أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    قرار مصر "الخطير جدا" يثير فزع "نتنياهو" ووزيره المتطرف يقول: حان وقت الانهيار    "أهل اليمن مايروحون للشّامي والشّام مايقبلون اليمانيه"..شاعر يمني الأصل يثير الجدل بشيلة في منصيتي تيك توك وانستقرام (فيديو)    شاهد: نجم الاتحاد السعودي "محمد نور"يثير اعجاب رواد مواقع التواصل بإجادته للرقص اليمني    بدء الثورة ضد الحوثيين...شجاعة أهالي إب تُفشل مخطط نهب حوثي    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    الحوثيون يصادرون لقمة العيش من أفواه الباعة المتجولين في معقل الجماعة    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    تاليسكا سيغيب عن نهائي كأس خادم الحرمين    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عضو مؤتمر الحوار والقيادي الجنوبي عكوش: سلوكيات الإصلاح ستجر البلاد إلى سفك الدماء والإشتراكي شريك له في الجرائم التي يشهدها الجنوب
نشر في الخبر يوم 26 - 05 - 2013

قال عضو مؤتمر الحوار الوطني والقيادي الجنوبي محمد سالم عكوش إن حزبي الاشتراكي والاصلاح طعنوا الحراك من الخلف عندما كان الحراك قد أعدّ العدة لإفشال الانتخابات البرلمانية عام 2009 في الجنوب ولتفويت الفرصة تم الضغط عليه وتم تأجيلها، وهم بهذا أي"الاصلاح والاشتراكي" بحسب عكوش يكونوا قد وجهوا طعنة غادرة من الخلف للحراك الجنوبي.
وأضاف في حوار مع يومية "اليمن اليوم": إن حزبي الاصلاح والاشتراكي شركاء في الجرائم التي أرتكبت مؤخراً في عدن لأنهما في السلطة وبينهم مصالح حزبية ضيقة.
وأكد عكوش أن الاخوة في الاصلاح لن يبنوا حزباً حاكماً ابداً وسلوكياتهم ستجر البلاد الى سفك الدماء بل ان بعضها ستؤثر على الوحدة في المستقبل القريب.
وحول تصريحات رجل الاعمال الصريمة الأخيرة بخصوص مؤتمر الحوار وجمال بن عمر أوضح عكوش أن كل ما ورد من مبررات لخروجه من الحوار شروط تعجيزية ، وقال : الصريمة هو رجل اعمال ولا دراية له بالسياسة فتعامله معها كتعامله مع المكاين حقه ، سوق الماكينه يامهندس اعمل الطريق كذا وكذا الخ…
ولم يستبعد عكوش أن يكون الصريمة هو من طلب من الرئيس أن يكون نائبه في مؤتمر الحوار الوطني .
وتابع بقوله معلقا على الصريمة وصالح هبره: هولاء يطلقون الكلام على عواهنه وهم بما يقولون قد جانبوا الصواب هؤلاء دخلوا الحوار في حين تعوزهم السياسة ..ليسوا سياسيين على الإطلاق وأفضلهم لا يزال يتهجى ابجديات السياسة ولو تتبعنا التصريحات التي قللت من شأن الحوار سنجد ان اصحابها دخلوا الحوار بطريقة إعتباطية وانا اعرف الطريقة التي دخل بها الصريمة مثلاً.
وتصريحاته التي كانت في البداية حماسية مع الحوار كانت وقتية وربما كان يهدف الى اغراض شخصية آنية لم تتحقق .
وقال عكوش إن حميد الاحمر لا يختلف حاله عن الصريمة فهو رجل اعمال اكثر من رجل سياسة ورغم انشغاله وظهوره سياسياً خلال السنوات القليلة الاخيرة الا انه يخضع السياسة لمبادئ التجارة ، الربح والخسارة .
وأردف : هؤلاء لم يفهموا الواقع جيداً وبالعامية استطيع القول ان توكل وحميد (حنبوا ) فلا هم تقدموا خطوة الى الامام والتحقوا بالحوار ولا هم تراجعوا خطوتين الى الخلف واعلنوا انسحابهم.
وقال إنه صارح كل من الدكتور ياسين سعيد نعمان وعبدالوهاب الآنسي في بداية الجلسات الافتتاحية وانهم واحزابهم سبب مصائب اليمن ، وقال صارحتهم وقلت لهم "انتم المتسببون في كل الكوارث وبالتالي المشكلة لا تكون هي الحل غير ممكن على الاطلاق ان يكون الداء هو الدواء وانا لازلت عند موقفي وان من المثالب وجود مثل هؤلاء نواباً لرئيس مؤتمر الحوار الوطني.
مشيرا إلى أن ياسين يختار العبارات البلاغية والفلسفية وينشرها في الصحافة وبشكل عام ومع احترامي له استطيع القول انه غير واقعي.
