تتواصل المظاهرات المؤيدة لجماعة الحوثيين المسلحة، وأخرى مناهضة له في العاصمة صنعاء، ومدن عدة، بالتزامن مع مفاوضات مستمرة بين السلطة وقيادة الجماعة. واحتشد مئات الآلاف من المؤيدين للاصطفاف الوطني، والرافضين لتحركات الحوثيين المسلحة في العاصمة ومداخلها، بينما واصل مناصرو الجماعة في الاحتشاد في شارع المطار شمال صنعاء.
وامتدت المظاهرات المناهضة للحوثيين والمؤيدة للاصطفاف الوطني خلف الرئيس عبدربه منصور هادي، من العاصمة صنعاء، إلى مدن عدة في البلاد، في جمعة اسمتها «'اصطفاف لأجل السلام»، تأكيداً للرفض الشعبي للحروب، واستنكاراً لقطع الطرقات وحصار المدن والاعتداءات على المؤسسات العامة والخاصة، وإعلان تمسك اليمنيين بالسلم ورغبتهم في الأمن والاستقرار.
وحث الخطباء على تعزيز روح الأخوة، والوحدة، والاصطفاف، والتعاون على التقوى، وإصلاح ذات البين.
وأشاروا إلى خطورة الاعتداء على المؤسسات أو المنشئات العامة والخاصة «لما تسببه من استدعاء للاحتكاك وإراقة دماء يمنية مسلمة طاهرة ما كان ينبغي أن تزهق أرواحها، فالوطن في أمس الحاجة إلى رجاله الصادقين من مختلف التيارات والتوجهات، والذين يعول عليهم بنائه وتنميته وحمايته».
إلى واصل أنصار جماعة الحوثيين، مظاهراتهم في العاصمة صنعاء، ومخيماتها المسلحة في مداخل المدينة، وأحيوا جمعة في شارع المطار، وشيعوا قتلى لهم سقطوا في مصادمات مع القوات الحكومية.
سياسياً، ما تزال المفاوضات مستمرة بين السلطة وقيادة جماعة الحوثيين، التي قد تسهم في إنهاء الأزمة المتصاعدة وحالة التوجس التي يعيشها اليمنيون من اندلاع موجة من العنف في البلاد.
ونقل مراسل تلفزيون الجزيرة في اليمن، من مصادر قالت إنه من المتوقع الإعلان خلال الساعات القادمة عن اتفاق نهائي بين السلطات اليمنية والحوثيين يشمل تشكيل حكومة جديدة, وخفض أسعار المشتقات النفطية, ورفع الاعتصامات من صنعاء.
وأضافت المصادر، ان المفاوضات تسير «بشكل جيد», وأنها وصلت إلى مراحلها النهائية، وقد باتت نقاط الاختلاف ضئيلة وفقا للمصادر نفسها، كما يتوقع أن يعلن عن الاتفاق رسميا بحضور كل القوى السياسية وممثلي المجتمع الدولي، حسب تعبيرها.
وينص الاتفاق المحتمل على تشكيل حكومة جديدة تحل محل الحكومة الحالية التي يرأسها محمد سالم باسندوة, والتراجع عن مجمل الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود, وإنهاء اعتصامات الحوثيين داخل صنعاء وفي محيطها.
لكن المراسل، قال ان المفاوضات لا تزال تشهد صعوبات في ضوء اشتراط جماعة الحوثي رفع اعتصاماتها بصنعاء على مرحلتين، «حيث يُرفع الاعتصام داخل المدينة أولا, وتُرفع الاعتصامات في مداخلها بعد تشكيل الحكومة وموافقة الجماعة عليها».
وتابع «الرئيس عبد ربه منصور هادي اشترط أن يوقع عبد الملك الحوثي بنفسه على نص الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه, مضيفا أن هادي سيجتمع في وقت لاحق اليوم بمساعديه لاتخاذ قرار بشأن الاتفاق المحتمل».