أحكي عن قصةً مؤلمةً تعيسة, ابطالها أطفال صغار, أحلامهم قد دُمرت, وامالهم بعيدة المنال… أقول يا شعب اليمن العريق عراقة التاريخ نفسه: ما بالها السعيدة..؟ لما هي وحيدة تمضي بلا رفاق, تبدو من ملامح وجهها كأيبةً حزينةً, في قلبها أوجاع الدنيا, وبعينها دموع لا تعرف انقطاع..!! يخنقني السؤال مرة أخرى: ما بالها اليمن…؟ في رحلة كنا مع الرفاق نصعد إلى أعلى قمة في الجبل, ولكننا كلما نظرنا خلفنا وجدنا اليمن مازالت في الأسفل, يلاحقني السؤال كلعنة مسكونة بالجان: هل ترتقي أمة وقد تركت خلف ظهرها الوطن…؟ تريد السعيدة ان تصل السفح لتضع الراية على جبهة الجبل, وتأمن المستقبل الأجمل, وتحقق طموحها, وتعيش في تطور كسائر الشعوب. تزحف بكل صعوبةً, تريد ان تصل, ولكن كلما اقتربت قليلاً انزلقت مجددًا للأسفل. صرخت بصوت يقطعه الألم: آآآآآآآآآه يا يمن بلادي الحبيبة في صراع مستمر, قد تصل وقد تظل بين الحفر !! أهلها تشتتوا, وتدخل الاعداء قد زرع النزاع فكثرت الاوجاع. بلدتي اليمن تكابد الصعاب والكل في صراع يتقاتلون بينهم, فالكل متشرذم إلى طوائف واحزاب. يا بلد الحكمة والايمان, ما بال الحكمة فيكِ تنام؟ ما بال الايمان قد غادر الاوطان؟ الم نكن نريد يمنًا بلا آلام…؟ يمنًا بلا عبوةً تمزق الابدان…؟ سؤال ما زال يطاردني في كل مكان…!!! لقد وجدت بعض الجواب في قصيدة من منفى إلى منفى بلادي من يدي طاغ إلى أطغى إلى أجفى ومن سجن إلى سجن ومن منفى إلى منفى ومن مستعمر باد إلى مستعمر أخفى ومن وحش إلى وحشين وهي النّاقة العجفا بلادي في كهوف الموت لا تفى ولا تشفى تنقّر في القبور الخرس عن ميلادها الأصفى وعن وعد ربيعي وراء عيونها أغفى عن الحلم الذي يأتي عن الطيف الذي استخفى فتمضي من دجى ضاف إلى أدجى ... إلى أضفى بلادي في ديار الغير أو في دارها لهفى وحتى في أراضيها تقاسي غربة المنفى