لأول مرة منذ بدء النزاع السوري، توغل مقاتلون من المعارضة السورية داخل الاراضي اللبنانية ليل السبت وخاضوا معارك دامية مع عناصر من حزب الله الذي يقاتل الى جانب قوات الرئيس بشار الاسد في منطقة القصير المجاورة، بحسب مصادر أمنية لبنانية. وقالت مصادر أمنية إن مقاتلين من حزب الله اللبناني خاضوا معركة دامية مع مسلحي المعارضة السورية فجر الأحد في منطقة حدودية بشرق لبنان في احدث تطور يظهر انتقال الصراع السوري إلى الاراضي اللبنانية. وقالت مصادر أمنية لبنانية إن 12 على الاقل من مقاتلي المعارضة السورية قتلوا في الاشتباك شرقي بلدة بعلبك في سهل البقاع إلا أن العدد الفعلي لن يتضح إلا بعد انتشال الجثث من المنطقة الحدودية النائية والوعرة. وأضافت المصادر أن احد مقاتلي حزب الله قتل ايضا. ويأتي هذا التطور بعد بضعة ايام على تحذير موجه لحزب الله أطلقه قائد الجيش السوري الحر سليم ادريس، مهددا بنقل المعركة الى معاقل الحزب داخل الأراضي اللبنانية. وقالت المصادر الامنية اللبنانية الأحد إن عددا من المقاتلين قتلوا في اشتباك وقع أثناء الليل في شرق لبنان قرب الحدود مع سوريا بين مقاتلين من حزب الله ومقاتلين من المعارضة السورية. وذكر مصدر أن 15 شخصا قتلوا في الاشتباك شرقي بلدة بعلبك في سهل البقاع إلا أن العدد الفعلي لن يتضح إلا بعد انتشال الجثث من المنطقة الواقعة على بعد نحو كيلومترين من الحدود. وسبق الاشتباك الليلي سقوط صواريخ عدة انطلقت من هذه المنطقة الحدودية، بحسب مصدر امني، على بلدات في قضاء بعلبك الذي يملك فيه حزب الله نفوذا واسعا. وهي المرة الاولى التي تطاول فيها الصواريخ منطقة بعلبك. وكان الجيش الحر استهدف خلال الاسابيع الماضية بلدات في منطقة الهرمل القريبة من بعلبك ردا على تدخل حزب الله العسكري الى جانب قوات النظام في منطقة القصير في محافظة حمص. وسقط صباح الاحد صاروخ جديد مصدره الاراضي السورية على جرود الهرمل من دون ان يوقع اصابات. ويثير تدخل حزب الله في النزاع السوري جدلا واسعا في لبنان حيث ينتقد معارضوه المناهضون للنظام السوري هذا التدخل معتبرين انه يجر لبنان الى النزاع السوري الدامي. وكان قائد الجيش السوري الحر سليم ادريس حذر الثلاثاء بانه اذا لم يوقف مقاتلو حزب الله اللبناني هجومهم في سوريا، فان المعارضة المسلحة ستتخذ "كافة الاجراءات" ضد حزب الله. وقال في تصريح لقناة العربية الاخبارية مخاطبا الرئيس اللبناني ميشال سليمان والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون "أضعهم امام مسؤولياتهم، خلال 24 ساعة اذا لم يتوقف هجوم حزب الله على الاراضي السورية فاننا سنتخذ كافة الاجراءات وسنلاحق حزب الله حتى في جهنم". واضاف "اذا لم يتخذ قرار وينفذ بوقف الهجوم على الاراضي السورية، فانا في حل من اي التزام معهم. انا لا استطيع ان اضبط المقاتلين اكثر من ذلك". وتابع "نحن نتعرض لحرب ابادة من حزب الله .. الرجاء من الجميع ان يعذروا الجيش الحر". وكشف حزب الله اخيرا عن مشاركته في معارك القصير، مؤكدا ان دمشق هي "سند حزب الله" وانه لن يسمح بسقوطها.