وكشف عكوش عما قال انه حرمان وزير الداخلية لأحد الطلاب من ابناء المهرة من منحة دراسية إلى تركيا.
وقال انه كان مطلع على القضية ، حيث كان هناك طالب من ابناء المهرة ذكي وطموح وكان موعوداً منذ سنتين بمنحة عسكرية ومطلع العام طلبوه الى صنعاء وتوجه بإعتباره ضمن المبتعثين ولكنه تفاجأ بأن أبناء اغنياء الإصلاح زملاءه في البعثة غادروا في حين وجد اسمه مشطوباً .
موضحا أنهم ذهبوا حينها إلى الداخلية للإلتقاء بالوزير ، فلم يستطيعوا فذهبوا إلى سفارة تركيا بصنعاء فأطلعوهم على رسالة من وزير الداخلية تم إستبعاد الطلاب بموجبها.
«الخبر» يعيد نشر الحوار الذي أجراه الزميل عبدالناصر المملوح ليومية «اليمن اليوم»
* بداية.. الحمد لله على سلامتك أستاذ محمد، واسمح لنا أن نعرف منك ولو باختصار تجربتك كمختطف في نهم.. كيف حصل ذلك؟ ولماذا اخترت السفر إلى المهرة براً في حين أن زملاءك في الحوار غادروا جواً؟
- والله أنا كنت مع الزملاء في نفس الرحلة، لكن حصل معنا حادث ونحن في الطريق إلى المطار وتأخرنا، اتصلوا من المطار بأن الطائرة سوف تقلع وأننا تأخرنا، قلنا خلاص نلحق بكم بالسيارة. رجعت البيت ولدي سيارة أخذت السائق وتوكلنا على الله الساعة الثالثة عصراً وعلى أساس أننا سنكون في الغيضة صباح اليوم التالي. المهم وصلنا نهم ووجدنا نقطة استوقفتنا وسألونا عن هوياتنا. قال السائق: محمد سالم عكوش عضو مجلس الشورى، قالوا: على جنب.. ثم قالوا أنتم محجوزين عندنا وأنت شخصية كبيرة في الدولة، ونبغيك تجي معنا إلى عند الكبار حقنا، رحنا واستفهمنا عن سبب الاحتجاز.. قالوا: أنت محتجز عندنا ضيف.. قلت: يعني اعتبر نفسي محتجزاً.. قالوا: نعم ولكن ضيف ولن تروح حتى تحل مشاكلنا مع الدولة.. قلت لهم أنا ما لي دخل في مشاكلكم مع الدولة، أنا عابر سبيل وكذا وكذا وعندكم فلان وفلان من مشائخ نهم.. ذكرتهم بالاسم- وممكن يعملوا لكم حل، قالوا: أبداً.. ربك أرسلك لنا من السماء تساعدنا، قلت: ربي ما يرسل أحد تحتجزوه، هذا كلام مغلوط.. المهم حصل اللي حصل وجاء أمين عام الحوار وتفاوض معهم وبات معي لليلة عندهم.
* لماذا لا نقول أنك نسقت مع الخاطفين باعتبار أن لديك علاقات مع قبائل "نهم" من قبل الوحدة؟
- أبداً، ولا أعتقد أن أحداً طرح مثل هذا الكلام، غيرك أنت الآن. أنا صحيح أعرف رجالا كثيرين من نهم عندما جلست في منطقة (حلحلان) بمأرب وهي قريبة من قبائل نهم، كان هذا قبل الوحدة (86-94) عندما كنت مرشدا سياسيا للألوية العسكرية التابعة لعلي ناصر محمد.
* الشيخ علي عبدالله الجرادي، الذي قاد عملية الاختطاف قال إنهم أطلعوك على وثائق تثبت مظلوميتهم من قبل الحكومة، ويتهمون أطرافاً سياسية بالوقوف وراء ما حصل لهم.
- صحيح، أطلعوني على حكم من المحكمة بإعدام 18 شخصاً بينهم طفل، وكذلك الشيخ راجح محسن الجرادي، الذي أفرجوا عني بعد أن أفرجت السلطات عنه.
* كيف وجدتها؟!
- والله هناك أشياء غير مقبولة أقولها للأمانة.. حتى أن الشيخ راجح حكم عليه بالإعدام واسمه غير موجود في وثيقة الاتهام، كيف هذا؟.. قالوا سقط اسمه سهواً.. هذا كلام لا يقبله العقل.
* الشيخ علي الجرادي قال في تصريح ل"اليمن اليوم" إن الحكم على الشيخ راجح تقف وراءه قوى سياسية معينة.
- بالفعل هي قضية سياسية بامتياز، هذا ما لمسته من الوثائق التي اطلعت عليها.
