قدم رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي تشكيلة حكومته الجديدة إلى مجلس النواب (البرلمان) الذي سيصوت غدا الثلاثاء لإقرارها، بعد جمود سياسي عانى منه البلد منذ الانتخابات غير الحاسمة التي جرت في مارس/آذار الماضي. وقال رئيس البرلمان أسامة النجيفي في مؤتمر صحفي مشترك مع المالكي إن البرلمان تسلم قائمة بأسماء التشكيلة الوزارية الجديدة والبرنامج الحكومي ضمن المدة الدستورية المحددة لذلك، مبينا أن القائمة تضم أسماء 42 مرشحا ل42 حقيبة وزارية بينها وزارات دولة.
وأشار النجيفي إلى أن البرلمان سيعقد جلسة عند الساعة الحادية عشرة بتوقيت غرينتش غدا الثلاثاء للتصويت على المرشحين للحقائب الوزارية.
من جهته قال المالكي إنه يرغب في بناء حكومة قوية قادرة على حل الأزمة التي يعاني منها البلد، مشيرا إلى أن عملية توزيع الحقائب الوزارية كانت صعبة جدا نظرا للكم الكبير من الشركاء في العملية السياسية.
وأضاف أن قائمة التشكيلة الوزارية الجديدة ستعلن غدا، لافتا إلى أن بعض الحقائب ما زالت قيد الدراسة.
وتابع أن القائمة العراقية هي الأولى التي قدمت قائمة كاملة بمرشحيها، وهناك تأخير في ترشيحات القوائم الأخرى، دون الإفصاح عن أسمائها.
نقاط شائكة وبحسب مصدر برلماني فإن المالكي قدم أسماء 29 وزيرا جديدا، أي نحو 70% من التشكيلة الوزارية الكاملة.
وقال نواب إن النقاط الشائكة تشمل شغل منصب وزارة المالية ونواب الرئيس ونواب رئيس الوزراء، وأكدوا أن المناصب الحساسة -بينها وزراء الداخلية والدفاع والأمن القومي- لم يتقرر بعد من سيشغلها، وربما سيشغلها المالكي بالوكالة.
وقالت مصادر عراقية إن أحدث قائمة للمالكي لمناصب الحكومة تضم وزير النفط الحالي حسين الشهرستاني نائبا لرئيس الوزراء للطاقة، بينما سيتولى عبد الكريم لعيبي نائب وزير النفط منصب الوزير.
وبحسب قيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي، سيشغل التحالف الوطني المؤلف من أحزاب شيعية 17 حقيبة وزارية، والقائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي تسع حقائب، والتحالف الكردستاني سبع حقائب، في حين ستذهب باقي الحقائب إلى كتل سياسية صغيرة.
وأسفر اتفاق لتقاسم السلطة تم التوصل إليه في الشهر الماضي بين الكتل السياسية عن تولي المالكي رئاسة الحكومة لفترة ثانية، كما أبقى الاتفاق الذي تم يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على جلال الطالباني رئيسا للدولة ومنح أسامة النجيفي رئاسة البرلمان.
ولم يتمكن علاوي الذي حصلت قائمته على أغلب المقاعد في انتخابات 7 مارس/آذار الماضي من تأمين دعم كاف لتولي رئاسة الوزراء، لكنه قال الأحد إنه سينضم أيضا إلى حكومة المالكي رئيسا للمجلس الوطني للسياسة الإستراتيجية.