الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه له عبارة تقول (دولة الباطل ساعة ودولة الحق حتى قيام الساعة) ويقول المثل (مابني على باطل فهو باطل) فقد دب الخلاف ووقع الصدام بين اللصوص والمجرمين عصابة الحوثي وميليشيا علي عبدالله صالح الذين تعاونوا على الإثم والعدوان واغتصاب السلطة من القيادة الشرعية في اليمن رغم الخلافات الكثيرة بينهم وصراع طويل عبارة عن ست حروب عندما كان المخلوع علي عبدالله صالح هو حاكم اليمن . إن تحالف الضرورة الذي جمع الحوثيين والمخلوع صالح كان الهدف من ورائه هو السيطرة على الحكم وتقاسم السلطة ولكن كان هناك أزمة ثقة بين الطرفين ولم تكن النوايا صادقة والقلوب صافية وكان كل طرف يريد أن يستغل الطرف الآخر لتحقيق مصالحه فقد كان التحالف أشبه بزواج المصلحة ينتهي بزوال هذه المصلحة ولما طالت الحرب ولم يحقق كل طرف مصالحه فمن الطبيعي أن يقع الطلاق بينهم. استطاع المخلوع أن يحشد مئات الآلاف من أنصار حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه المخلوع صالح في شارع الستين في العاصمة صنعاء وقد كان استعراض للقوة نظرا للمشاركة الكثيفة من أنصار صالح مما أغضب الحوثيين وأثار حفيظتهم ودفعهم للاشتباك مع الجيش الجمهوري التابع لصالح وقتل مسؤول التسليح في الحرس الجمهوري العقيد خالد الرضي ويعتبر هذا الاشتباك هو الشرارة الأولى التي ستحرق التحالف بين عصابة الحوثي وميليشيا صالح. إن عصابة الحوثي استطاعت في الفترة السابقة أن تسيطر على المراكز الحساسة في الجيش والداخلية وتقصي أكثر من 30 مسؤولا من أنصار علي عبدالله صالح في ضربة استباقية تمهيدا للانقلاب على المخلوع صالح بعد أن ينتهي دوره في المؤامرة . لا يختلف اثنان على أن دور المخلوع صالح كان مؤثرا في اجتياح الحوثيين محافظات ومدن اليمن فقد كان الحرس الجمهوري شريك في المؤامرة وساهم في سيطرة الحوثيون على اليمن ولم يبق إلا محافظة عدن التي لجأ إليها الرئيس عبد ربه منصور وطلبه مساعدة المملكة العربية السعودية التي ردت على الطلب بعاصفة الحزم. إن الحرب الشرسة التي يشنها التحالف العربي بدون توقف أو هوادة والضرب بيد من حديد جعلت تحالف الحوثي وعلي عبدالله صالح تحت الضغط مما دفع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح للتفكير في فك هذا التحالف مع الحوثيين وتسليم صنعاء للجيش الوطني اليمني وقوات التحالف العربي بدون قتال وذلك لتقليل الخسائر وحقن دماء الأبرياء من الشعب اليمني . نعتقد أن عاصفة الحزم وأيضا عاصفة إعادة الأمل بدأت تقترب من نهايتها وتحقيق انتصار ساحق فهناك مؤشرات قوية على تصاعد الاشتباكات بين عصابة الحوثي وميليشيات علي عبدالله صالح فهناك قتلى و جرحى من الطرفين ومحاولة الحوثيين حجز أنصار المخلوع ومنعهم من السفارة وهناك تبادل للاتهامات والتخوين بين أعداء الأمس وحلفاء اليوم وهناك شبه سيطرة للحوثيين على المشهد السياسي مما يدفع المخلوع صالح للتمرد على هذا الوضع قبل فوات الأوان فهو يريد أن يتغدى بالحوثيين قبل أن يتعشوا به والصدام الأخير لا شك قادم بقوة. أن مايحدث اليوم من اشتباكات وصراع وتصفية حسابات بين عصابة الحوثي والمخلوع صالح يصب في مصلحة الشرعية اليمنية والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وكما يقول المثل (مصائب قوم عند قوم فوائد) وهو ما يدفع على الاعتقاد أن الحرب اليمنية قد اقتربت من نهايتها وتنتهي معها أكبر كارثة ومأساة يعيشها الشعب اليمني حيث تكاد المجاعة والأمراض تفتك به وعلى الباغي تدور الدوائر.