تتجاوزُ بلادُ فارس (إيران) كل ممكن لتحقيق طموحاتها النووية العسكرية وتنفيذ مؤامراتها الإستعمارية التوسعية وهيمنتها الإقليمية ، وتسلك في سبيل ذلك النهج الميكافيلي في التعاطي مع الطموح فتجعل أساليب تحقيقه غير مشروعة غالبا،ً وبالتالي استخلاص غير مشروعية الطموح، ولم يكن لأمة أو شعب على مدار التاريخ أن ينجح في تحقيق طموحاته المشروعة بأدوات وأساليب غير سليمة أو لا تتفق مع المعايير والقواعد الأخلاقية للإنسانية ولكن بلاد فارس (إيران) تفعلُ ذلك. والبرنامج النووي العسكري الفارسي الإيراني ليس مشكلة إيران الوحيدة وإنما مشكلتها أبعد من ذلك بكثير مثل نواياها الإستعمارية التوسعية ، ودعمها ومساندتها وتمويلها للإرهاب العالمي ، وفي الأعراف السياسية عندما تُفقدُ الثقة فلا يبقى بعدها شيء ، وخسارة بلاد فارس (إيران) ثقة جيرانها أكبر ما فقدته وهي تطلق التحذيرات والتهديدات وتجري المناورات، وهي خسارة مبكرة لأزمنة مقبلة قد لا تطلق فيها رصاصة واحدة وقد ترفع فيها الراية البيضاء قبل أن يبدأ الجحيم الذي تفترضه، إنها بالفعل وقائع نموذج لأزمنة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً بأن تخسر دولة كل ما لديها رغم تطوير قدراتها على مدار عشرات السنوات لحماية ذلك البرنامج ومواجهة العقوبات الأوروبية بحظر استيراد نفطها ، وتهدد إيران باستهداف الملاحة في الخليج العربي، وذلك يعني تضييقاً غير أخلاقي لحقوق الآخرين في الملاحة ومرور صادراتهم النفطية والتجارية وكذلك وارداتهم، وذلك ينطوي أيضا على أسلوب العمل برد الفعل، وهو لا يصلح في العمل السياسي، وبالتالي يمكن القول بأن إيران ورغم مرور ما يُقارب أربعة عقود على ثورتها الفارسية المشؤومة لا تزال غير ناضجة وليست راشدة في إدارة العملية السياسية رغم النجاح المبدئي في التفاوض بشأن ملفها النووي العسكري والمناورة بشأنه ، وهناك فجوة سياسية عميقة في كيفية الثقة في كل ما يمكن أن تقوم به بلاد فارس (إيران) حيث تعلم أن أي حرب واسعة أو محدودة يمكن أن تُفجِّر المنطقة، ولكن ذلك لن يعصمها كثيراً من التفكك والانهيار الداخلي الذي بات وشيكا ويُعتبر بمثابة حرب استنزاف غير مباشرة وشديدة الفعالية ستعمل على تفتيت ذلك العناد والصَّلف والغطرسة الفارسية التي تبدو في اللغة العنترية التي تخاطب بها طهران العالم وتواجه بها تحدياتها أمام المجتمع الدولي . وتُحذِّر بلاد فارس (إيران) كثيراً من أن ردها على أي هجوم عسكري عليها سيكون باستهداف إسرائيل والقواعد الأمريكية في الخليج العربي بالإضافة إلى إغلاق مضيق هرمز، وآخر تهديداتها أنَّها ستهاجم أية دولة يستخدم (الأعداء) أراضيها لمهاجمة البلاد، والواضح أنها وإن كانت تعني دول الخليج العربي، إلاَّ أنَّها لم تُدرك أنَّ تفككها وانهيارها سيأتيها من مكان آخر لم تَحسِب له حِساباً ومن داخلها، فالغليان الشعبي والسخط العام من نظام وولاية الفقيه ، وتململ القوميات غير الفارسية (العرب ، الأكراد ، البلوش ، التركمان ، الأرمن ،الأذريين ، وغيرهم ) يؤكد أن نهاية بلاد فارس (إيران) تطبخ على نار هادئة ، وأنَّ تفكك بلاد فارس (إيران) وانهيارها بات قاب قوسين أو أدنى .