عقب لقاء مع الحوثيين.. أول رد للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن بشأن اختطاف المليشيات موظفي المنظمة في اليمن    سعر الأضحية في هذه المحافظة اليمنية يصل إلى 3 مليون ريال    دفن عشرات الجثث في مقبرة جماعية باستخدام جرافة شرقي اليمن    هجوم حوثي مباغت في البحر الأحمر.. وإعلان للبحرية البريطانية    عاجل: مقتل 30 شخصًا وإصابة العشرات في حريق هائل بالكويت (فيديو)    احتضنها على المسرح وقبّلها.. موقف محرج ل''عمرو دياب'' وفنانة شهيرة.. وليلى علوي تخرج عن صمتها (فيديو)    إصلاح صعدة يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران بوفاة والده    المنتخب الوطني يتعادل مع النيبال في ختام التصفيات الآسيوية    معاناة أبناء عدن وكل الجنوب... هل لها ما يبررها أم إنها تتم بفعل فاعل؟    الأمم المتحدة تدرج الاحتلال الصهيوني في "القائمة السوداء" لمنتهكي حقوق الأطفال    أسعار الذهب في اليمن اليوم الأربعاء    انهيار كارثي للريال اليمني.. والدولار يكسر حاجز 1800 وهذا سعر صرف الريال السعودي    مصانع تحلية المياه في عتق تفوض سائقي سياراتها بإطفاء أي حريق في المدينة    منتخبنا يتعادل مع النيبال في الجولة الاخيرة من التصفيات الآسيوية المشتركة    ملاك الصيدليات يهددون بالإضراب عن العمل نتيجة للاعتداء على أحد الصيدليات في مدينة رداع    نتنياهو في قبضة "حزب الله"؟؟    أبا رغال وفتح الطرقات    سياسيو اليمن تخلوا عن عاصمتهم ورضوا بالشتات بديلا    أحزاب تعز: استمرار حصار مليشيا الحوثي للمدينة وإغلاق الطرق جريمة واعتداء على حق الحياة    حكم صيام يوم الجمعة أو السبت منفردا إذا وافق يوم عرفة    الأردن يتغلب على السعودية 2-1 في تصفيات كأس العالم وآسيا: فوز مستحق في الجولة الأخيرة    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة معرضون لخطر الموت    وديًّا: رونالدو يقود البرتغال للفوز على أيرلندا    مستشار الرئيس الزُبيدي يكشف عن تحركات لانتشال عدن والجنوب من الأزمات المتراكمة    الحارس القضائي.. النسخة الحوثية من "اللجنة الخمينية لتنفيذ أمر الإمام"    السمسرة والبيع لكل شيء في اليمن: 6 ألف جواز يمني ضائع؟؟    تحذيرات من دعوات مشبوهة: لجنة وزارة الدفاع ومحافظ أبين يتفقدون جبهة عقبة ثرة    "مسام" يواصل تطهير اليمن من الألغام الحوثية بإتلاف 659 لغماً في باب المندب    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    مدرب وحدة عدن (عمر السو) الأفضل في الدور الأول في بطولة الناشئين    الآنسي يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران في وفاة والده    اليويفا سيمنح برشلونة 50 ألف يورو    ضيوف الرحمن يواصلون توافدهم إلى مكة المكرمة استعدادا لأداء مناسك الحج    النائب حاشد يغادر مطار صنعاء الدولي    بكر غبش... !!!    مول سيتي ستار في عدن.. سوق تجاري بمضمون خيري إنساني مراعاة لظروف الأسر الاقتصادية    «كاك بنك» يسلم ثانوية لطفي جعفر أمان مواد مكتبية ومعدات طاقة شمسية    بطعنات قاتلة.. شاب ينهي حياة زوجته الحامل بعد فترة وجيزة من الزواج.. جريمة مروعة تهز اليمن    بالفيديو.. رئيس ''روتانا'' يفاجئ الفنان محمد عبده عقب عودته من رحلته العلاجية .. وهذا ما فعلته ''آمال ماهر'' مع فنان العرب    الإطاحة ب''نصاب'' جنوبي اليمن وعد مريضًا بالفشل الكلوي بالتبرع بإحدى كليتيه وأخذ منه نحو مليوني ريال    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    حسام حسن: البعض يخشى نجاح منتخب مصر.. والتحكيم ظلمنا    عن جيراننا الذين سبقوا كوريا الشمالية!!    