* ومما قاله الشيخ علي الجرادي إن للشيخ راجح وجماعته موقفا رافضا لسيطرة قوات الإصلاح على نقيل ابن غيلان أثناء الأزمة والذي كانوا يريدون السيطرة عليه والهجوم على معسكر 63 حرس جمهوري، ولهذا سعى نافذو الإصلاح وعلى رأسهم أولاد الشيخ عبدالله الأحمر وعلي محسن للزج بالشيخ راجح وتلبيسه تهمة الإرهاب.
- هم ذكروا لنا هذه الخلفية، وذكروا كلاما كثيرا، وللأمانة أن الأحكام التي صدرت بحق الشيخ راجح وجماعته ال18 غير واقعية.
* علمت أنك حاضرتهم صباح مساء حول أهمية الحوار والتغيير واليمن المنشود؟
- صحيح، وبينهم للأمانة مثقفون كثر.
* وكانت ملاحظاتهم أن القوى التي حكمت قبل ثورة الشباب هي نفسها الحاكمة اليوم.
- نعم.. وهم غير متفائلين، قالوا يا أستاذ محمد كيف نقتنع أن هناك تغيير حصل في النظام ونحن نشاهد في التلفزيون نفس الوجوه التي كانت هي سبب المشاكل.
الصريمة والحوار
* قطع مؤتمر الحوار الوطني شوطاً مهماً.. كيف تقيم مساره حتى اللحظة؟
- الحوار رغم أية مثالب هنا وهناك، هو جداً ممتاز وسأظل على قناعة راسخة بأنه الخلاص لليمنيين وسبيلهم الأوحد في بلوغ دولتهم بشكلها الذي يتسع لكل اليمنيين.
* آخرون بددوا تفاؤلهم.. حتى أن اثنين من نواب رئيس مؤتمر الحوار (صالح هبرة وبن فريد الصريمة) قللوا صراحة من أهمية الحوار، وقالوا إنه ليس أكثر من ورشة عمل تناقش فيه القضايا الهامشية؟
- بكل صراحة ومع احترامي لشخوصهم، هؤلاء يطلقون الكلام على عواهنه، وهم بما يقولون قد جانبوا الصواب، هؤلاء دخلوا الحوار في حين تعوزهم السياسة.. ليسوا سياسيين على الإطلاق، وأفضلهم لا يزال يتهجى أبجديات السياسية، ولو تتبعنا التصريحات التي قللت من شأن الحوار سنجد أن أصحابها دخلوا الحوار بطريقة اعتباطية، وأنا أعرف الطريقة التي دخل بها الصريمة مثلاً.
* لكن ومن خلال تصريحاته، نستطيع القول إن الصريمة كان متحمساً ومتفائلاً إلى حد كبير بأهمية الحوار وسلامة المسار.. كان هذا في البداية وفجأة أعلن انسحابه؟
- تحمسه كان وقتياً، وربما أنه كان يهدف إلى أغراض شخصية آنية لم تتحقق.
* قيل إنه طلب من الرئيس عبدربه منصور هادي أن يكون نائباً لرئيس الجمهورية؟
- ربما يكون قد طلب ذلك، أنا لا أستبعد ذلك، كما أنني لا أستطيع أن أجزم وأؤكد أنه قد طلب ذلك.
* كيف تقرأ ما ورد في رسالته من مبررات لانسحابه؟
- كل ما ورد من مبررات هو كلام إنشائي أو نظري، لكن عملياً هو نفسه لا يستطيع أن يطبقها على أرض الواقع، يعني هي شروط تعجيزية لا مبررات منطقية.. الصريمة هو رجل أعمال، عمره ما اشتغل سياسة، ويتعامل مع السياسة حالها حال المكاين حقه؛ سوق الماكينة يا مهندس، اعمل الطريق كذا وكذا…إلخ.
* بخلاف الذين أعلنوا انسحابهم، هناك من لا يزال معلقاً عضويته في الحوار، (حميد الأحمر وتوكل كرمان من الإصلاح مثلاً)؟
- حميد الأحمر لا يختلف حاله مع السياسة حال الصريمة، هو رجل أعمال أكثر من رجل سياسة، ورغم انشغاله وظهوره سياسياً خلال السنوات القليلة الأخيرة، إلا أنه يخضع السياسة لمبادئ التجارة: الربح والخسارة، هؤلاء واضح أنهم لم يقرأوا الواقع جيداً.
وبالعامية أستطيع القول إن حميد وكرمان (حنبوا) فلا هم تقدموا خطوة إلى الأمام والتحقوا بالحوار، ولا هم تراجعوا خطوتين إلى الخلف وأعلنوا انسحابهم.. والرئيس عبدربه منصور هادي قد قالها في الافتتاح بأن الحوار سيشق طريقه إلى أهدافه وغاياته السامية شاء من شاء وأبى من أبى، شارك هؤلاء أو لم يشاركوا، وقال (القطار يمشي والأمور في طريقها إلى النجاح بوجودكم أو بغير وجودكم).
