يقول المثل (أن وراء الأكمة ماوراءها) وما يحدث على السطح لايعكس واقع الحال ومهما كان الخلاف حادا بين قطر والدول الأربع المقاطعة فهو لن يصل إلى درجة الصدام والحرب ولكن سيبقى في حدود العقوبات والإجراءات الاقتصادية التي ستكون بشكل قوائم جديدة لتنظيمات إرهابية وأشخاص توفر لهم قطر الدعم والتمويل وأيضا توفر لهم الملاذ الآمن. تحاول قطر إيصال قضية المقاطعة والخلاف إلى مجلس الأمن ولكن الأمين العام طلب من قطر التجاوب مع الوساطة الكويتية كما أن الإدارة الأمريكية طلبت من قطر حل الخلاف بالحوار مع الدول المقاطعة وعدم التصعيد فهناك توجه أمريكي لتجميد الخلاف عند هذا المستوى وإجراء حوار مباشر بين أطراف الخلاف تحت رعاية أمريكية لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لها مصالح ضخمة في الخليج ولهذا هي لن تسمح لأي طرف بالتصعيد وزعزعة أمن واستقرار المنطقة التي تعتبر من مناطق نفوذ الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي أيضا لن تسمح بتواجد إيراني وتركي في قطر وسيكون هناك ضغط أمريكي على قطر لفك ارتباطها في الدول والتنظيمات الإرهابية التي يهدد وجودها أمن واستقرار المنطقة . هناك سياسة جديدة أمريكية في المنطقة وقد بدأت مع الزيارة الشهيرة للرئيس الأمريكي ترامب للمملكة العربية السعودية واجتماعه بقيادة دول الخليج وكذلك العالم العربي والإسلامي وهذه السياسة هي مكافحة الإرهاب والدول التي تدعم التنظيمات الإرهابية وعلى رأس هذه الدول النظام الإيراني الذي تنوي الإدارة الأمريكية طرد الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وكل الميليشيات التي يدعمها النظام الإيراني من العراقوسوريا ولبنان واليمن ومنع إيران من التدخل في شؤون الدول الخليجية والعربية وأن يكون النشاط الإيراني داخل إيران وإلا سوف ترغم إيران بتغيير سلوكها بالحرب والقوة. إن السياسة الأمريكية الجديدة ليست موجهة فقط إلى إيران ولكن إلى الدول المارقة والتنظيمات الإرهابية التابعة لها فهناك عقوبات جديدة أقرها الكونغرس الأمريكي ضد كل من إيرانوروسيا وكوريا الشمالية وأيضا ضد الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وقد بدأ هذا التحرك الأمريكي ضد إيران في العراقوسوريا والقادم أسوأ . لاشك أن المنطقة تدخل مرحلة جديدة على الدول الداعمة للارهاب أن تفهمها جيدا ولا تتورط في مواجهة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ولذلك نقول أن الحكومة القطرية سوف تستجيب لطلب الإدارة الأمريكية بالتفاهم والحوار مع الدول المقاطعة ومعنى ذلك التوصل إلى حل للخلاف ولا يكون ذلك إلا بتغيير الحكومة القطرية لسلوكها والتوقف عن التدخل في شؤون الدول الخليجية وكذلك جمهورية مصر والتوقف عن دعم التنظيمات الإرهابية مثل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والنصرة وحزب الله وأيضا عدم الارتماء في أحضان إيران وتركيا. هناك تنسيق وتفاهم روسي أمريكي حول التدخل الإيراني وضرورة طردها من سورياوالعراق ولبنان واليمن وهناك تفهم روسي لهذا المطلب الأمريكي والمطلوب أيضا من روسيا أن تتوقف عن دعم النظام السوري الجزار بشار الذي تعهدت الإدارة الأمريكية بتقديمه للعدالة وعدم تركه يفلت من العقاب بعد الجرائم ضد البشرية والإنسانية. هناك مرحلة جديدة تتشكل في المنطقة بل في العالم ومن أهم ملامحها رفض قيام أي دولة على أساس ديني أو قومي وعنصري والمقصود هناك نظام الولي الفقيه وأيضا هناك ضغوط تمارس على إسرائيل وقد اتضح ذلك من إجبار إسرائيل على إزالة الأبواب الالكترونية وهي خطوة غير مسبوقة لأن الكيان الصهيوني تعود أن يتحدى كل القوانين والضغوط الدولية والعناد والمكابرة ولكن هناك نظام دولي جديد علي إسرائيل ان تغير سلوكها وسياستها العدائية ضد الفلسطينيين ومحاولة التوصل إلى حل جذري للقضية الفلسطينية . إن المنطقة سوف تشهد تغيرات كثيرة وتشكل تحالفات جديدة وقيام حلف ناتو إسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية وسوف يكون حليف لحلف الناتو الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية لوضع حد للمغامرات والحروب العبثية للدول المارقة التي تتمرد على القانون الدولي وتريد تحويل المنطقة إلى غابة تعيث فيها فسادا مع التنظيمات الإرهابية المدعومة من تلك الدول المارقة وعلى هذه الدول أن تغير سلوكها أو تواجه المصير المحتوم الذي ينتظرها وهو الخراب والدمار .