هل فقدت مليشيا الحوثي بصيرتها؟!    حكم التضحية بالأضحية عن الميت وفق التشريع الإسلامي    إتلاف كميات هائلة من الأدوية الممنوعة والمهربة في محافظة المهرة    تشيلسي مهتم بضم الفاريز    مجلس الأمن يتبنى مشروع قرار يدعم مقترح بايدن لوقف إطلاق النار بغزة    السلطات السعودية تكشف عن أكبر التحديات التي تواجهها في موسم الحج هذا العام.. وتوجه دعوة مهمة للحجاج    النفط يرتفع وسط توقعات بزيادة الطلب على الوقود خلال الصيف    فضل الذكر والتكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة: دعوة لإحياء سُنة نبوية    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي    أحب الأيام الى الله    السيد القائد : النظام السعودي يتاجر بفريضة الحج    ما حد يبادل ابنه بجنّي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتى لا يربح الحوثي ويخسر اليمن
نشر في الخبر يوم 11 - 02 - 2015

اتفق مجلس دول الخليج العربية مع الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي حول موقف واحد من "الإعلان الدستوري" الذي أذاعه "أنصار الله" مساء الجمعة الماضي، والذي انطوى على تغيير جذري للسلطة . موقف هذه الجهات العربية والدولية جاء متطابقاً مع موقف الأحزاب اليمنية التي رفضت بغالبيتها الساحقة "الإعلان" وإن تمايزت في توصيفها له وفي استخدام العبارات الشاجبة، تماماً، كما فعل مجلس الأمن الذي لم يتحدث عن انقلاب يمني، داعياً في الوقت نفسه إلى العودة إلى طاولة المفاوضات . حتى المبعوث الأممي جمال بن عمر لم يتحدث عن شرعية "الإعلان الحوثي"، وإن كانت الأمم المتحدة راغبة في رجوع المتحاورين إلى التفاوض، استناداً إلى مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة .
وسواء اعترفت الجهات المشار إليها ب "الإعلان الدستوري" الحوثي أم لم تعترف، فقد صار واضحاً لها إلى أين يمكن أن يذهب "أنصار الله" إذا ما أصرّ المتحاورون على تجاهل قوتهم وإرادتهم المعلنة وحرمان الطبقة السياسية التقليدية من وسائل تمويلها عبر الدولة والقطاع العام، والاندماج من موقع راجح في المؤسسات الرسمية، بما يعطيهم فرصة لاستخدام الرقابة والفيتو على قراراتها ومواردها والحصول على حصة في الجيش والرئاسة والمؤسسات التمثيلية المختلفة . والواضح أن هذه الحصة تكون متوسطة الحجم او ترجيحية إذا ما تم التوصل إليها عبر المفاوضات أو تكون غالبة بل مطلقة إذا ما فشل الحوار وذهب المتحاورون إلى ساحات القتال دفاعاً عن مصالحهم . ولعل الأحزاب الرسمية مجبرة اليوم على التعاطي مع الظاهرة الحوثية بوصفها حالة متحركة على منعطف طرق يمني خطير يتاح فيه اللعب والمناورة خلال وقت محدد وبوسائل مكشوفة، ذلك أن الوقت لا يلعب لصالح الحوثيين الذين لا يمكنهم الإعلان عن "ثورة مظفرة" و"ميثاق دستوري" مرة كل أسبوعين بعد فشل الحوار الوطني . لذا رأينا كيف أنهم فاجأوا الجميع بالإعلان الدستوري فور تعثر الحوار الأخير، ولا شك في أنهم سيباشرون تطبيق بنود "الإعلان" إذا فشل الحوار الراهن الذي وعد خلاله جمال بن عمر الحوثيين حسب مصادر موثوقة بمساعدتهم في الحصول على نتيجة قريبة من الإعلان على طاولة المفاوضات، بدلاً من المخاطرة بعزلة يمنية وعربية ودولية وبعقوبات اقتصادية، وربما فوضى قاتلة لمشروعهم.
