احتشد عشرات الآلاف في ذمار بالمهرجان الجماهيري الحاشد جوار الاستاد الرياضي والذي دعت إليه أحزاب اللقاء المشترك. ورددت المشاركون في المهرجان هتافات تطالب النظام بالرحيل إن عجز عن التغيير، كما علت هتافات عبرت عن الرفض لكل الإجراءات الانفرادية التي أقدم عليها الحزب الحاكم.
وهو ما عبر عنه البيان الصادر عن المهرجان حيث جدد رفضه لتصويت الحزب الحاكم على تعديل قانون الانتخابات وتشكيل اللجنة العليا، رافضاً أي مساس بأهداف الثورة والجمهورية والوحدة رافضين في ذات الوقت أي تمديد أو تأبيد أو توريث.
وطالب البيان السلطة بسرعة تخفيض الأسعار وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين والكف عن سياسات الإفقار والتجويع، داعياً السلطة للكف عن سياسة الأذى والقمع وتكميم الأفواه واخافة المواطنين وتقييد حرياتهم ومصادرة حقوقهم.
واستنكر المشاركون بشدة كل الاعتداءات التي يتعرض لها السياسيون والصحفيون والناشطون الحقوقيون، ونخص بالذكر ما تعرض له النائب سلطان العتواني، ومحمد غالب أحمد، ونائف القانص ومحمد النعيمي، والناشطة الحقوقية توكل كرمان، والصحفي عبد الإله شائع، وطالب السلطة بمحاسبة المعتدين، وحث جميع أبناء محافظة ذمار بتوحيد الكلمة ورص الصفوف والتصدي لكل الدعوات الهدامة التي تهدد استقرار المجتمع والسلم الاجتماعي.
وتابع البيان: على السلطة المحلية بالمحافظة القيام بواجباتها ومسئولياتها بتوفير الرعاية الصحية والتعليم المجاني وتوظيف خريجي الجامعات وتنفيذ المشاريع الخدمية المتعثرة من طرقات ومدارس ومرافق صحية وشبكة المياه والصرف الصحي، ودراسة حالات الضمان الاجتماعي المستحقة دون انتقاء سياسي، والعمل على ابراز عاصمة المحافظة مدينة جميلة ونظيفة، وحمل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية مسئولية حفظ الأمن والاستقرار، والعمل على وقف الحروب القبلية، وانهاء الثارات.
ودعا كل أبناء محافظة ذمار إلى التفاعل المستمر مع برنامج النضال السلمي لنيل الحقوق والحريات، مثمناُ الجهود التي تبذلها قيادة اللقاء المشترك ولجنة الحوار الوطني وكل القوى الخيرة للتغيير نحو الأفضل.
وفي المهرجان حيا النائب محمد الحزمي شهداء النضال السلمي في تونس الخضراء وأرض الكنانة، مؤكداً أن هذه الهبة والوقفة الشعبية ليست كما يروج لها المتنفذين في السلطة، متسائلاً: متى كان النضال السلمي والالتزام بالدستور والقانون فتنة وخراب، وأردف بالقول "إن الفتنة والخراب هي الأوضاع القائمة اليوم بما تقوم به السلطة من مخالفة للدستور ونهب للمال العام وفتح البلاد لقتل أبناءها، أما خروجنا اليوم فإنه درئ للفتنة".
وأكد الحزمي أن تخويف الناس ما كان له أن يثني هذه الجموع لتخرج بهذا الحشد الكبير، وكل تلك الحشود في مختلف محافظات الجمهورية، مشدداً على السير في نهج النضال السمي بصدور عارية وقلوب واعية هدفها استعادة حقوق الشعب.
وأشار أن ما أعلنت عنه السلطة من الغاء للرسوم الجامعية والغاء لضريبة الأجور أو زيادة في الرواتب انما هو بفضل الله ثم بفضل هذا الخروج للتعبير عن المطالب بنضال سلمي يعبر عن رغبة الجماهير في التغيير.
البرلماني أحمد الحاج قال أن قلوب المستبدين مرعوبة من صيحات الشعب، لأنهم أوصلوا البلاد إلى أوضاع تؤرق كل وطني غيور، مضيفاً "أن التاريخ لن يرحم أحداً".
