قالت الأممالمتحدة إن الأزمة السورية أسوأ كارثة إنسانية تواجهها منذ الحرب الباردة، وإن نصف سكان سوريا مهددون بالتهجير والحاجة الماسة. جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يحتفل به في 20 يونيو/حزيران من كل عام. وبالمناسبة حذر رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للمنظمة الدولية، أنتونيو غوتيريس، من خطورة الأزمة السورية، مؤكدا أن استمرار العنف في سوريا "لا يبشر بخير". وجزم بأن تلك الأزمة "ليست فقط أسوء كارثة إنسانية نواجهها منذ الحرب الباردة ولكنها أيضا الأكثر خطورة، بالإضافة إلى أن مخاطر امتداد آثارها السلبية إلى دول المنطقة عظيمة". وفي تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان -الذي صدر اليوم- إشارة إلى أن العدد الإجمالي للاجئين من المواطنين السوريين بلغ مليونا و925 ألفا أكثر من 75% منهم من النساء والأطفال، حيث تجاوز عدد النساء 640 ألف امرأة، أما الأطفال فقد بلغوا 149 ألفا. وبحسب الشبكة فقد ارتفعت أعداد اللاجئين بسبب الدمار الواسع والقصف اليومي "وارتفاع عمليات الاغتصاب التي أدت إلى هروب النساء والأطفال". ويستضيف الأردن وفق التقرير 570 ألفا من اللاجئين السوريين الفارين، ولبنان 535 ألفا، وتركيا 485 ألفا، ومصر 190 ألفا. وذكرت الشبكة أن أغلب هؤلاء غير مسجلين ضمن المفوضية العليا للاجئين "ولهذا فهي لا تذكرهم في إحصائياتها" لافتة إلى أن الكثير منهم "وصلوا عبر طرق وممرات وتهريب عبر الحدود خوفا من عدم استقبالهم". ومن ناحيتها حضت الممثلة الأميركية والمبعوثة الخاصة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة، إنجلينا جولي، العالم على تقديم المزيد من العون للاجئين السوريين في محنتهم التي اعتبرتها "أسوأ أزمة إنسانية في القرن 21″. ونقل بيان للمفوضية عن جولي قولها إنه مع نهاية هذا العام سيكون "نصف سكان سوريا" مهاجرين أو بحاجة للمساعدة. وكانت الأممالمتحدة قد ذكرت في تقرير لها أمس بالمناسبة أن عدد المهجّرين في العالم بلغ أكثر من 45.2 مليون شخص عام 2012، وهو أعلى رقم يسجل منذ نحو عشرين عاما. وأظهر تقرير للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن العام 2012 شهد فرار 1.1 مليون شخص عبر الحدود الدولية، في حين نزح 6.5 ملايين داخل أوطانهم. وهذا يعني -بحسب التقرير- أن "الحروب والنزاعات الأخرى" أجبرت شخصا واحدا على الأقل على الفرار من وطنه كل 4.1 ثوان خلال العام الماضي، و"هذه أرقام مثيرة للقلق حقا" وفق رئيس المفوضية أنتونيو غوتيريس. وقال التقرير إن المنظمة الدولية سجلت عام 2012 أكبر عدد من النازحين منذ 1994، العام الذي شهد الإبادة الجماعية في رواندا وآثار تفكك يوغسلافيا السابقة.