وفي السياق، لا يبدو أن قيادة الحوثي راغبة في قلب الطاولة على رؤوس الجميع، إلا في حال التعاطي معها كشريك على قدم المساواة مع الآخرين له ما للناصري والإصلاحي والاشتراكي، وفي أقصى الحالات له ما لحزب المؤتمر الشعبي العام بعد خسارته السلطة . والواضح أن الحوثي يرغب في التوصل إلى حل تفاوضي يتيح فرصة للحصول على كامل السلطة بالوسائل السلمية .
موجز القول إن "أنصار الله" قرروا العودة إلى المفاوضات مع إعلانهم الدستوري وليس بمعزل عنه أو على الضد منه، خصوصاً أن أحداً لم يشترط عليهم ذلك سوى منافسيهم في أحزاب "اللقاء المشترك"، وهذا يعني أن على المتفاوضين أن يعودوا إلى البحث عن صيغة مشتركة لحل أربع مشكلات معقدة:
الأولى، تتعلق بالسلطة الرئاسية الانتقالية التي تلي عبدربه منصور هادي، وهو محق في الإصرار على استقالته، لأن أحداً غير بان كي مون لم يطالب بعودته عنها . وصيغة الحل المطروحة التي تحظى بما يشبه الإجماع تنص على تشكيل مجلس رئاسي يضم ممثلين عن كافة القوى السياسية، وتكون مهمته محصورة بفترة انتقالية ودستور جديد وانتخابات رئاسية وبرلمانية على أن يكون انتقالياً لمدة سنة او سنتين . وكانت رئاسته ستذهب إلى الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، وربما إلى اللواء محمد الصبيحي، وهما الأوفر حظاً في تولي هذه المهمة . والمشكلة الثانية تتعلق بالمؤسسة العسكرية وإخراجها من أتون الصراعات على السلطة، وبالتالي الكف عن شرذمتها والتلاعب بها يميناً ويساراً، والاتفاق حول هذه النقطة لن يكون صعباً إذا ما تم توزيع السلطة بطريقة متناسبة وعادلة للجميع .
الثالثة، وهي الأصعب تتصل بنظام الأقاليم، وهنا لا يرغب الحوثيون في الحديث عن الأقاليم الستة التي خرجت من "الحوار الوطني" في منتجع موفمبيك، ولا يوجد ما ينبئ بقبولهم بصيغة الإقليمين جنوباً وشمالاً وما وصلنا عن موقفهم حتى اليوم يتعلق بمهلة لمدة خمس سنوات، يتم خلالها البحث من بعد بصيغة الإقليمين . والبادي أن هذه النقطة هي الأكثر صعوبة من بقية النقاط .
الرابعة، وتطال هيكلة الاقتصاد الوطني وبالتالي نزع الاحتكارات التي تمسك بها عشر عائلات يمنية ويدور حولها اقتصاد البلاد، وكما في الإدارة يرى الحوثيون وجوب اندماجهم الاقتصادي، وبالتالي فتح الاقتصاد الوطني بهيكلية جديدة قد تلحق ضرراً بالعائلات المذكورة لكنها تتيح توزيعاً أفضل للثروة، وبذلك تكون الحركة قد أصبحت جزءاً أساسياً في النظام اليمني قادراً بفضل تماسكه وإيديولوجيته أن يصبح اللاعب السياسي الأهم في اليمن . فهل تتمكن القوى السياسية اليمنية المتحاورة من التوصل إلى حل تفاوضي لمجمل هذه القضايا؟
قد يتمكن اليمنيون من التوصل إلى حل إذا ما أدركوا أن التعثر سيقود الحوثيين إلى الحكم بلا معترض جدي، ويقود البلاد نحو الهاوية بسبب العقوبات الاقتصادية والعزلة الإقليمية والدولية، والحرب الأهلية المفتوحة جراء هذا الحل، وإن أدركوا بالمقابل أن التصدي ل"أنصار الله" بواسطة الانتخابات يمكن أن يغني عن التصدي الخاسر لهم بوساطة العنف . وفي الجهة الثانية يمكن الخروج من الأزمة إذا ما أدرك "أنصار الله" أن الحل السيئ الذي يأتيهم ببعض الانتصارات أفضل من الحرب الجيدة التي قد يربحونها ويخسر اليمن .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.