"إننا نحكم من خلال الإرهاب " هذه الكلمات جاءت على لسان قائد قوات الحرس محسن رضائي في خطاب ألقاه أمام المؤتمر الوطني للطلاب نشرته صحيفة كيهان بتاريخ 3/11/1985م . وبهذه الكلمات لخص رضائي منهجية حكم الدولة اٌلإيرانية تجاه شعبها المظلوم, حيث نشطت الثورة الخمينية في بناء السجون وغرف التعذيب التي ارتفع عددها من (52 سجناًً ) زمن الشاه إلى (700 سجناً وغرفة تعذيب) في زمن ولاية الفقيه, حتى وصل الحال إلى قتل النساء الحوامل , والأطفال في أحضان أمهاتهم , كما بلغ عدد الذين تم اغتيالهم منذ قيام الثورة المشؤومة عام 1979م وحتى عام 1988م أكثر من خمسين ألفاً. وقد وثق هذه الجرائم عدد من الكتاب والمؤلفين من أمثال عبد المنعم الغزال الجبيلي صاحب "كتاب شهادات واقعية من داخل إيران ", و"الدكتور الشيعي موسى الموسوي, مؤلف كتاب "الثورة البائسة و الدكتور أحمد الشاذلي مؤلف كتاب "الاغتيالات السياسية في إيران " . وقد توالت ردود الأفعال منذ وقت مبكر على ما قامت به إيران من جرائم إبادة بحق الشعب الإيراني و جرت احتجاجات شديدة داخل إيران وخارجها منها استقالة آية الله حسين على منتظري- الذي كان وقتها قائم مقام المرشد - من منصبه وقال للخميني :" جئت معك حتى شفا حفرة نار جهنم، ولكن لا ارغب الدخول معك في جهنم." وتم قبول استقالته وحوصر في بيته حتى تُوفي في ديسمبر 2009م . وبعد مرور (25 عامًا )على إعدام (30 ألف ) معتقل بأمر من خميني باشرت المعارضة الإيرانية بحملة دولية لمحاكمة نظام طهران بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعي, وقال رئيس اللجنة القضائية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية سنابرق زاهدي في حديث مع "إيلاف" إن الحملة الشاملة للإعدامات السياسية في عام 1988 تشكل أسوأ ملفات انتهاك حقوق الانسان في إيران، وذلك حين تشكلت "لجان الموت" في عموم إيران. وعلى الصعيد الخارجي أصدر البرلمان الكندي في 6/6/ 1988م مشروع قانون أدان فيه تنفيذ حكم الاعدامات الجماعية بحق ما يقارب خمسة آلاف شخص من السجناء السياسيين الايرانيين خلال العام ذاته معتبراً تلك الاعدامات الجماعية "جريمة ضد الإنسانية", وأعلن البرلمان أن الاول من سبتمبر/أيلول من كل عام سيكون يوماً تضامنياً مع السجناء السياسيين في إيران. أما المقرر المعني بالإعدامات التابع للأمم المتحدة قد أكد في تقريره لعام 1989 أنه "خلال الأيام 14و15و16 أغسطس /آب لعام 1988 تم نقل جثث 860 شخصًا من (سجن) ايفين إلي مقبرة بهشت زهراء ممن أعدمهم نظام طهران . وفي السياق ذاته قامت محكمة شعبية خاصة في هولندا برصد انتهاكات النظام الإيراني بعد ثورة 1979 وما تلاها من مجازر لمعارضي النظام في ثمانينيات القرن الماضي. وأصدرت تلك المحكمة الخاصة تقريراً أشارت فيه لقتل النظام لأكثر من (20 ألف ) سجيناً سياسياً سعياً منها لتوثيق الأحداث والدفع لمحاكمة النظام رسمياً. وفي تقرير للمحكمة يذكر المحققون تفاصيل الجرائم التي ارتكبها النظام والتي تلخصت في القتل وتعذيب المساجين، والذي قاد عدداً منهم للانتحار، ومحاربة الأقليات العربية والبهائية والكردية، والسماح بالتعديات الجنسية على المساجين، إضافة إلى التعذيب النفسي لأهالي المساجين. وقد أشار الناشط علي نوري زادة من مركز الدراسات العربية الإيرانية إلى أن (ال20 ألفاً ) الذين تكلمت عنهم المحكمة الشعبية الهولندية هم الذين تم توثيقهم فقط وإلا فإن هناك عدداً كبيراً من المفقودين الذين لم يتم توثيق حالاتهم حتى اليوم . وفي 2007م أصدرت منظمة العفو الدولية عام تقريرًا تؤكد فيه أن أوامر الإعدامات بحق الآلاف من السجناء السياسيين قد صدرت من أعلى مستويات القيادة الإيرانية. هذا غيض من فيض مما ارتكبه النظام الإيراني بحق أبناء شعبه من جرائم فظيعة والتي لم نقصد بهذا المقال الا الإشارة إليها, أما روحاني وانتهاكاته الفظيعة لحقوق الإنسان والتي لا مثيل لها في العالم فلنا فيه مقال آخر . #روحاني_زعيم_اﻻعدامات