جاء شهر إبريل ليُسقط جحافل الكذابين والمزيفين للحقائق من كبار المسئولين في أجهزة الدفاع والأمن وأجهزة الدولة الأخرى، أولئك الذين دأبوا على القول- زورا وتدليسا- لمن هم أعلى منهم مسئولية وسلطة: " كل شيء على ما يرام يا فندم"! هؤلاء الخراصون، فضحهم "الحوثيون" الذين شربوا من دماء جنود اليمن سنوات طوال.. فضحوهم وهم يقتحمون المدن والقرى، ويهدمون مساجدها، ومدارسها، ومرافقها الخدمية، ويسلبون، وينهبون،ويروعون النساء والأطفال والمسنين، وفي نهاية المطاف، ترهق لهم دماء الثيران والتيوس وتزجى لهم-تحكيما البنادق والجنابي، عبر الوسطاء من الأكاديميين العسكريين وحملة الشهادات العليا، الذين سقطوا، بذلك السلوك، سقوط من مستهم الشياطين في الأرض، حيارى مسحورين، وهم يقولون لهم: لقد جئناكم محكِّمين، فالحكم لكم لا للقانون، ولا للشرع، وأنتم على صواب، ونحن وجنود اليمن على خطأ وضلال مبين! أنتم الصادقون ونحن أكذب من على هذه الأرض! ثم ارتدوا إلى الرئيس(القائد الأعلى للقوات المسلحة) بصوت المنتصر: " كل شيء على ما يرام يا فندم"! مثلُ هؤلاء-أيضا- فضحهم "الحراك المسلح" وفضحتهم "الهبة الحضرمية" حينما ذهبوا إليهم مثقلين بالبنادق والسيارات والأموال، وشرعوا بتقبيل الرؤوس، وإعطاء الوعود بالمناصب القيادية والسياسية، واعترفوا لهم أن رجال الجيش والأمن أخطأوا خطأً جسيما في حقهم؛ لأنه لم يتضح لهم الأمر جليا بأنهم "ملائكة" أو "ولدان مخلدون" جاءوا من فراديس الله حاملين معهم ماء الورد والمسك ليرشّوه على رؤوس الجنود، ويعلقون قلائد الفل والزهور على أعناقهم..هؤلاء الجنود صم، بكم، عمي لا يعقلون.. وأنتم جميعا-أيها الطيبون- على صواب؛ فاعذرونا وأغفروا لنا ولهم .. ثم ارتد هؤلاء الوسطاء كما يصنع الواثق بنفسه: " كل شيء على ما يرام يا فندم"! جميع أولئك، فضحتهم القاعدة- وهي لا تنتظر منهم ثورا أو وسيطا يقود ذلك الثور- ببضع من رجالها المتفردين، الذين يؤمنون بأن الموت سبيل إلى جنة الله -صدقوا أم كذبوا في ذلك- وأن معابر(قذائف)الجنود الفاسدة، لا يمكن أن تقتلهم؛ لأن من استوردها فاسد، وأن البطون الجائعة والأجساد لعليلة لا يمكن أن تصمد طويلا في وجوههم.. كيف يكون ذلك وهذا الجندي يأكل طعامه معفرا بالتراب، وينام على ستر من الله وحده، فيما يهنأ قادتهم بالنعيم المقيم المسروق من حقوق الجنود! فضحتهم القاعدة، مرارا، في عقر دورهم؛ فلم يحركوا ساكنا؛ لأنهم متبلدون متخمون بالشبع.. ثم هدمت القاعدة الأسوار، واقتحمت المعتقلات، وحررت رجالها المسجونين، إبراء بما عاهدتهم به من الفكاك والتحرير، فيما أولئك الفاسدون يمعنون بالتزييف والتضليل، بأن "كل شيء على ما يرام"! سحقا لكم، ولبطونكم ولبنوككم المتخمة بالشبع المسروق، أما الجندي اليمني، فلن يهزمه فسادكم،ولن تثنيه ثيرانكم عن أداء واجباته الوطنية المقدسة في الدفاع عن هذه الأرض ومن عليها من الشرفاء الذين يستحقون ذلك.