وأضاف الحاج في كلمته أمام المهرجان "إن النظام الحالي إذا لم يتغير فإنما يحفر قبره بيده" لافتاً إلى أن من يسعون إلى الصفقات معروفون فقد بأعوا أنفسهم للفساد، لكي يغسلوا بأفواههم نجاسات الفاسدين، مردفاً "ماذا فعلت الحكومة والبرلماني ذا الأغلبية الكاسحة وجهاز الرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد أمام هذا الفساد المنظم".
وأكد الحاج أن الشعب ومعه أبناء القوات المسلحة والأمن سيجدون ثمرات نضالهم السلمي من أل التغيير حين ينعم الشعب بثراوته، مخاطباً الجموع المحتشدة بقوله "أنتم أصدق وأخلص للنظام من المصفقين له لأنكم تقومون اعوجاجه أمام المصفقون فإنهم ساعة الهروب سيتركونه ويصفقون لمن يأتي" داعياً إياهم استيعاب اخوانهم من الذين يخافون على مصالحهم إذا تركوا الحزب الحاكم.
وألقى الدكتور شرف محمد عباد كلمة الأكاديميين أكد فيها على ضرورة الثورة على الظلم والفساد، وأنه أتي اليوم الذي يجب أن نقول فيه كفى ظلماً ونهباً للثروة، فقد حان وقت التغيير.
وخاطب المهرجان يالقول: "مجيئكم اليوم أصدق دليل على تصميمنا على السير في نهج النضال السلمي وأن دعاياتهم وأراجيفهم إنما هي الفتنة والخراب وليس هبتكم هذه" في إشارة إلى الحملة التحريضية التي قام بها الحزب الحاكم في ذمار للتحذير من حضور مهرجان المشترك، مضيفاً "هاهي الجموع المسالمة تقول لا للفساد.. لا للفتنة.. لا للحكم الفردي".
وأشار عباد إلى أن ما قامت به السلطة لمنع الناس من المشاركة ورغم ما مارسوه من بث الخوف والرعب والترويج للخراب والدمار فإن هذا الحشد يدل على قناعة الشعب باللقاء المشترك ممثلاُ لقناعاته ومدافعاً عن حقوقه، مؤكداً العزم على السير نحو الإصلاح الشامل.
وحذر السلطة من استمرار المكابرة والعناد، مشيراُ أن أوضاعنا لا تتحمل مزيداً من الظلم والجوع والجهل.
وكان سكرتير الحزب الاشتراكي بمحافظة ذمار محمد القاضي قد ألقى كلمة مشترك ذمار حيا فيها الجموع المحتشدة التي لم تثنيها أسليب الهوس السلطوي عن الحضور، وإيصال رسالتها إلى النظام الذي قال أن عليه أن يتغير أو يرحل.
ولفت القاضي إلى النجاح الكبير الذي حضيت به مهرجانات المشترك في المديريات، وأنها خرجت تقول لصناع القرار في البلاد أن وقت التغيير قد حان، وأن الثورة التونسية وأختها في مصر العروبة قد الهمت هذه الجموع طريق التغيير السلمي بعيداً عن العنف والخراب الذي يمارسه بلاطة السلطة.
يذكر أن السلطة في محافظة ذمار قد قامت خلال الأيام الماضية بحملة تحريضية ضد المشترك وفعالياته، تصدرها وزير الشباب والرياضة حمود عباد ووكيل محافظة ذمار عبد الكريم ذعفان وقيادات المؤتمر والسلطة المحلية، وحذرت طلاب المدارس والجامعات والموظفين من المشاركة في المهرجان، كما وزعت البيانات والفتاوى التي تحرم التظاهرات السلمية، وروجت للإشاعات التي هدفت من وراءها إلى العنف والخراب.
كما قامت ناقلات بنقل عمال الحراج للعمل في مشروع رصف بعض شوارع ذمار حتى لا تتاح لهم الفرصة في المشاركة بالمهرجان، بينما أجلت بعض كليات الجامعة امتحانات كانت مقررة أمس الأربعاء إلى اليوم لمنع الطلاب من المشاركة.