تجديد الخيواني تأكيده الصريح بإنتمائه "للسلالة" كهوية أصولية عرقية أساسية تعرضت للطمس والظلم وأنها تتمسك اليوم بالسلاح كخيار مصيري لاستعادة حقها وتعويضها عن المظالم التي تعرضت لها ، يكشف عن تزايد حالة الخصومة لليمنيين وعن كمّية روح الانتقام من اليمن. يقدم الخيواني سلاح جماعة الحوثي باعتباره وسيلة إنجاز وحيدة للتصور الحوثي لرد اليمن إلى قاعدة لملك السلالة التي لا هوية لها سوى الإيمان بأحقية امتلاك التحكم بأقدر اليمنيين وحرياتهم والاستئثار بالثروة والموارد العامة.
يتحدث الخيواني عن "مظلمة الزيدية" بطريقة تريد القول بأن جماعة الحوثي حركة تحاول إحياء الزيدية وإعادة الاعتبار لها ! يكشف ودون وعي منه إستراتيجية الحوثي القائمة على استخدام الطائفية كأداة للحكم.
يدرك الحوثي أن مصلحته الجوهرية لن تتحقق إلا في حال خلق انقسامات طائفية.
لا أتكلم هنا عن أن الحوثي حركة طائفية في إطار التنوع المذهبي ، وإنما يمارس سلوك طائفي بهدف تحقيق مصلحته كحركة تؤمن بالتميّز الطبقي عن المجتمع اليمني.
الطائفية كما يشير المفكر ياسين الحاج صالح ليست مسألة "طوائف" روابط وتمايزات دينية ومذهبية موروثة ، بل مسألة سلطة عمومية ،تركيبها ونوعية أولوياتها ونمط ممارساتها ،وما قد تتيحه من مواقع تفاضلية حيال الموارد والخدمات العامة.
الممارسة الحوثية التي يفصح عنها الخيواني تكشف إستراتيجية أسرة الحوثي في تحويل الزيدية كمطية لترتيب وضعها في النفوذ والسلطة والهيبة والثروة ، وليس مسألة في سياق مذهبي أو ديني.
تظهر الزيدية هنا كما لو أنها مترس يحاول الحوثي استخدامه للوصول للسلطة والتزعّم والنفوذ والثروة.
بهذا المنهج ، يعزل الحوثي نفسه أكثر ويعزز من خصومته لليمن ولفكرة الجمهورية كونها اساساً مبنياً على سيادة كل الناس وتساوي جميعهم في صنع القوانين والسياسات والمصير المشترك.
فكرة الجمهورية بإعطائها السيادة لكل الجمهور وليس لسلالة او جماعة أو حزب أو فئة معينة ،تمثل مرجعية وإطاراً أساسياً متماسكاً وصلباً وعادلاً ، وتعد محركاً وحافزاً لمواجهة أي محاولة لاحتكار الثروة والسلطة من قبل فئة أو سلالة معينة.
النزعة الفاشية وحالة العداء لليمن التي عبّر عنها الخيواني تجسد حقيقة أن النزعة الحوثية التسلطية غير قادرة على مقاومة اليمن أو فرض نفسها عليه.