تنصلت طهران أمس من التورط في التجسس على المملكة العربية السعودية، وذلك على خلفية إعلان الرياض الثلاثاء تفكيك شبكة جديدة تعمل لحساب إيران، في إطار ما اتفق مراقبون على تسميته ب»موسم صيد الجواسيس» الإيرانيين في الخليج العربي ودول إقليمية أخرى، والذي أسفر عن تفكيك شبكات إيرانية في كل من الكويت والسعودية واليمن. وتعليقا على الحدث قال مراقبون إن سلسلة اكتشاف وتفكيك شبكات التجسس الإيرانية على مدار الأشهر الأخيرة، والتي امتدت من الكويت إلى اليمن والسعودية، مثلت ضربة قوية لمخطط سري إيراني للتغلغل والتخريب داخل تلك البلدان. غير أن هؤلاء قالوا إنّ إيران مازالت تسجل درجة عالية من التغلغل الاستخباراتي في كل من العراق ولبنان، نظرا لتمتعها هناك بقدر كبير من النفوذ، ولوجود مساندين كبار لها حتى داخل أجهزة الدولتين، ما يسهّل مهمة حصولها على أدق المعلومات وأخطرها، واستخدامها من ثم في توجيه سياسات البلدين. وبالنسبة للبنان، يقول معارضون للنفوذ الإيراني هناك إن «جواسيس» طهران يكادون يعملون في العلن ولا يحتاجون للتخفي لأنهم يتمتعون ب»نوع» من الحصانة والحماية وخصوصا من جانب عناصر حزب الله. وفي هذا الباب أكدت مصادر لبنانية أن المدعو حسام خوش نويس الذي قتل في فبراير الماضي على طريق دمشقبيروت لم يكن سوى جاسوس إيراني يدير شبكة واسعة تعمل تحت يافطة إعادة إعمار لبنان، وأن اسمه الحقيقي هو حسن شاطري، وأن كثيرين مثله يمارسون التجسس لطهران في لبنان تحت يافطة التعاون الفني والعمل الخيري، وأنهم يستهدفون بأنشطتهم التشكيلات السياسية اللبنانية المعارضة للنفوذ الإيراني وكوادر الدولة اللبنانية المستقلين عن ذلك النفوذ. أما في الخليج العربي فتبدو الممانعة الخليجية للنشاط التجسسي الإيراني قوية، ومن ثم إحباط ذلك النشاط، واكتشاف القائمين عليه في أوقات قياسية.ويبدو نظام طهران محرجا من تلك الاكتشافات التي تعاكس خطابه المعلن بشأن «حسن الجوار والحرص على استقرار المنطقة»، ومن ثم لجوؤه إلى إنكار التورط في التجسس على الجيران. وقالت وسائل إعلام إيرانية أمس إن إيران نفت أية صلة لها بأفراد شبكة تجسس اعتقلتها السلطات السعودية. وأعلن الثلاثاء في السعودية احتجاز عشرة أفراد بتهمة التجسس لحساب إيران بعد اعتقال 18 شخصا آخرين في ذات القضية في مارس الماضي. وتتهم السعودية إيران بإذكاء الاضطرابات بين الأقلية الشيعية في المنطقة، لا سيما في شرق المملكة، وفي البحرين واليمن. وترفض طهران هذا الاتهام، ونفت مرارا ضلوعها في أية أعمال تجسس على الرياض. وكرر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي هذا النفي أمس في تصريحات لوكالة أنباء الطلبة. ونقلت الوكالة عن عراقجي قوله «نتوقع من الحكومة السعودية أن تتعامل مع هذه القضية عبر القنوات الصحيحة بدلا من خلق مناخ من خلال وسائل الإعلام». وقال مسؤولون سعوديون إن العشرة الذين احتجزوا مؤخرا بينهم ثمانية سعوديين وتركي ولبناني. وكان بين من اعتقلوا في مارس 16 سعوديا وإيراني واحد.