قتل مدنيان اثنان مساء اليوم الأحد في اشتباكات بين مسلحين متمركزين في أحد أحياء مدينة عدنجنوب اليمن وقوات الشرطة، بينما قال شهود إن متشددين رفعوا رايات تنظيم القاعدة في أحدى مناطق المدينة قبل يومين. وقالت مصادر طبية إسعافية ل«المصدر أونلاين» إن مدنيان، فتاة ورجل، قتلا خلال الاشتباكات التي اندلعت مساء اليوم في منطقة المعلا. وأضافت المصادر ان الفتاة مجهولة الهوية وتبلغ من العمر 17 عاماً، والقتيل الآخر يدعى «سامح اليزيدي» ويبلغ 23 عاماً، وان جثامينهما نقلتا إلى مستشفى الجمهورية، بينما جرح اثنان «أسعد عبده عوض (20 عاماً) وناصر اللحجي (75 عاماً)» ونقلا إلى مستشفى النقيب لتلقي العلاج. وقالت مصادر محلية متطابقة إن قوات الشرطة تراجعت بعد الاشتباكات التي استخدم فيها المسلحون أسلحة متوسطة وثقيلة، وقالوا إن المسلحين يمتلكون قاذفات «آر بي جي». وذكر شهود ان رايات تنظيم القاعدة رفعت قبل يومين في حي «القلوعة» بالمعلا، واندلعت حينها اشتباكات مع قطع المسلحين للشوارع الفرعية للمنطقة، حيث أصيب خلالها جنديان بجروح أمس السبت فيما استولى المسلحون على عدد من المركبات العامة والخاصة.
وقالت وزارة الداخلية إن حملة أمنية مكونة من 4 عربات أمن مركزي و4 أطقم تابعة لسرية الطوارئ بأمن محافظة عدن اقتحمت أمس ما أسمته ب«وكر لعناصر خارجة عن القانون وما يسمى بأنصار الشريعة» تتحصن بالشارع الرئيسي بالمعلا.
وأضافت الوزارة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني إن انتشار المسلحين جاء بعد اعتقال قيادي وناشط من «العناصر الإرهابية اسمه ماهر الصومالي» من قبل الأجهزة الأمنية، مشيرة إلى أن عملية المداهمة «تمت بنجاح وحققت أهدافها دون وقوع أي خسائر بشرية تذكر»، عدا عن إصابة جنديين بجروح طفيفة. وأبدى سكان محليون في المعلا انزعاجهم من استمرار إغلاق الشارع الرئيسي في منطقة المعلا، ما يزال مغلقاً منذ عام، وانتشار المسلحين في المديرية. وقال شهود عيان في المنطقة إن مسلحين يتحصّنون منذ أيام في أحد المخازن التابعة للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في المديرية بالقرب من ميناء المعلا، وانهم شوهدوا بعد عصر اليوم يحملون أسلحة متنوعة بما فيها قاذفات «آر بي جي». وأضافت المصادر ان المسلحين استهدفوا في المساء عدداً من منازل المواطنين بالرصاص بينها منزل فضل علي عبدالله رئيس لجنة الحوار الوطني بعدن دون وقوع إصابات. وأضاف الشهود ان مجاميع قدمت الى المديرية من عدد من المحافظات بصورة مفاجئة خلال الايام الماضية، وتمركزوا في «الهناجر» التي تم البسط عليها من قبل مسلحين وتقع بالقرب مصنع الطلاء في المديرية، مشيرين إلى ان قرابة 30 مسلحاً ملثمين يتمركزون في المخزن (الهنجر) ويحملون أسلحة مختلفة، وتأتي سيارات خاصة لتقديم أغذية لهم كل يوم. وتقول مصادر أمنية إن من بين المسلحين مطلوبين على خلفية «قضايا إرهابية» وجنائية حدثت خلال العام الماضي والأشهر الماضية ويجري تعقبهم من قبل الشرطة ضمن الخطة الأمنية التي أعلنتها السلطة المحلية الأسبوع الماضي. وأصبحت مديرية المعلا إحدى محافظة عدن تشهد انفلاتاً أمنياً مع تزايد انتشار أسلحة واتهامات لنافذين في النظام السابق بتوزيع الأسلحة، بينما تحاول إدارة الأمن إعادة الاستقرار إلى المحافظ. وكشف مدير أمن عدن الجديد اللواء صادق حيد قبل أيام عن اختفاء شحنتي أسلحة قدمتها وزارة الدفاع إلى إدارة الأمن قبل أشهر يرى الكثير من المتابعين أنها سلمت لمسلحين بهدف إقلاق الأمن والسكينة في المحافظة وإحباط مساعي التغيير.
