ال15 عاما التي قضاها المدعو علي سالم البيض في المنفى لم تكن خالية – بحسب مراقبين- من أي نشاط سياسي أو مخطط تآمري ينال اليمن ووحدته واستقراره، بل ظل المدعو البيض طوال تلك الفترة يمارس العادة السرية في عمله السياسي هناك بعيداً عن أعين الفضائيات وعدسات الكاميرا، خوفا من الطرد السياسي، إلى أن سنحت الفرصة المواتية له في 22 مايو الماضي ليخرج من قبوه ويعلن كفره البواح عبر فضائية "الجزيرة" وال"بي. بي. سي" ويجدد مطالبته بالانفصال، رغم محاولته الفاشلة في عام 1994م والتي واجهها كل أبناء الوطن الواحد من أقصاه إلى أقصاه بالرفض ووقفوا صفاً واحداً مع قوات الشرعية في المعركة ضد خفافيش الانفصال وانتصرت فيها أخيرا إرادة الشعب اليمني. واليوم يتوجب أن ينتبه كل الغيورين على وطنهم إلى أنه لا يجب أن تثار في هذه الحالة أية دعوات للفرقة والخلاف، أو أي عامل من عوامل شق الصفوف وبث السموم، خاصة بعد أن ظهرت بعض الأصوات الناعقة بالانفصال والمأجورة في الداخل والخارج التي لم تترك رمزاً إلا شوهته، ولا حدثاً إلا وكانت تصول في جنباته ولا مناسبة إلا وكانت ضيفة على موائدها، وقد خلعت الحياء جانبا وديدنها المريض يردد "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" تشتم، تقذف بأقذع الصفات. المؤسف له أنه وفي حين جاءت مبادرة فخامة الرئيس للمصالحة الوطنية من منطلق الحرص على المصلحة والوحدة الوطنية، تذرع المشترك بقضايا مختلفة، الأمر الذي أدى إلى تعثر الحوار مع الحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام"، واتضح للجميع أن النوايا الحسنة لا محل لها من الإعراب في قاموس أحزاب اللقاء المشترك، أو كما قال الدكتور عبدالكريم الإرياني. وفي ظل هذا التجاذب طلع نفر من السذج أو الخبثاء المتسترين بنوايا "ديمقراطية" ينتقدون ويلعنون النور والظلام، ويطالبون تارة بالفيدرالية وتارة أخرى ب"الكونفدرالية"، رغم علمهم أنها ستنتهي انفصالية، تحت مسمى "المظلة الديمقراطية" وهؤلاء نقول لهم رفقاً بهذا الوطن والحقيقة أن المواطن اليمني لا يمكن أن يتجاوب مع الدعوات التي لا تجد لها قاعدة أو تأييداً شعبياً بقدر ما لها من قوة وإرهاب، والتي يطلقها أصحاب النفوس المريضة والعقول العقيمة المليئة بالأحقاد، لدوافع ورغبات شخصية مبتورة ليس لها سند من المنطلق والواقع. ومن يتابع الأحداث اليوم في العراق الشقيق بعد الإطاحة بنظام صدام حسين من تفجيرات انتحارية، وسيارات مفخخة، وعبوات ناسفة، إلى جانب المعارك اليومية الطاحنة بين تنظيم القاعدة من جهة والقوات الأمريكيةوالعراقية من جهة أخرى، فضلا عن الحرب الطائفية بين السنة والشيعة.. يعرف رداءة المنتج الديمقراطي الأمريكي التي حاولت واشنطن تصديره إلى المنطقة العربية، وان المنطقة غير قابلة أو مهيأة لتطعيم ديمقراطي من هذا النوع. كما أن ما يحدث في السودان من حرب بين متمردي دار فور والقوات الحكومية، وما يجري في اليمن من أحداث ودعوات نشاز ناعقة بالخراب والانفصال، تجعل القارئ الحصيف لتلك الأحداث يدرك أن وراء الأكمة ما وراءها. وعادت خفافيش الظلام تحلق مرة ثانية تحلق بسماء الوطن.. ترفرف بجناح الشر بشيء من القبح المثير عادوا والشيطان يحالف دروبهم.. متسللين دروب الشرفاء داعين بأمسيات تتناثر منها كلمات تلهب كل ما هو غالٍ وجميل في حياتنا جاءوا ليملأوا في العقول البكارى أفكاراً شيطانية. إن خفافيش الظلام تنهر النور تعشق الظلام.. ظلام قلوبهم وعقولهم الدامسة.