ياسين والآنسي
* أيضاً لك وجهة نظر، أو بالأصح تحفظ على أعضاء هيئة رئاسة مؤتمر الحوار ياسين سعيد نعمان، سلطان العتواني، عبدالوهاب الآنسي، هل لا تزال على تحفظك؟
- نعم أنا صارحتهم في الجلسات الافتتاحية الأولى وقلت لهم: أنتم وأحزابكم سبب كل المصائب في اليمن، أنتم المتسببون في كل الكوارث، وبالتالي المشكلة لا تكون هي الحل، غير ممكن على الإطلاق أن يكون الداء هو الدواء، وأنا لا زلت عند موقفي وأن من المثالب في مسار الحوار وجود هؤلاء نواباً لرئيس مؤتمر الحوار.
* ومن المثالب من وجهة نظري الشخصية، توزيع المشاركين على فرق الحوار، ألا ترى أن هناك شيئاً من اللا تناسب، يعني أنت على سبيل المثال في فريق التنمية المستدامة، في حين أنك لست رجل اقتصاد؟
- صحيح، وهذا سببه الأحزاب التي تريد أن تخضع مجريات الحوار وفقاً لما يضمن لها مخرجاته، أنا اخترت فريق بناء الدولة كممثل عن قائمة رئيس الجمهورية، غير أني حوربت من الأحزاب، (قالوا أنت مش مكانك فريق بناء الدولة، أنت تروح إلى فريق التنمية المستدامة).. قلت لهم (أنا رجل سياسي ولا أفهم شيئاً في الاقتصاد، وما يمكنني الإسهام فيه بفاعلية هو في المجال السياسي، وبالتالي مكاني الطبيعي هو ضمن فريق بناء الدولة وليس التنمية المستدامة.
الأحزاب والحوار
* هناك أطروحات ترى أن الأحزاب الرئيسية تعمل على تهميش الحوار وجعله لا يذهب بعيداً في مجرياته ومخرجاته عن أهدافها المرجوة؟
- صحيح، ولكن هذا لا يعني أن الحوار أصبح هامشاً ولم يعد ذا قمية، أبداً.. فقط هذه الأحزاب التي أساءت في السابق للشعب، وكانت سبب أزماته وكوارثه، تحاول اليوم إخضاع الحوار لأطماعها الضيقة وعلى حساب المصلحة الوطنية العليا.
* أفهم من كلامك أستاذ محمد أن أحزاب المشترك وكذلك المؤتمر، جميعهم يعملون على إبطال مفعول الحوار وتوجيهه بما يضمن بقاءهم في السلطة؟
- يريدون ذلك نعم.. ولكننا لن نسمح ولن نتيح لهم الفرصة للعبث بالحوار الوطني على الإطلاق، وعلى القوى المدنية أن تقف حاجز صد أمام مطامع الأحزاب وصراعاتها، وعلى الجميع أن يعلموا أن أي تساهل أمام هذه الأحزاب فإن مخرجات الحوار ستكون حتماً في غير الصالح الوطني.
* معنى كلامك أستاذي أن قادة الأحزاب يستهدفون الحوار الوطني خوفاً من التغيير الحقيقي.. يعني خوفاً على أنفسهم؟
- بالضبط.. ويستهدفون الرئيس عبدربه منصور هادي نفسه، وتجدهم غارقين من الآن في البحث عن مخرجات الحوار خارج أطر الحوار، يريدون حواراً شكلياً لنتائج يتقاسمونها، ونتائج تمهد لهذا وذاك الانقضاض والسيطرة على السلطة، بل قد لا أكون متشائماً إذا ما قلت لك بأن مجريات الحوار الوطني في قادم الأيام والخطوات بالنسبة لما ستقدمه الأحزاب ستكون لإعاقة الحوار.. نعم ستستهدف الحوار وإفشاله، وهذا لن يكون لهم بإذن الله وإرادة الشرفاء من أبناء الوطن الذين لم تلوثهم الحزبية الضيقة.
النظام السابق
*أحزاب المشترك حتى وهي على طاولة الحوار تكثر في حديثها عن النظام السابق وتشير إلى ضرورة استكمال عمليات إقصاء رموزه، أوليست تلك الأحزاب وتحديداً الإصلاح هي من أركان النظام السابق؟
-فعلاً، وأنا أقولها دائماً لقيادات الإصلاح أينما تقابلنا إنكم والاشتراكي خبز وعجين النظام السابق، وجزء لا يتجرأ منه، وبالتالي سقوط النظام السابق يعني سقوطكم وبقاؤكم على هرم السلطة يعني أن النظام السابق لم يسقط، إلا إذا كنتم ترون في نظام الحكم بأنه شخص يستبدل بآخر.
