لم تعد الطابعات التقليدية تلقى رواجاً كبيراً في الأسواق بسبب ظهور الطابعات متعددة الوظائف التي تجمع بين مزايا الطابعات والماسحات الضوئية وماكينات نسخ المستندات وحتى جهاز الفاكس في جسم واحد، بل إن الأجهزة متعددة الوظائف في نطاق الأسعار المرتفعة تتمكن من طباعة الصور الفوتوغرافية بجودة احترافية، ولكن يتعين على المستخدم قبل شراء مثل هذه الأجهزة إلقاء نظرة على تكاليف الأحبار. وأوضح رودولف أوبيتز، من مجلة الكمبيوتر "c't" الصادرة بمدينة هانوفر، قائلا "تعد الأجهزة متعددة الوظائف حالياً أفضل اختيار تقريباً. وتقدم الشركات في أغلب الأحيان موديلا أو موديلين ضمن باقة الطابعات التقليدية، في حين تتنوع باقة الاختيارات في فئة الأجهزة متعددة الوظائف". وأضاف أوبيتز أن شراء الأجهزة المتخصصة يُفيد فقط في الحالات الاستثنائية؛ إذ سرعان ما تظهر محدودية قدرات الماسح الضوئي بالأجهزة متعددة الوظائف عند القيام بالمسح الضوئي للصور أو الشرائح التقديمية، وإن هذه القدرات تكفي متطلبات المستخدم عند مسح النصوص ضوئياً. كما تتوافر حالياً أجهزة متعددة الوظائف للتعامل مع أحجام الورق الأكبر مثل DIN A3، غير أن هذه الأجهزة تكون أكثر تكلفة وأكبر حجماً. ولذلك فإن طابعة DIN-A3 تكون أكثر ملاءمة للمستخدم من حيث التكاليف وإمكانية وضعها على المكتب. وتزخر الأسواق حالياً بنوعين من الأجهزة متعددة الوظائف؛ هما الإصدار 3 في 1 والذي يجمع بين طابعة وماكينة نسخ المستندات وماسح ضوئي، والإصدار 4 في 1 والذي يشتمل على جهاز الفاكس بشكل إضافي. وأوضحت هيئة اختبار السلع والمنتجات بالعاصمة الألمانية برلين أنه ليس هناك داع للقلق بخصوص جودة الطباعة حالياً، بغض النظر عن ماركة الجهاز أو تكلفته. ومَن يرغب في الاطلاع على المزيد من المعلومات بشكل أكثر دقة، فيمكنه قبل الشراء البحث على شبكة الإنترنت عن التقارير التي تشرح خبرات المستخدمين الآخرين مع هذه الأجهزة. وأوضح المدير التنفيذي لرابطة الشركات المتخصصة في تقنيات النسخ والميديا بمدينة فرانكفورت أخيم كاريوس، قائلاً "ما يزال الإنترنت في واقع الأمر أفضل مصدر للمعلومات". ثبات الألوان كما أن طباعة ورقة على سبيل الاختبار قد تعطي المستخدم المزيد من الإيضاح حول جودة الجهاز. وينصح أخيم كاريوس بضرورة مراعاة ثبات الألوان بصفة خاصة عند طباعة ورقة معينة، معللا ذلك بقوله "يظهر هذا العيب ببعض الطابعات في كثير من الأحيان". كما أن التجهيزات المتطورة تلعب دوراً مهماً في الأجهزة متعددة الوظائف، وأوضحت مجلة "بي سي فيلت" الألمانية بعد اختبارها عشرة موديلات حديثة أن شبكة WLAN اللاسلكية أصبحت تدخل ضمن التجهيزات القياسية للأجهزة متعددة الوظائف، حتى تتمكن هذه الأجهزة من تلقي أوامر الطباعة من الهواتف الذكية أو الحواسب اللوحية أو إرسال الملفات الممسوحة ضوئياً إلى عناوين البريد الإلكتروني أو مواقع التخزين على الإنترنت. وفي تلك الأثناء، توفر العديد من الأجهزة إمكانية الاختيار بين صيغ الملفات المتنوعة مثل JPG أو PDF. ولم تعد وظائف الراحة الأخرى نادرة في الأجهزة متعددة الوظائف منخفضة التكلفة، حيث تشتمل بعض الموديلات مثلاً على شاشة لمسية ملونة أو وحدة دوبلكس "Duplex" للطباعة على الوجهين. وتهدف الأجهزة متعددة الوظائف الأكثر تكلفة إلي تلبية احتياجات المستخدمين ذوي المتطلبات العالية، ويقول رودولف أوبيتز: "تعتمد الشركات المنتجة هنا على مسارين، حيث تتوافر أجهزة 3 في 1 للاستخدام المنزلي ومتخصصة في طباعة الصور"، وغالباً ما تحتوي هذه الطابعات على خراطيش حبر خاصة، مثل لون أسود خاص للصور إلى جانب اللون الأسود العادي. الورق المناسب وأضاف أوبيتز "من خلال استخدام الورق المناسب يمكن أن يحصل المستخدم على صور مطبوعة بجودة مشابهة لجودة طابعات الصور في الاستوديوهات المتخصصة". ولكن من يرغب في طباعة الكثير من الصور فمن الأفضل التوجه إلى أحد المتاجر المتخصصة؛ لأن طباعة الصور في المنزل عادةً ما تكون أكثر تكلفة. ويتمثل المسار الثاني للأجهزة متعددة الوظائف في الموديلات 4 في 1 المزودة بجهاز فاكس. ونظراً لأن هذا النوع من الأجهزة مصمم في الأساس للاستخدام في المكاتب والشركات، فإن المستخدم يستفيد من تكاليف الطباعة المنخفضة نسبياً. علاوة على أنه ليس هناك داع للقلق حالياً من ارتفاع تكاليف الأحبار بشكل عبثي حتى مع الأجهزة الأقل تكلفة. وترتفع تكلفة الأحبار بوضوح فقط في الموديلات التي يكون رأس الطباعة مع خراطيش الحبر في وحدة واحدة. وعلى أي حال، ينصح الخبير الألماني رودولف أوبيتز بعدم شراء مثل هذه الموديلات. ومن يرغب في خفض تكاليف الطباعة بدرجة أكبر، فبدلاً من استخدام الخراطيش الأصلية باهظة التكلفة من الشركة المنتجة للطابعة، يمكنه شراء بدائل منخفضة التكلفة من الشركات الأخرى، إما كخرطوشة بديلة بسيطة أو كطقم إعادة الملء مع أداة حقن للهواة. وينصح أوبيتز الأشخاص كثيري الطباعة باستعمال هذه البدائل. ولكن إذا كانت خرطوشة الحبر تدوم لفترة أطول من ستة شهور في الطابعة فمن الأفضل استعمال الخرطوشة الأصلية من الشركة المنتجة للطابعة؛ لأن فترات التوقف الطويلة عن الطباعة تتسبب في جفاف أحبار الخراطيش البديلة بصورة أسرع من الأحبار الأصلية. وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى حدوث أضرار كبيرة في حالة الطابعات التي لا يمكن تغيير رأس الطباعة بها بدون الخراطيش. وبالنسبة للمستهلك فإن هذا يعني إزعاجا مضاعفا؛ لأن استخدام الأحبار البديلة عادةً ما يتسبب في إلغاء حقوق الضمان.