الرئيس الأمريكي الراحل تيودور روزفلت الذي قاد الحلفاء للانتصار في الحرب العالمية الثانية سنة 1945 له عبارة تقول ( الشجاعة لا تعرف المستحيل ) وبفضل شجاعته تحولت الولاياتالمتحدةالأمريكية الى أكبر قوة في العالم ولاتزال وهي بحاجة إلى هذا النوع من الرجال الذي لا يعرف المستحيل حتى تستمر في قيادة العالم المتحضر الى بر الأمان. لا يختلف اثنان على أن الفترة المظلمة من تاريخ أمريكا هي التي حكم فيها أسوأ رئيس أمريكي وهو الرئيس السابق أوباما فقد قلت الزمام وكما يقول المثل ( اذا نامت الروس قامت العصائص ) وفي غياب الدور الأمريكي المؤثر في المنطقة تحول العالم الى غابة وانهارت دول وتصدر المشهد السياسي دول وأنظمة دكتاتورية مثل النظام الروسي والإيراني والسوري ناهيك عن كوريا الشمالية والتنظيمات الإرهابية. بعد الليل الطويل يبزغ الفجر ويبدأ يوم جديد وقد بدأ عهد الرئيس الأمريكي ترامب الذي يركز اهتمامه على استعادة قوة وهيبة أمريكا التي مرغها أوباما في التراب. ان الخطوط العريضة لسياسة ترامب الخارجية التي بدأت تتضح ملامحها بعد انقضاء تقريبا ثلاثة شهور على استلامه مقاليد السلطة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بتاريخ 20 يناير الماضي وهي فترة قصيرة ولكن توجه الإدارة الأمريكية بدأ يتحدد وبدأت تتضح الأهداف التي يسعي الرئيس الأمريكي ترامب الى تحقيقها. ان الحرب علي الإرهاب تاتي في مقدمة الأهداف والمقصود هنا تنظيم كلاب النار داعش فقد بدأت هذه المرحلة بالبدء في تحرير محافظة الموصل وقد كانت على وشك أن تحسم لولا استهداف مئات المدنيين الابرياء في الموصل بالخطأ فبدأت العملية تسير ببطء ولكنها وفق الخطة المرسومة وتدور معارك ضارية بين قوات مكافحة الإرهاب العراقية بإسناد من طيران التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية وقريبا جدا سوف يتم تطهير الموصل من تنظيم داعش الدموي وتجري الاستعدادات لتوفير مناطق آمنة لأهالي الموصل النازحين. اما في الجانب السوري فقد تم الاستيلاء على مطار الطبقة وتحويله الى قاعدة أمريكية تمهيدا لتحرير محافظة الرقة المقر الرسمي لتنظيم داعش وتدعم قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية قوات سوريا الديمقراطية وهو فصيل كردي لتحرير مدينة الرقة وطرد كلاب النار داعش منها والعملية تسير بنجاح وفق المخطط المرسوم لها . اما الهدف الذي تسعي الإدارة الأمريكية لتحقيقه فهو طرد الميليشيات الشيعية التي يقودها الحرس الثوري الإيراني بما فيها حزب الله اللبناني من سوريا والعراق ووقف التمدد الإيراني في المنطقة وتحجيم الخطر الإيراني الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة وقد أعلنت الإدارة الأمريكية أن النظام الإيراني هو الراعي الرسمي للإرهاب في المنطقة ولابد من القضاء عليه وهي تسعى الى دعم المعارضة الإيرانية فقد زار قبل أيام السيناتور ماكين وهو زعيم الاكثرية في مجلس الشيوخ الأمريكي مريم رجوي زعيمة مجاهدي خلق في معسكرهم في ألبانيا للتنسيق مع المعارضة الإيرانية وكذلك مع الأقليات القومية في إيران مثل الاحوازيين والإكراد والبلوش والاذريين وغيرهم التوحيد المواقف ضد النظام الإيراني الدموي . اما الهدف الذي بدأ يتضح في الآونة الأخيرة فهو التصدي للنظام الديكتاتوري في كوريا الشمالية وقد حركت الولاياتالأمريكية ثلاث حاملات طائرات للمنطقة المحاذية لكوريا الشمالية علاوة على وجود قاعدة أمريكية في كوريا الجنوبية يتواجد بها ما يقارب 40 الف جندي أمريكي وقد طلب الرئيس ترامب من الصين المشاركة في القضاء على النظام المارق في كوريا الشمالية وفي حال رفضها سوف تتصرف الإدارة الأمريكية منفردة وتكمن خطورة كوريا الشمالية في امتلاكها سلاح نووي ولكن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعرف كيف تتعامل مع الصواريخ الباليستية الكورية بمنظومة دفاع جوي متطورة وهي الباتريوت والاكيد أن هذه الصواريخ لا يمكن أن تصل الأراضي الأمريكية ولكنها تصل الى حليف الحكومة الأمريكيةكوريا الجنوبية وهي التي ممكن أن تتعرض لخطر السلاح النووي الكوري الشمالي. ان الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف لن تقدم علي خوض حرب ضد كوريا الشمالية إلا بعد أن تحشد القوة الكافية فهي تقود حلف الناتو الذي تشارك فيه دول كبري مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا ونعتقد أن الرئيس ترامب يملك الجرأة والشجاعة في خوض الحرب ضد كوريا الشمالية فهو صاحب قرار وما تملكه كوريا الشمالية من أسلحة نووية هي ليست اكثر من العاب نارية بالنسبة لقوة أمريكا وهذه الصواريخ لا تختلف عن الصواريخ التي كان يمتلكها المقبور صدام وكذلك النظام الإيراني فكلها عبارة عن صواريخ سكود روسية مطورة تفتقد للتكنولوجيا المتطورة التي تملكها أمريكا حيث تستطيع أن تدمر نظام الاتصالات وتشوش على الصواريخ الكورية والإيرانية فلا تصيب أهدافها. ان ما يحدث في العالم من حروب وتحركات عسكرية للجيش الأمريكي فقد هبطت بالأمس طائرة شحن أمريكية في مطار رياق في البقاع اللبنانية تمهيدا لتحويله لقاعدة أمريكية فهناك خطة أمريكية لتطويق سوريا والأطاحة بنظام الجزار بشار وتخليص لبنان من حزب الله والقضاء على التنظيمات الإرهابية والراعي الرسمي لها نظام الولي الفقيه وبالتأكيد منع روسيا من احتلال سوريا والتصرف بها كما تشاء فقد مضى زمن التخاذل والتردد وهناك رئيس أمريكي هو دونالد ترامب ويبدو أن حسابات محور الشر بما فيهم كوريا الشمالية لديها حسابات خاطئة عن إمكانيات وقوة الولاياتالمتحدةالأمريكية بقيادة ترامب فهو لا يتحرك لوحده ولكن هناك تحالف عالمي يقف معه سواء حلف الناتو أو التحالف الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح وسوف ينتصر محور السلام والحرية والإنسانية على محور الشر والإرهاب الذي راح ضحيته الملايين من المدنيين الابرياء وتشرد أيضا الملايين من دولهم مثل الشعب السوري والعراقي واليمني ولابد لهذا الظلم أن ينتهي ولهذا الليل أن ينجلي وتشرق الشمس من جديد.