شن الطيران الحربي اليوم، هجمات عنيفة ضد مسلحي الحوثي في عمد وبني الزبير، في الوقت الذي تشهد عمران اشتباكات عنيفة ومباشرة في شرارة باتجاه سوق الليل. وقال شهود عيان من سكان المدينة إن «مسلحي الحوثي تقدموا عبر شارع الأربعين وأحياء بيت بادي وشبيل وبيت الفقيه، ووصلوا إلى مباني كلية التربية وسيطروا عليها» ، في وقت تدور فيه حرب شوارع في محيط مبنى كلية التربية والشوارع القريبة من الحي القديم، الذي يبعد مسافة ثلاثة كيلومترات تقريبا من مقر المعسكر الرئيسي للواء 310 مدرع بقيادة العميد حميد القشيبي. وأكد الشهود أنهم شاهدوا عشرات الجثث لقتلى من الحوثيين والجيش مرمية في طرقات الأحياء الغربية للمدينة، فيما هنالك بعض الضحايا، قتلى وجرحى مدنيين، تحت أنقاض منازلهم. والليلة الماضية تمكن الجيش من كسر أكبر هجوم لمليشيا جماعة الحوثي على المجمع الحكومي لمحافظة عمران جنوب شرق المدينة. وقالت مصادر محلية إن نحو 1000عنصر من مسلحي مليشيا جماعة الحوثي هاجموا موقع سودة عدان العسكري الاستراتيجي المطل على المجمع الحكومي من عدة جهات بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الدبابات والمدفعية والرشاشات الثقيلة وأن معارك ضارية ومواجهات عنيفة شهدها محيط المجمع الحكومي في منطقة بيت شائع شرقاً ونقطة الورك العسكرية شمالاً وشارع الأربعين الجنوبي. وأوضحت أن المواجهات أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من الجانبين كما تمكن الجيش من دحر زحفاً حوثياً لنحو أربعمائة من مسلحي مليشيا الحوثي على مصنع أسمنت عمران. وقد انطفأت كهرباء المصنع للمرة الأولى منذ افتتاحه عام1981م، وأن قوات الجيش تمكنت من حماية المصنع ودحر المليشيا الحوثية المهاجمة، كما استمرت المناوشات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وقذائف الهاون في خط الأربعين وحي بيت الفقيه شمال غرب المدينة الذي سيطرت عليه مليشيا الحوثي أمس إلى محيط كلية التربية والجامعة القديمة لعمران. وفي الغضون أكد شهود عيان وسكان محليون ل «الخبر» أن مواجهات عنيفة وحرب شوارع تدور هذه اللحظات في عمران ، مشيرين إلى أن المحال التجارية أغلقت أبوابها وسط موجة نزوح جماعي للسكان. وبحسب الشهود فإن مسلحي الحوثي يقتربون من السيطرة على المدينة ، مناشدين الرئيس هادي بالتدخل وإنقاذ الموقف. إلى ذلك أكد محافظ محافظة عمران الجديد محمد صالح شملان أن عمران تعيش على وقع ضربات المدافع وتساقط القذائف وأزيز الرصاص، مشيراً إلى صمود من وصفهم ب «الرجال حراس الوطن الساهرين على مقدراته». وفي أول تعليق له على الأحداث الدائرة في عمران منذ تعيينه، كتب شملان فجر اليوم الأحد على صفحته بالفيسبوك قائلاً: «أسعد الله صباحكم من عمران، على وقع ضربات المدافع، وتساقط القذائف، وأزيز الرصاص، وصمود الرجال حراس الوطن الساهرين على مقدراته»، واستطرد: حفظ الله عمران وحفظ الله اليمن». وشن الطيران الحربي عصر اليوم غارات جوية على تجمعات للحوثيين في عدة مناطق بالمحافظة. وأفاد شهود عيان بأن غارات الطيران استهدفت تجمعات كبيرة لمسلحي الحوثي في مدرسة بيت النجار بمنطقة ذيفان ، وتم إحراق ثلاثة أطقم تتبع الميليشيا وقتل العشرات منهم. وذكرت مصادر محلية أن الطيران قصف مساء اليوم مواقع للحوثيين في عمد وبني الزبير وأن حوالي عشرين قتيل حوثي لقوا مصرعهم. وأشارت مصادر محلية وشهود عيان إلى أن صاروخ أطلقه مسلحي الحوثي صباح اليوم من الاتجاه الشمالي لمحيط عمران أصاب منزل مواطن بحارة النصر في قلب المدينة ومنازل مجاورة، موضحا أن العقيد محمد شرده قائد كتيبة الخدمات الخارجية التابعة لقوات الأمن الخاصة بعمران قتل اليوم في المواجهات الدائرة في موقع سودة عدان العسكري جنوبالمدينة. من جهتها ذكرت قناة «سكاي نيوز عربية»، بنبأ عاجل، أن الطيران قام بقصف مواقع وتجمعات للحوثيين الشيعة الذين يواجهون منذ أشهر، بمحافظة عمران. وعقدت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في محافظة عمران والمناطق المحيطة بها اجتماعاً طارئاً صباح اليوم للوقوف أمام تطورات الأحداث في محافظة عمران والمناطق المجاورة لها بحضور ممثلي الحوثي وكبير مستشاري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن. ورفض أحمد حسين البكري عضو اللجنة الجلوس مع اللجنة وانسحب بعد حضوره مباشرة دون إبداء الأسباب. ودعت