حذر الشيخ مبخوت بن عبود الشريف رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة مأرب من وقوف الدولة موقف المتفرج في الخلاف الدائر بين قبيلتي عبيدة بمحافظة مأرب وبلحارث التابعة لمحافظة شبوة (شرق اليمن). وتحشد القبيلتين آلاف المسلحين استعداداً لبدء مواجهات في حال انقضت مدة الهدنة التي تمكنت لجنة الوساطة من تمديدها أمس الأثنين لمدة ثلاثة أيام إضافية. وفشلت لجنة الوساطة في التوصل إلى حل نهائي لإيقاف التوتر القائم على خلفية اشتباكات مسلحة وقعت بين الجانبين الأسبوع الفائت وأدت إلى مقتل 8 أشخاص من قبيلة بلحارث وإصابة 8 من قبيلة عبيدة وذلك إثر خلاف حول أحقية امتلاك منطقة نفطية. وقال الشيخ الشريف في تصريح صحافي اليوم الثلاثاء "في حال تفاقمت المشكلة إلى حرب مستعرة بين الطرفين فإن الدولة تتحمل المسئولية". واشار إلى إن "القبيلتين تمتلكان أسلحة ثقيلة ومتطورة وأن مسرح العمليات سيكون حقول النفط في صافر وجنة وبين محافظتين كانتا قبل الوحدة شطريتين مما يهدد الاقتصاد الوطني والوحدة المباركة". وتوقع رئيس حزب الإصلاح الشيخ مبخوت الشريف أن تقوم قبيلة بلحارث بمنع ضخ النفط من جنة إلى مأرب في حال تطورت الأحداث بين الجانبين، وأن تقوم عبيدة بمنع ضخ الغاز من مأرب إلى شبوة". وعبر عن خشيته لتحول الصراع من صراع حدود إلى صراع ثروات، وأبدى استغرابه واستنكاره لما تقوم به أطراف في السلطة من الوقوف مع هذا الطرف أو ذاك. وإذ أكد الشريف بأن ما حصل بين قبيلتي عبيدة وبلحارث أمر في غاية الخطورة، دعا القبيلتين إلى تقوى الله عز وجل وعدم الاستسهال في إراقة الدماء". كما دعا أعضاء حزبه وكل الخيرين في القبيلتين والقبائل المجاورة إلى سرعة الإسهام في حل المشكلة الخطيرة. حد وصفه. يشار إلى إن لجنة للوساطة مكونة من عدة مشائخ في مأربوشبوة (شرق اليمن) على رأسها الشيخ علوي الباشا بن زبع والشيخ الزايدي والشيخ بن خالد كانت قد توصلت الخميس الفائت إلى إتفاق للهدنة بين قبيلتي عبيدة وبلحارث انتهت أمس الاثنين دون أن تتوصل لحل للقضية. لكن اللجنة تمكنت من الإتفاق مع الطرفين على هدنة جديدة لمدة ثلاثة أيام إضافية من المقرر أن تنتهي الخميس المقبل. ويخشى مراقبون من انتهاء مدة الهدنة دون التوصل لحل ما يعني أن حرب أهلية قد تندلع في ظل استعدادات لحشد مسلحيها تجريها القبيلتين. وكان الشيخ علوي الباشا بن زبع أحد كبار المشائخ الذين يقومون بمهمة الوساطة قد قال ل"المصدر أونلاين" في حديث سابق "إن الوساطة أجرت تفاهمات مع عبيدة مطلع الأسبوع، بينما بدأت تفاهماتها يومي الأحد والاثنين مع قبيلة بلحارث". وإذ أشار بن زبع إلى وجود تقدم في جهود اللجنة على أمل أن يكتب لها النجاح، فقد أكد إن هناك بعض التعقيدات من قبل الطرفين تقف عقبة أمام التوصل لحل حتى الآن. وأضاف "كوسيط أنت بحاجة إلى أن تستمر حتى تنجز ما جئت من أجله وتنهي المشكلة أو تثبت للرأي العام على الأقل أن هناك طرف أو أطراف تريد أن تنتحر غصباً عنك، وعندها تكون قد أديت واجبك وعلى الأخر أن يتحمل مسؤولية تعنته في معالجة مشكلته". يشار إلى إن موضع الخلاف بين قبيلتي عبيدة وبلحارث تعد منطقة نفطية وتقع بين حقلي النصر وجنة النفطيين، الأمر الذي يخُشى معه من تعرض منشآت حساسة لمخاطر القصف المتبادل بين الجانبين إذا ما أندلعت مواجهات جديدة، خصوصاً مع حشد القبيلتين لمئات الأطقم المسلحة استعداداً للمواجهة في حال انسحبت لجنة الوساطة دون حلول.
