قال أبو العلاء المعري : إذا لم تقم بالعدل فينا حكومة فنحن على تغييرها قدراء يقول المثل (أهل مكة أدري بشعابها) ويقصد فيه أن أهل البلد هم الأدرى بشؤون بلدهم وإدارة أمورهم وأقدر على وضع دستور ينظم حياتهم من الغرباء أو المحتلين كما هو حاصل في سوريا فقد يكون مفهوم أو مقبول أن تشارك الجيوش الروسية والإيرانية في الحرب السورية دفاعا عن نظام الجزار بشار ولكنه ليس مفهوما أو مقبولا أن يضع وثيقة الدستور التي سوف تنظم العلاقة بين الشعب والنظام الحاكم هي الدول المحتلة والأجدر أن يناقشها ويقرها خبراء من أهل سوريا يمثلون النظام والمعارضة ولكنهم على دراية بمصالح وشؤون الشعب السوري بكل شرائحه وأطيافه حتى يكون معبرا عنهم. مؤتمر جنيف 6 يراوح مكانه ومصيره الفشل بسبب وثيقة الدستور التي فاجأ بها المبعوث الأممي ديمستورا وفدا النظام السوري ووفد المعارضة السورية فهي حتى لم تلق قبولا من وفد النظام السوري الذي هو مجرد دمية وأداة بيد النظام الروسي والإيراني ويتلقى التعليمات منهم فما بالك بوفد المعارضة السورية الممثل الحقيقي للشعب السوري . بعض فصائل الجيش الحر علقت مشاركتها بمفاوضات جنيف نظرا لاعتراضها على مواد الدستور وقد كان ردهم هو أن الشعب السوري لا يريد مناقشة دساتير تكتب في طهرانوموسكو وكأن سوريا هي محافظة إيرانية أو ولاية روسية وهو بلا شك سيكون حجر عثرة في طريق المفاوضات التي هي في واقع الأمر مضيعة للوقت فهي بين أطراف غير متكافئة فنجد أن نظام الجزار بشار يريد أن يأخذ كل شيء ويرمي بالفتات للشعب السوري الذي لا حول له ولا قوة . هناك قضية جوهرية ينبغي مناقشتها قبل أي قضية أخرى وهي بقاء الجزار بشار بالسلطة فهو قتل شعبه وارتكب مجازر وجرائم ضد الإنسانية ويكون بذلك قد فقد شرعيته وعليه أن يرحل بل لو كان هناك قانون دولي ينبغي أن يقدم لمحاكمة دولية هو وكل من تلطخت يده بدماء الشعب السوري من أركان النظام وهناك قوائم باأسمائهم . هناك مثل يقول (شر البلية ما تضحك) فنجد أن رئيس وفد النظام لمفاوضات جنيف وهو سفير النظام لدى الأممالمتحدة المجرم بشار الجعفري الذي اشتهر ببذاءة لسانه ووقاحة أسلوبه في التعامل يصرح في مؤتمر صحفي أن النظام يرفض مناقشة الدستور وقد أصبح وراء ظهورهم رغم أن الدستور الذي تم إعداده في موسكووطهران هو لصالح النظام السوري لأنه يحافظ على بقاء الجزار بشار على رأس السلطة ولذلك دستور ديمستورا مجرد حبر على ورق . إن اختزال القضية السورية في وضع دستور للبلد هو عبث وتجاهل لآمال وتطلعات الشعب السوري وإعطاء مزيد من الوقت للمحور الشر لارتكاب المجازر وتشريد الشعب السوري وتنفيذ مخطط التطهير العرقي وتحويل سوريا إلى محافظة إيرانية ولذلك فالقضية السورية هي أكبر من دستور مزور يتم إعداده خارج سوريا في الدول المحتلة لها ولابد من التمسك بقرار مجلس الأمن 2216 الذي وضع خارطة طريق لحل القضية السورية وعدم الدخول في متاهات تهدف إلى إطالة أمد الحرب السورية وقتل المزيد من الأبرياء من الشعب السوري . إن المطلوب من المعارضة السورية أن ترفض المشاركة بهذه المسرحيات وتضع الدول الصديقة للشعب السوري وتدعم المعارضة السورية مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية وتطرح بقوة هذه القضية التي هي حاضرة أصلا في القمة الأمريكية مع زعماء الدول العربية والإسلامية وهي ستكون المحك الحقيقي لمصداقية هذه الدول في دعم الشعب السوري في تقرير مصيره.