قال تعالى في سورة المائدة (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) فقد قام كلاب النار من تنظيم داعش الإرهابي في ارتكاب مجزرة مروعة هزت المجتمع المصري وكل مسلم غيور في أي مكان في العالم وراح ضحية هذا العمل الإجرامي 35 قتيلا من أقباط مصر وإصابة 25 أغلبهم في حالة حرجة بعد هجوم مسلح بطريقة جريئة عبر مسبوقة على حافلات الأقباط في المنيا التي تعتبر بؤرة من بؤر الإرهاب ومستنقع لجماعات إرهابية. إن توقيت المجزرة الإرهابية تؤكد أن هذه التنظيمات الارهابية لا تمت بصلة بالإسلام وليس لشهر رمضان المبارك لديهم أي أهمية أو اعتبار فهم يقتلون بدم بارد مواطنين أبرياء تهمتهم أنهم ينتمون إلى الديانة المسيحية من الأقباط الذين هم من أهل الكتاب وقد أعلن تنظيم داعش الصعيد مسؤوليته عن المجزرة وهم ينتمون لتنظيم كلاب النار داعش الذين يرتبطون بعلاقة مشبوهة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين التي في مصر تهدف إلى إثارة فتنة طائفية بين المسلمين والأقباط وقد ورد في سورة البقرة الآية(والفتنة أشد من القتل) وهناك تركيز على إثارة الفتنة بعد قيام ثورة 30 يونيو 2013 التي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين ولكن هناك إصرار من الشعب المصري في التصدي لهذه المؤامرات التي تهدف إلى إسقاط النظام في مصر وإشعال حرب أهلية دينية . روايات بعض الناجين من الحادث الإجرامي تشير إلى وجود ثغرات أمنية فقد كان الطريق مهجورا وكان الإرهابيون يستقلون ثلاث سيارات دفع رباعي وقاموا بالهجوم على الحافلات بأسلحة خفيفة دون مقاومة تذكر ودون وجود نقاط تفتيش للجيش المصري في ذلك الطريق واستطاع الإرهابيون الهرب من مكان الحادث قبل وصول أي قوات لإغاثة وإنقاذ المصابين رغم أن المنطقة تعتبر مأوى للتنظيمات الإرهابية وكان المفروض أن تكون تحت المراقبة. أيضا هناك تقصير يطال مشيخة الأزهر فنجد أن شيخ الأزهر يستنكر ويشجب ويندد في هذه العمليات الإرهابية ولكنه يرفض تكفير كلاب النار داعش ولابد أن يكون هناك حسم في هذه القضية فهي واضحة كالشمس فهم خوارج ومايقومون به من جرائم يندى لها الجبين تخرجهم من الملة ومن الإسلام . الملفت أن حافلات الأقباط كانت تقلهم إلى دير معروف في المنطقة لتأدية الصلوات ورغم ذلك لم يسلموا من كلاب النار الذين لم يكتفوا من منعهم من أداء مناسكهم وصلواتهم بل قاموا بقتلهم كما تقتل الخراف . بعد حادث مانشيستر الإرهابي وحادث المنيا ينبغي أن يكون هناك تحرك دولي سريع خاصة بعد افتتاح مركز مكافحة الإرهاب في الرياض وأن تكثف الجهود لاستئصال هذا الورم السرطاني الذي بدأ ينتشر كما تنتشر النار في الهشيم وأيضا مواجهة الدول التي تدعم هذه التنظيمات الإرهابية وهي معروفة فكل من يدعم النظام الدولي للإخوان المسلمين وكذلك يدعم حزب الله والحشد الشعبي وكل التنظيمات الإرهابية سنية أو شيعية ينبغي كشفها وتعريتها والتصدي لها فهي خطر عالمي يهد أمن واستقرار العالم وليس منطقة الشرق الأوسط فقط .