اللجنة كافة الأطراف إلى ضبط النفس ووقف التدهور الأمني وعدم الاعتداء على مؤسسات ومنشآت الدولة الرسمية والمواطنين الأبرياء في مدينة عمران، وتعتبر أي تجاوز أو محاولات لاستهداف المدينة أو ترويع أهلها خط أحمر لا يمكن السكوت عنه. وبحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية فقد دعت اللجنة إلى الالتزام بما تم التوقيع عليه من اتفاقيات بما يحقق الأمن والاستقرار وحقن الدماء وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وتحركت ،عصر اليوم، تعزيزات عسكرية كبيرة تقدر بعشرات الدبابات والاطقم العسكرية وناقلات الجند من العاصمة صنعاء صوب مدينة عمران لتعزيز قوات الجيش في تصديها لهجوم وعدوان ميليشيا الحوثي التي تحاول إسقاط المحافظة منذ أشهر. وبحسب مصادر مطلعة فإن قوات الجيش ستقوم بفك الحصار المفروض على مدينة عمران من قبل ميليشيا الحوثي. وعدّ مراقبون إرسال الدولة لهذه التعزيزات بمثابة إعلان الحرب على جماعة الحوثي بعد خرقهم لأكثر من اتفاق وتصعيدهم الاخير ضد قوات الجيش. وفي الوقت ذاته نقلت صحيفة «أخبار اليوم» المقربة من اللواء محسن، عن مصادر خاصة قولها إن توجيهات رئاسية عليا صدرت لقيادة المنطقة العسكرية السادسة برفع الجاهزية القتالية لأعلى درجاتها استعداداً لدخول المعركة لمواجهات مليشيا جماعة الحوثي المسلحة. وكانت مصادر أكدت تحليق الطيران الحربي على مدينة عمران ومحيطها وتحدثت عن غارات على مواقع مفترضة لمليشيا الحوثي في الصرارة وبيت بادي غرب عمران وفي بني الزبير والسودة وقهال شرق عمران، ولم تؤكد مصادر مستقلة مدى ما حققته تلك الطلعات الجوية للطيران يوم أمس إلا أن مصدر محلي في عمران أكد استهداف الطيران لثلاث سيارات لمسلحي الحوثي بالقرب من منطقة بيت الحارثي القريبة من الصرارة فيما أكدت أن الغارة الجوية لم تصب أماكن تمركز الحوثيين في الصرارة. إلى ذلك أكدت مصادر محلية مقتل 4 من أقارب الشيخ صالح الحاذق وأسر نجله إبراهيم من قبل الحوثيين بعد تفجيرهم لمنزله. وتتباين تصريحات المسؤولين بشأن عدد القتلى الذين سقطوا جراء المعارك بين الجانبين ، حيث أكد مسؤول محلي في المحافظة أن 32 جنديا قتلوا، وأصيب نحو 70 آخرين، خلال ال48 ساعة الماضية ، فيما قالت مصادر طبية إن حصيلة المعارك بلغت 34 جنديا و70 من الحوثيين. من جانبها أكدت قناة «الجزيرة» أن 117 شخصا قتلوا في المعارك الجارية منذ يوم أمس. وأوضحت ،في تقرير لها حول الأوضاع في عمران، أن عدد قتلى الجيش اليمني بلغوا 47 جنديا في حين وصل عدد قتلى الحوثيين إلى 70 قتيلا. وفي ذات السياق قالت صحيفة «أخبار اليوم» ،نقلا عن مصادر محلية، إن زهاء 200 عنصر من مليشيا الحوثي المسلحة لقوا مصرعهم في مواجهات الليلة الماضية إضافة إلى عشرات الجرحى، كما أفادت باستشهاد 37 من أفراد الجيش والمواطنين في مجمل الجبهات وجرح العشرات أيضاً. وتشهد مدينة عمران نزوحاً جماعياً للسكان منذ أمس إلى خارج المدينة مع اشتداد المعارك بين قوات الجيش ومسلحي الحوثي الذين يحاولون اقتحام المدينة والسيطرة على المحافظة واللواء 310 بالقوة. وتحدثت مصادر محلية عن نزوح جماعي لنحو عشرة آلاف شخص من المدينة خلال ثلاثة أيام الأخيرة وسط حصار مطبق تشنه مليشيا جماعة الحوثي على مدينة عمران من مختلف الجهات مع اعتداءات مستمرة على مواقع الجيش والمواطنين على مدار الساعة. ونقلت مصادر إعلامية نداء استغاثة من مدير مستشفى محافظة عمران د. عبد الغني فارس معلناً أن المستشفى مهدد بالتوقف عن تقديم خدماته للمرضى والمصابين بسبب النقص الحاد في المواد الطبية، مؤكداً أن مادة الأكسجين التي يحتاجها المستشفى في العمليات الجراحية والحالات الحرجة باتت على وشك النفاذ. وفي خطوة غير مسبوقة قام مسلحو الحوثي المتمركزون في نقطة بيت عامر بعد عصر اليوم بتفتيش النساء والاطفال الذين ينزحون من مدينة عمران إلى خارجها هرباً من أن تطالهم قذائف القصف العشوائية التي تقوم بها الميليشيا على منازل المواطنين، حسبما أفاد شهود عيان. إلى ذلك قال موقع «عمران نت» إن مسلحي الحوثي قاموا بإطلاق النار عمداً على خمسة من المواطنين بعد رفضهم السماح لهم باعتلاء أسطح منازلهم والتمركز فيها لاستهداف قوات الجيش والمواطنين. كما قامت بقتل مالك فندق مكةالمكرمة بعد أن حاول منع مسلحي الحوثي اقتحام الفندق والسماح لهم بالتمركز بداخله.
