أضحت ذكرى ميلاد النبي محمد واحدة من أكثر مناسبات الاستقطاب السياسي بين الجماعات السياسية ذات المرجعية الدينية هذا العام. ويوافق ميلاد نبي الإسلام اليوم الخميس وفقاً للتقويم الهجري القائم على نظام الأشهر القمرية.
ومن المقرر أن تنظم جماعة الحوثيين احتفالات واسعة في العاصمة صنعاء وصعدة ومحافظات أخرى، تحظى الجماعة فيها بشعبية.
ودعت جماعة الحوثيين التي تسمِّي نفسها «أنصار الله» إلى الاحتفال الذي ستنظّمه في منطقة «حزيز» جنوب العاصمة صنعاء، اليوم الخميس.
وقال بلاغ للجنة الاحتفال الإعلامية إن من المتوقّع أن يلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً يتضمّن مفاجآت «في طرح الرؤى السياسية وخاصة فيما يتعلق بواقع ومستقبل الثورة الشعبية وآفاق الشراكة السياسية ومستقبل الحوار الوطني».
وأضاف «من المتوقّع أن يعلن السيد عبد الملك الحوثي في خطابه السياسي بالمناسبة عن أهم مواقف أنصار الله من الأحداث السياسية الراهنة وسُبل الخروج باليمن إلى بر الأمان وخلق الانسجام والتفاعل الإيجابي من كافة الأطراف في حماية سيادة أمن اليمن والحفاظ على أمنه واستقراره».
وهي المرة الأولى التي تحتفل الجماعة بهذه المناسبة في العاصمة صنعاء بعد قرابة عام من الإطاحة بنظام الرئيس علي عبد الله صالح.
وأطلق أنصار الحوثيين الألعاب النارية مساء أمس الأربعاء ابتهاجاً بالمناسبة في مناطق مختلفة بعد أيام من الترويج الإعلامي الكثيف لها عبر نشر مزيد من الشعارات المكتوية على يافطات غطّت واجهات المحلات والشوارع، مشيدة بالمولد النبوي.
وفي منطقة «حرف سفيان» المجاورة لصعدة، التي يسيطر عليها الحوثيون، قال مصدر محلي ل «المصدر أونلاين» إن موكباً مؤلفاً من عشرات السيارات التي تقل أنصار الحوثي قدم من قرى مختلفة مساء أمس إلى مركز المديرية وأطلق الألعاب النارية في الهواء.
وأغلق الحوثيون في صعدة ثلاثة منافذ حدودية مع المملكة العربية السعودية في إطار إجراءاتهم الأمنية التي تسبق الاحتفال.
دأبت الجماعة المسلّحة التي تبسط نفوذها على محافظة صعدة ومناطق مجاورة على الاحتفال بالمولد النبوي خلال بضعة أعوام سبقت في مدينة صعدة.
ويرى مهتمون بشأن الجماعة الحوثية أن احتفالها بميلاد النّبي على نطاق واسع يهدف في جانب منه إلى إظهار تمايزها عن الجماعات السلفية التي تعتنق الفكر الوهابي وترى في الاحتفال بهذه المناسبة ابتداعاً محرماً.
وتسود علاقة عداء مستحكمة بين الحوثيين الذين يعتنقون المذهب الزيدي مع نزوع إلى التشيّع وبين الجماعات السلفية، انتقل هذا العداء ليطبع العلاقة بين الحوثيين وحزب الإصلاح في السنتين الأخيرتين.