*يعني الإصلاح والاشتراكي هم النظام السابق الذي يقدحونه فيه بشتى صنوف العبارات ويطالبون باستكمال إقصاء بقية رموزه وحتى أعضائه العاديين من المرافق الحكومية؟
-نعم، وطالما صارحتهم وسأظل أصارحهم وأقول لهم: إنكم وقفتم ضد إسقاط النظام أكثر مما فعل حزب المؤتمر. وكل ما فعلتموه الآن هو أنكم أعدتم تحالفكم معه وتقاسمتم الوزارات، فلماذا تسبون علي عبدالله صالح وأنتم روح نظامه ونعرفكم جيداً.
وسأظل أذكر أنكم كنتم أداته في إحباط استراتيجية الحراك الجنوبي عام 2009م عندما كنا في الحراك قد أعددنا العدة لإفشال الانتخابات البرلمانية في الجنوب، ولتفويت الفرصة على الحراك ضغطتم وأصررتمعلى تأجيلها.. وبهذا وجهتم طعنة غادرة للحراك من الخلف.. نعم، أنتم الاشتراكي والإصلاح من طعن الحراك من الخلف.
*لكنهم الآن يتحدثون من واقع أنهم النظام الثوري الذي جاء لإنقاذ البلاد من براثن النظام السابق؟
-هي مغالطات يحاولون تمريرها من واقع التمايز الأخير بين من واضب في الستين ومن واضب في السبعين، وهذا التمايز مغلوط ولا يمكن البناء عليه، لقد كنتم روح النظام السابق ولن تبرئكم منه شعارات الربيع العربي التي ركبتم موجتها وتريدون اليوم أن تركبوا موجة الحوار الوطني. وأنا أسأل وزراء المشترك في حكومة الوفاق ماذا قدمتم وأنتم تتحدثون عن الثورية ومحاربة الفساد، بل على العكس.. البعض منكم متهمون بنهب خزينة الدولة لصالح أحزابهم، ورغم تعالي الاتهامات ونشرها في وسائل الإعلام مقرونة بالوثائق لم نجد منكم ما يدحضها حتى اللحظة.. والسكوت علامة الرضا.
جذور القضية الجنوبية
*كيف قرأت الرؤى المقدمة من الأحزاب الرئيسية حول جذور ومحتوى القضية الجنوبية، ولنأخذ مثلاً رؤيتي الإصلاح والاشتراكي واللتاين ناقضت كل منها الأخرى مع أنهما حليفان في إطار المشترك؟
-الصراعات الماضوية كانت حاضرة بشكل واضح في ثنايا الرؤى، وكل حزب أراد أن يحدد جذر القضية من حيث تنتفي مسئوليته عن الأحداث، وبالتالي لم يكن تحديد الاشتراكي وكذلك الإصلاح لجذور القضية الجنوبية تحديداً منطقياً فقط كل حزب أراد أن يتهرب من تحمل المسئولية وينفى عن نفسه أي جرم كان شريكاً فيه.
*الإصلاح حمل المسئولية كاملة النظام الحاكم ما بعد 97م أي تاريخ خروجه عن الائتلاف الثنائي الحاكم، قافزاً على الفترة من 94 – 97 م والتي كان فيها شريكاً أساسياً في الحكم، كما أشار إلى جرائم الحزب الاشتراكي قبل الوحدة، في حين الاشتراكي حدد جذر القضية بتاريخ 27 أبريل 94م والتي قال إنه تاريخ إعلان الحرب، وبالتالي يكون الاشتراكي قد حمل الإصلاح جزءاً من المسئولية هو الآخر؟
-الإصلاح والاشتراكي دخلا في شراكة في إطار المشترك لأغراض معنية، الآن وفي ظل حكومة الوفاق كل منهما يعمل لمستقبله، ويهيئ لمرحلة ما بعد الحوار الوطني، ولهذا ترى أن كل منهما يحاول توريط الآخر والإضرار بسمعته مع الاحتفاظ حالياً ببقائهما في المشترك.
*تقصد أن هناك شيئاً من الصراع الخفي بين الاشتراكي والإصلاح لما بعد مرحلة الحوار الوطني؟
-بالضبط يتنافسان لمصالح ذاتية مستقبلية بعيدة عن المصلحة الوطنية العليا، هما الآن في معمعة، وأعتقد أن هذا إذا ما حدث بحق وحقيق فهو لصالح القوى المدنية غير المتحزبة والمستقلين.
*يعني أي خلاف حقيقي بين الاشتراكي والإصلاح حالياً هو في صالح الوطن والشعب ككل؟
-نعم.. لأن تنافسهم مبني على مصالح ذاتية ضيقة، وفي معمعة التنافس تتكشف الأمور أكثر وأكثر، وربما يؤسس ذلك لتحالفات أكثر صحية.
