قال الكاتب والمحل السياسي اليمني ياسين التميمي إن خطاب عبد الملك الحوثي الأخير، تركز بشكل أساسي حول ذكرى استشهاد الإمام علي «رضي الله عنه»، وقد حمل تناوله لهذه الذكرى مضامين كلها تعزز من فكرة الحق الإلهي في الحكم، والتي تتناقض تماماً مع الفكرة الأساسية التي تقوم عليها الدولة المدنية الديمقراطية، والمتمثلة في أن الشعب هو مصدر السلطات، مشيراً إلى أن في ذلك دلالة على طبيعة المشروع الذي يحارب من أجله الحوثي اليوم على أكثر من جبهة في اليمن. وفي حديث خاص ل «الخبر» أكد التميمي أن النصيحة التي وجهها زعيم الحوثيين إلى الإصلاحيين باستيعاب الدروس، أنها تأتي في سياق تثبيت الإصلاح كخصم تقليدي يبرر به الحوثي كل حروبه العدوانية، التي لا تستهدف سوى الدولة، وكان آخرها حرب عمران التي انتهت بسقوط اللواء 310 ومقتل قائده، في عملية مثيرة اختلطت فيها أمورٌ كثيرة. وأوضح أن مهمة إسقاط وإضعاف اللواء 310 بعمران نُفذت تحت إشراف وزارة الدفاع اليمنية، وفق ترتيبات سرعان ما تجاوزت الخطوط المسموح بها وتحولت إلى تصفية كاملة للمعسكر من خلال إسناد معروف من قبل وحدات قتالية حكومية سهلت مهمة الجماعة الحوثية. وقال إن «أخطر ما يمارسه الحوثيون اليوم هو هذا الاستدعاء المستمر لحزب سياسي كبير إلى التورط في حرب أهلية أهدافها رُسمت سلفاً ويُراد لها أن تنجز مهمة إسقاط الدولة تحت غطاء محاربة الإخوان المسلمين، في حين أنه يمكن للحوثيين أن يواصلوا مهمة التمرد التي بدأوها في صعدة عام 2004، ولم يكونوا يقاتلون حينها الإصلاح والإخوان المسلمين، بل كانوا يقاتلون الدولة التي كانت حينها تحت قيادة حليفهم الحالي علي عبد الله صالح عفاش». وحول المنشور الذي كتبه رئيس التجمع اليمني للإصلاح، محمد اليدومي، في صفحته بالفيسبوك، أشار إلى أنه يمثل أقوى هجوم يشنه مسئول إصلاحي بهذا المستوى، في توجه يهدف إلى إظهار الإصلاح كتنظيم قوي لم يخض معركة حتى يظهره خصومه على أنه مهزوم. ولفت إلى أن المنشور اتجه لتكريس الصورة السلبية للجماعة الحوثية بصفتها جماعة إرهابية داعشية، متمردة على الدولة، بالنظر إلى ما تمارسه من أعمال خارجة على القانون تتجه في مجملها ضد مصالح المجتمع، منوهاً بأن المنشور أيضاً رسالة تنبيه لحزب الإصلاح بشأن احتمالات المستقبل التي تنذر بمواجهة شاملة محتملة مع الجماعة الحوثية، لن تكون الجماعة الحوثية والدولة طرفان وحيدان فيها.