إلا أنني أقرأ في الصحف مثل هذا القول. * هم قالوا إن هناك شخصيات نزلت إلى الساحة وهي لا تملك شيئاً وأثريت في بضعة أشهر وأصبحت تقيم فعاليات في الداخل والخارج و.. و.. الخ. - المشكلة أن اليمن أصبح مفتوحاً لكل الجهات وهذه مشكلة خطيرة وخاصة مع هذا الانفلات وعدم وجود دولة وسيطرة دولة على زمام الأمور في معظم المناطق.. هذا مؤشر خطير ومخيف على مستقبل اليمن. الجيش الحر * بالتأكيد قد لفت انتباهك الترويج المكثف من قبل إعلام الإصلاح لما يسمونه ب”الجيش الحر” أو “قيادة أنصار الثورة”.. كيف تقرأ هذا الترويج وفي هذا التوقيت بالذات واليمن في مرحلة وفاق وفي ظل الحديث عن هيكلة الجيش؟ - الواقع أنها قامت ثورة وتم التآمر على الثورة وجاءت مبادرة الخليج لإنقاذ هذه الثورة.. وبالفعل ما يظهر على المشهد الآن يؤكد أن الثورة قد أجهضت بالفعل.. وما يجري حالياً هو بحث عن مواقع، واستبدال نظام بنظام بنفس الصورة وإنما بتغيير الأسماء فقط، ولكن أملي كبير في الثوار والشباب الواعين المستقلين، غير المتحزبين أنه لا بد أن يكون لهم موقف.. * البعض يقرأ استمرار صحف الإصلاح في الترويج ل”الجيش الحر” بأنه مؤشر خطير لمخطط من أجل الانقلاب على الشرعية الدستورية، ويصبح الجيش الحر هو المسيطر؟ - والله عبد ربه هادي نزل مرشحاً وحصل على أصوات لم يحصل عليها أي رئيس قبله، وحكومة الوفاق قامت برعاية دولية وأقليمية والحفاظ عليها ينبغي أن يكون مسؤولية الجميع، وأي حديث عن استفراد بالسلطة من هذا الطرف أو ذاك واستقواء بهذه القوة أو تلك لم يعد ممكنا في اليمن، الذي يختلف عن كثير من البلدان.. اليمن فيه أحرار والسلاح متوفر لدى الجميع لكن أثبتت الثورة بأن اليمنيين مسالمون وأنهم سيستمرون في مطالبهم الثورية بالسلم.. بالسلم.. بالسلم.. لكن إذا لم يكن هناك بد من الوصول إلى مطالب الناس بأي طرق- يعني قد تعترض مسيرة الثورة أية شائبات- ما نزد نفعل.. أنا كلمت علي محسن بهذا الأمر وأنا على صلة به.. يعني بيني وبينه احترام.. قلت له في بداية الثورة: الذي تنامى إلى مسامعي أن هناك مشروعاً ل”دولة دينية” وأنك ستحميها بسلاحك وقوتك.. وقلت له: الناس لن يسمحوا بهذا إطلاقاً والشباب لن يسمحوا به.. فقال: أنا أصبحت كبيراً في السن ولم يعد عندي أي طموح سياسي. نصيحة باسندوه * ما هي النصيحة التي توجهها لرئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوه؟ - أن تكون قراراته مستقلة عن أي تأثير.. أن يصحح كل الأخطاء التي تحدث الآن.. هناك تصرفات من بعض الوزراء كالإقصاء والإلغاء لمن قبلهم.. يعني يأتي بعض الوزراء إلى بعض الوزارات ويقومون بإزالة كفاءات مشهود لها واستبدالهم بأشخاص من أحزابهم ممن يتبعونهم حتى وإن لم تنطبق عليهم شروط التوظيف.. وعندي مجموعة من الأسماء وفي أكثر من وزارة فأرجو أن يكون باسندوه عند حسن الظن.. انا أعرف الأخ رئيس الوزراء معرفة جيدة وبيني وبينه احترام وأعرف نيته الطيبة وحرصه على اليمن ونزاهته ونظافة يده.. لكن هذا لا يكفي في ظل التغول لدى البعض للاستفراد بالسلطة وإقصاء الآخرين.. تصور أنه إلى الآن وفي كل ما قد صدر من قرارات سواء من رئاسة الحكومة، أو من رئيس الجمهورية، لم أسمع بشخصية غير محسوبة إلا على الأحزاب هذه.. أحزاب المشترك.. أما غيرهم فلا. * سؤال أخير.. متى سنجد مجلس النواب يعقد جلساته بحضور جميع النواب؟ - إذا جاءت انتخابات قادمة في ظل تهيئة الملعب السياسي، وكان هناك توازن في القوى، ومنع المال العام والسلطة والوسائل الأخرى من التدخل وصرف توجهات الناخبين، وخاصة بعد هذه الثورة التي ارتقت بمستوى الوعي وقفزت به قفزة نوعية في الريف والحضر.. فسنشهد مجلساً نوعياً.. وأيضا عند تعديل الدستور القادم والتأكيد على الشروط الموضوعية التي ينبغي أن تتوفر في النائب الذي سيشرع للأمة وسيراقب سير الحكومة وأن يكون على مستوى عالٍ من المعرفة السياسية والكفاءة... شروط غير مناسبة * “مقاطعا”.. والتعليم؟ - بلا شك.. إذا كان الدستور الحالي ينص على أن يكون النائب “يفك الخط” يعني يكون قارئاً وكاتباً، فهذه الشروط لم تعد صالحة اليوم في عامل النظافة.. هذه معيبة، لذلك نأمل في التعديلات القادمة سواء في التعديلات الدستورية أو تعديل قوانين أن تركز على هذه الجوانب، ونحن الآن في لجنة العدل والأوقاف وأنا عضو فيها، بصدد تعديل قانون السلطة القضائية ونعمل الآن على استقلال القضاء بشكل واضح، رغم أن وزير العدل مطلع الأسبوع الماضي قد جاء بمادة واحدة لتعديلها “فصل رئاسة المحكمة العليا عن مجلس القضاء”.. وأيضا مادة مكررة تنص “بأن على رئيس الجمهورية أن يعين رئيس القضاء”، فاعترضت اعتراضاً شديداً، حتى أن يحيى الراعي منعني من الكلام، وهو دائما يترصد ويتقصد منعي من الحديث سواء في قضايا رقابية أو في حدث من الأحداث أو عن صعدة.. دائما يترصد ويمنعني من الحديث. * ليش؟ - لا أدري هل له موقف شخصي مني أو هناك علامات (×) على حديثي. * أنت تحدثت عن تعديلات بشأن شروط جديدة على عضو البرلمان.. ماذا عن المشائخ 80% من أعضاء المجلس مشائخ قبائل والبعض منهم غير مؤهلين ليكونوا مشرعين؟ - هذا الأمر يعود أولا إلى الشعب اليمني وأيضا بالدرجة الأولى إلى واضع القوانين.. المشرع.. ما هي الشروط الموضوعية التي ينبغي أن تتوفر في النائب مستقبلاً والنصوص الدستورية التي ينبغي أن تعمد إلى وضع شروط صارمة حتى لا يفرز الشعب إلى مجلس النواب إلا من يكون ممثلاً لهم أفضل تمثيل. * ما أقصده يا شيخ عبدالكريم أن كثيراً من المشائخ حضروا إلى المجلس فقط أثناء أداء اليمين الدستورية ثم خرجوا ولم يعودوا؟ - بيني وبينك أنت الآن كصحفي ومثقف وسياسي سيطرت عليك العقلية اليمنية لأنك لا تزال تتخاطب معي بهكذا ألقاب.. أنا أولاً لست شيخاً.. أنا رعوي. * احنا قلنا نجاملك؟ - يضحك.. أنا أتحدث عن “العقلية اليمنية” التي واضبت عقوداً من الزمن لترسيخ هذه “الألقاب” التي جاء الرئيس الحمدي وثار ضدها.