ياسين غير واقعي
* في تعليقه على سقوط الطائرة الأخيرة سوخوي 22 في العاصمة صنعاء قال الدكتور ياسين سعيد نعمان "بعض قوى التغيير تريد أن تغسل التاريخ بدماء المعارك"، هل يمكننا أن نحسب مثل هذا التصريح في إطار الصراع الخفي حالياً بين الإصلاح والاشتراكي؟
- شوف.. وبغض النظر عن فحوى هذا التصريح وإلى أي مدى مثل هذا الشيء موجود من عدمه، الدكتور ياسين دائماً يختار العبارات البلاغية والفلسفية وينشرها في الصحافة.. وهذا الأمر معروف عنه، لكن بشكل عام ومع احترامي للدكتور ياسين أستطيع القول إنه غير واقعي وفي معظم أطروحاته وفي كثير منها تلمس شيئاً من التعالي، وعندما أقول ذلك أستذكر أطروحاتنا والتصريحات التي كان يطرحها الدكتور ياسين عندما كنا نرفع الشعارات المتطرفة وعندما كان اقتصادنا في دولة الجنوب قبل الوحدة سيئاً ونعطي منتوج بلادنا لدولة أخرى مقابل الأسلحة.
* ربما أن ما يؤخذ على الدكتور ياسين حالياً أنه يذهب إلى التنظير واختيار العبارات التي لا تتطلبها بعض المواقف التي تحتاج إلى وضوح "يا أبيض يا أسود"، مثلاً هو لا يكاشف حزب الإصلاح عندما هذا الأخير يرتكب أخطاء فادحة باسم المشترك في عدن وفي محافظات أخرى، وحتى عندما يقصي ليس كوادر المؤتمر من الوظيفة العامة بل يقصي شركاءه أحياناً.
وفي محافظة البيضاء قبل أشهر أصدرت منظمة الاشتراكي هناك بياناً استنكر ما يقوم به الإصلاح من إقصاءات، وفي حجة حصل الشيء ذاته الأسبوع الفائت، ومع ذلك لم تصدر الأمانة العامة للحزب في صنعاء بيان استنكار أو حتى يطلع الدكتور ياسين بتصريح غاضب من الإصلاح.
- أبداً.. هو شريك مع الإصلاح في المحاصصة وتقسيم الكعكة، وهو يعرف نفسه، وأنا قلت لهم في يوم من الأيام قبل الربيع العربي.. قلت لهم أنا ضد الإصلاح في بعض التصرفات ومعه في البعض الآخر، ودخلت مع الحراك الجنوبي السلمي في بداياته وصرفت من جيبي الخاص، مع أنني لم أكن مع الحراك في كل القضايا ولم أكن أوافقهم على كل شيء، لكن أنتم (الاشتراكي) اتفقتم مع الإصلاح في طعن الحراك من الخلف عام 2009م عندما كنا في الحراك نعمل وعلى استعداد تام لإفشال الانتخابات البرلمانية في كل مدن الجنوب، أنتم والإصلاح ضغطتم من أجل تأجيل الانتخابات، وهذا ما تم لتضيعوا الفرصة على الحراك، وفي فترات أخرى سابقة ولاحقة لذلك التاريخ شاركتم الحراك الجنوبي، بل كنتم أحياناً الحراك والحراك أنتم، وحالياً وفي ظل حكومة الوفاق ارتكب الإصلاح مجزرة في عدن يوم 21 فبراير سقط فيها 15 شهيداً وأكثر من 70 جريحاً من أنصار الحراك، وقبلها اقتحم الأمن بتوجيهات من محافظ عدن الإصلاحي ساحة الشهداء في المنصورة وسفك الدماء واعتقل الناشطين، ولم نسمع موقفاً صريحاً، وبحجم الحدث، كل ما قرأناه هي تلك العبارات البلاغية المعتادة والبيانات التي لا يجيد الحزب غيرها، وهي في مجملها لا تعبر عن موقف، سيما أمام حدث ك(21فبراير)، وما شهدته عدن في ذلك اليوم من مجزرة بشعة بطلها حزب الإصلاح.
*ونظراً لصمتها تعتبر قيادة الاشتراكي شريكاً أساسياً للإصلاح في كل جرائمه التي ارتكبها مؤخراً في عدن.
-صحيح.. هما شركاء في السلطة وبينهم مصالح حزبية ضيقة.
توزيع أدوار
*أشرت إلى أن الإصلاح والاشتراكي شاركوا الحراك الجنوبي في فترة من الفترات قبل الأزمة .. هل معنى ذلك أنهما وراء تأجيج الأوضاع حينها في الجنوب باسم الحراك!
-لا أعتقد أن بمقدورهم نكران ذلك.
