إذا كان للحرب ضحايا فلتكن أنت اليمني ضحية شرف لا ضحية خسة ، اقتلني لأنني أيدت العاصفة ، لا بأس ، هذا قانون قوتك ، لكن أن تقوم بنقلي مئات الكيلو مترات وتحتجزني في مكان تعرف جيداً أنه هدف للقصف ، لا لشيء تفعل ذلك ، فقط لتستمتع بمنظري وأنا أقتل على يد الطائرات كما أنت ، فهذا قمة الانحطاط في القيم البشرية وعلامات حية لدنائة لا حدود لها . .. لقد غدا القتل وجباتٍ ثلاث ، يومياً ، وهذا منجز مليشيا السيد وعصابة الرئيس المحروق فؤاده كمداً على سلطة زالت . على أن هذا الأمر هو في الحقيقة نتيجة طبيعية للاستخدام اللاشرعي للقوة المفرطة بمعزل عن الإنسانية التي ما عرفها الحوثي يوماً قط . لقد أصابتنا اللعنة ، والحوثي لعنتنا الكبرى ، ولا إشارات في الأفق تنبئ بانفراجة حقيقية يمكن التعويل عليها بنهاية مستدامة لكابوس القتل الذي يطل علينا كل يوم، فلازال منطق القوة الغالبة يتبختر في الأرض ، ولا مناص من إعادة التوازن بين أطراف اللعبة اليمنية ، ولكل شيء ثمن ، وثمننا دفعناه ويبدوا أن فاتورتنا لم تصدر بعد كاملة ، غير أن الثمن الذي ينبغى للطرف الآخر دفعه كنتيجة حتمية لنهاية زمن القوة الغاشمة سيكون غالياً ومكلفاً وقد يمتد لأجيال . حتى الأجيال القادمة ستصيبها هذه اللعنة . وكانت الحرب لدى الحوثي مجرد لعبه ، وها هي قد غدت حقيقة واقعة يتألم بها ، ولا مناص من الانكسار ، ولو بعد حين .
أنت يا ( سيدي ) الحوثي مجرد نكره أمام السلام ، لن تقوى على خوض غمار انتخابات حرة واحدة ، ولن يدوم ألقك في قادم الأيام . ستحييك السياسة بضع حين ، ثم تحيلك إلى ما تستحقه .. الهامش . المجد للشهداء ، المجد للرجوي ، الحرية للمختطفين ، الحرية للأحرار.