عن إعلان"الزبيدي"التاريخي : يونس العرومي . - كان مؤتمر حضرموت الجامع نابعاً وبقوة من إرادة حقيقية ووعي استراتيجي لما يريده أبناء حضرموت لحضرموت المستقبل، وعلى العكس من ذلك، كان إعلان الحراكيين في عدن استجابة وردة فعل لقرار عزل عيدروس الزبيدي من السلطة، وهو ما يمكن اعتباره مجرد مناورة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب ليس للقضية ولكن للشخوص، وهو الأمر الذي سيضر كثيراً بالقضية الجنوبية. إن هذا الأمر قد تمثل في السطور الأولى للبيان، فيما أسماه البيان مؤامرة 27 أبريل 2017م، " والذي أوضح بجلاء أن هذا الحشد يأتي دفاعاً عن أشخاص لا عن قضية، عن سلطة لا عن مبدأ، عن نفوذ لا عن مظلومين. - إنه لمن المضحك أن تغدو قرارات رئيس الجمهورية مؤامرة، فقط لأنها أزاحت عيدروس وآخرين ، رغم أنها استبدلتهم بأشخاص من عمق الحراك الجنوبي نفسه، ومن الجنوب ذاته، المفلحي المحافظ الجديد ينتمي لنفس المنطقة الجغرافية التي جاء منها الزبيدي، لكنه الدفاع عن الأشخاص والسلطة والنفوذ باسم القضية، ولنسأل أنفسنا لماذا لم نشهد تحركاً واحداً خلال فترة سلطة الزبيدي ورأينا بياناً انفعالياً وحشداً لمجرد سلطة زائلة. - الإعلان ، والحشد، لم يكن معبراً عن كل أبناء الجنوب، كما ورد في إعلان الحراكيين التاريخي، فلم تحضر حضرموت ولا كل فصائل الحراك، ولا يمكن ادعاء التمثيل المطلق للبلد من خلال حشد جماهيري في ساحة. - أعلنت حضرموت في مؤتمر جامع لكافة أبنائها عن خيارها، وقالت بصوت واضح نعم لإقليم حضرموت ، لا لإقليم واحد مع بقية الجنوب. - في ضوء ما جاء في إعلان الحراكيين اليوم في عدن يمكن اعتبار هذا الإعلان بمثابة إعلان حرب ضد حضرموت، ولا تشفع 23 كلمة مادحة في مؤتمر حضرموت لتعمينا عن فهم كل السطور وما بين السطور الواردة في هذا البيان النزق. كما هو إعلان حرب ضد الشرعية، واعتراف بتدشين مرحلة جديدة من التمرد. - إن محاولة فرض استقلال مع ضم حضرموت أو فرض خيار الإقليمين بالقوة والترهيب هو خيار فاشل لن ينجح بأي حال، فحق تقرير المصير لا يقتصر على شعب معين، ولحضرموت التاريخ والمساحة والأرض والإنسان والثروة الحق في تقرير مصيرها بما يراه أبناؤها فقط. - إن التمرد على القرارات الشرعية ومحاولة الطعن في سلطتها وتوجيه السلاح ضد سلطة الرئيس الشرعي عبدربه هي أفعال من شئنها أن تضع أصحابها في خانة واحدة مع المتمردين الحوثيين في شمال البلد. - لا يقتصر العنف على استخدام السلاح وحسب. إن استخدام الكلمات والتصريحات التي يمكن أن تؤدي إلى ما يؤديه السلاح من إراقة للدماء وتحريض على العنف هي عنف وإرهاب. - كان على الزبيدي أن يعترف بفشله الكبير في خدمة أبناء عدن في مجال الخدمات بدلاً من رمي التهم كلها على أشباح، أو على الأقل يعترف بنصف المسئولية أو بجزء منها، المسئول الذي يختلق أعذاراً لتقصيره هو الأكثر فشلاً وعجزاً. - انتهى البيان بإعادة عيدروس للسلطة "برئاسته"، هكذا صدقوا أو لا تصدقوا.. "برئاسته" من دون أي جدال أو نقاش، وفي أقل من نصف ساعة. - البيان انفعالي، مرتبك، غير حصيف ولا متزن، جمعوا عشرة ألف شخص في ساحة وأصدروا بياناً يقولون أنه يحمل قوة قانونية ملزمة للجميع. كيف سيقود هؤلاء الناس دولة؟!.