*تقييمك للحزب الاشتراكي حالياً .. ألا ترى أن منظمات الحزب القاعدية في الجنوب منفصلة عن قيادة الحزب في صنعاء؟
-لا ، الاشتراكيون المنخرطون في الحراك مهما علا سقف شعاراتهم وأطروحاتهم وكلما بدت أكثر تطرفاً من الحراك نفسه، يظلون اشتراكيين.. يعني المسألة توزيع أدوار.
محاولات السيطرة
*نحن في حكومة وفاق.. غير أن هناك أطرافاً سياسية تعمل على إقصاء الآخر على خلفيات سياسية، ولعل سلوكيات حزب الإصلاح هي الأكثر وضوحاً في هذا المجال.. حيث يحاول السيطرة على كامل مفاصل السلطة وبمسوح ثورية؟
-هناك فعلاً إقصاءات على خلفيات سياسية وينبغي أن تتوقف وأن نستشعر معاني الوفاق، لكن الأهم في الأمر أن تلك الإقصاءات والتعينيات الحزبية من قبل الإصلاح تحديداً ليست ميولاً من دون مدلول كما يقال، فالإصلاح يمهد الطريق لما بعد الفترة الانتقالية ومرحلة الحوار الوطني ولدى الإصلاح شعور بأنه الأكثر تواجداً في الشارع وأن مرحلة الاستفراد بالسلطة قاب قوسين أو أدنى.
*ولعل الإصلاح هو الأكثر انتشاراً وقوة فعلاً؟
-كان لدي نفس الشعور والاعتقاد قبل سنة من الآن، ولكن الإصلاح ومن واقع سلوكياته وممارساته خلال عام فقط، والهادفة جميعها إلى الذات الحزبية وبما يضمن لهم السيطرة منفردين بالحكم غيرت القناعات لدى الكثيرين وكثير من القوى التي كان بمقدور الإصلاح الاستفادة منها للوصول إلى مبتغاه ابتعدت عنه الآن، وأنا شخصياً تولد لدي هذا الشعور مؤخراً وغيرت قناعاتي تجاه الإصلاح.
* ممكن تذكر لنا أبرز الوقائع التي ولدت لديك هكذا شعور؟
- هي كثيرة، مثلا كان الإصلاح أثناء الثورة يدفع بالمتظاهرين إلى الشوارع، ويعتبر المسيرات والاعتصامات والإضرابات حقاً مقدساً، بل يولول كثيراً إذا ما أصيب شخص برصاص الأمن أو حتى بخراطيش المياه والغازات المسيلة للدموع، والآن وبعد أن صارت الداخلية بيده وتولى قيادة وزارات سيادية ومحافظات يعمل على قمع المسيرات ويخون المشاركين فيها، ويبرر ما يصاحبها من أعمال عنف راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى، وما حصل في عدن ليس ببعيد، ولو أن إصلاحياً واحداً قتل بذات الطريقة التي حصلت في عدن وفي مناطق أخرى لأقام الإصلاح الدنيا ولم يقعدها.
أيضاً ما حصل مؤخراً في صنعاء من جريمة هزت الشارع اليمني كله شماله وجنوبه عندما قتل اثنان من أبناء عدن في أحد شوارع العاصمة على يد مرافقي قيادي في حزب الإصلاح.. للأسف اعتبرتها وسائل إعلام الإصلاح حادثاً عرضياً، واعتبرت الحديث عنها تسييساً مناطقياً مع أنها نفسها وسائل إعلام الإصلاح كانت قد فخمت الخبر عندما ظنت أن الجاني يتبع قياديا مؤتمرياً.
بؤرات صراع
* بغض النظر عن الأحداث الفردية، الإصلاح دخل في صراعات مع جماعة الحوثي ومع الحراك ومع المؤتمر الشعبي العام، بمعنى أنه أضحى بؤرة صراع.. إذا ما رفض التعايش مع مختلف القوى الفاعلة في الساحة؟
- هو رمى نفسه بهذا الشكل ليجد نفسه بؤرة صراع، وذلك لأنه يمهد للسيطرة المستقبلية القريبة، ولكن بالطريقة التي لن توصله إلى مبتغاه.
* كيف؟!
- قيادة الإصلاح بهذا السلوك لن يبنوا حزباً حاكماً أبداً، بل إن بعض سلوكياتهم إذا ما استمرت واستفحلت سوف تجر البلاد إلى سفك الدماء، بل إن بعض الأفعال تؤثر حتى على الوحدة الوطنية في المستقبل القريب.. وعلى سبيل المثال الأحداث الدامية التي شهدتها عدن، وكان الإصلاح بطلها، تلك الأحداث جعلت الكثيرين يكفرون بالوحدة، ثم إنهم كانوا معارضين لقيام الوحدة، واليوم يسوقون أنفسهم باعتبارهم حامي الوحدة وحارسها.
* وكيف تفسر ذلك؟
- مشكلة الإخوة في الإصلاح أنهم يمارسون السياسة باعتبارها فن الكذب وليس فن الممكن، وحين تكون القيادة في هذه الوزارة، أو في تلك المحافظة من الإصلاح يكون التغيير من وجهة نظرهم قد تحقق، وإلاّ فإن الفساد هو الحاكم والمظاهرات لا تتوقف، وهذه انتهازية وانتقائية وازدواجية في المعايير سيلحظ الإصلاح ضررها على نفسه لاحقها.
* يعني مثلاً في تعز لا يزال الإصلاح يمارس ضغوطاته ويعمل بدأب على إشاعة الفوضى وتعطيل الحياة، لأنه لا يريد شوقي هائل محافظاً؟
- صحيح، الرجل جاء يعمل بقرار من رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي وليس بخياره هو، ولكن جعلوه (الإصلاح) شغلهم الشاغل من أجل أن يأتوا بديلاً عنه، أو من أجل أن لا تكون مصلحتهم المستقبلية في تعز بوجود شوقي.
* وعلى العكس من ذلك، نجد الإصلاح في عدن يقمع أية مظاهرات ويتهم المشاركين فيها بالخيانة؟
- صحيح، والسبب لأن المحافظ في عدن إصلاحي.
حزبنة الداخلية
* باعتبارك واحداً من أبناء المهرة، ما حقيقة ما تناقله ناشطون من المهرة من حرمان وزير الداخلية لطالب من أبنائكم كان ضمن المبتعثين مطلع العام الجاري للدراسة في تركيا؟
- هذا الشيء وقع للأسف الشديد وأثار غضباً واسعاً، ليس في المهرة وحسب، وإنما في أوساط الشارع الجنوبي. أنا شخصياً مطلع على القضية، طالب من أبناء المهرة ذكي وطموح كان موعوداً منذ سنتين بمنحة عسكرية، ومطلع العام طلبوه إلى صنعاء وتوجه باعتباره ضمن المبتعثين، ولكنه تفاجأ بأن أبناء أغنياء الإصلاح زملاءه في البعثة غادروا في حين وجد اسمه مشطوباً، وذهبنا إلى الداخلية نستطلع الأمر ولم نستطع الوصول إلى الوزير ولكن قالوا لنا الطالب صاحبنا تأجلت منحته إلى العام المقبل لأنه لا يوجد مجال، أو لا يوجد مقعد دراسي، ثم ذهبنا إلى السفارة التركية لمعرفة السبب مع أن مقعده الدراسي في الكلية موجود من تركيا، سألنا السفير والذي قام بإطلاعنا على رسالة من وزير الداخلية عبدالقادر قحطان قضت بشطبه من قائمة المبتعثين هذا العام.
* يعني الإصلاح يواصل حزبنة الداخلية من مختلف الجوانب، حتى الابتعاث؟
- أكيد، وهذا الحال يجب أن لا يستمر.
مساومة الرئيس هادي
* إذا نظرنا إلى تصريحات رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح محمد اليدومي وكذا صادق الأحمر، بخصوص التمديد للرئيس هادي، حيث يقولون إن التمديد ممكن وأن أمام الرئيس فرصة لذلك، ألا ترى أن الإصلاح يساوم هادي بالتمديد مقابل امتيازات كبيرة؟
- كثير من المحللين السياسيين أشاروا إلى ذلك، ولا أريد أنا أن أتسرع في الحكم عليهم، لكن بعض الأمور تخبر عن نفسها وأن في الأمر نوع من الحقيقة.. ونحن نسمع من هنا وهناك أنهم لا يريدون عبدربه منصور هادي وأنهم يجهزون البديل.
* وبإمكان الرئيس هادي أن يفوز بالانتخابات الرئاسية دون الركون إلى حزب الإصلاح؟
- أعتقد أنه بدأ يشق طريقه إلى الفوز بالانتخابات، ويعطي الثقة لكل الأحزاب، ولا يريد إقصاء أحد، ولكن أحياناً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
القضية الجنوبية
*دعنا نختم لقاءنا الخاطف معك برؤيتك أنت لجذور القضية الجنوبية من أين تبدأ؟
-جذور القضية الجنوبية تبدأ من يوم الاستقلال .. ورغم أنني عُينتُ حينها محافظاً لمحافظة المهرة- أول محافظ بعد الاستقلال – إلا أن هناك أخطأ كبيرة ارتكبت لا مجال الآن لسردها، وحتى قيام الوحدة حصلت دورات من العنف كانت تجر نفسها وسببت تداعيات كثيرة لا يمكن فصلها الآن عن سياق القضية الجنوبية التي هي قضية مظالم حقوقية كثيرة ينبغي معالجتها كأهم قضية على طاولة مؤتمر الحوار الوطني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.