نشرت صحيفة "بي بي سي" الغربية تقريراً موسعاً ترجمه "المشهد اليمني" للعربية، تناول موضوع القتال الأعنف بين القوات الحكومية والحوثيين في مدينة الحديدة الساحلية. نص التقرير: ازدادت ضراوة القتال في مدينة الحديدة اليمنية ، مع تقدم القوات الحكومية المسنودة بمقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية نحو مواقع المتمردين الحوثيين. وأفادت الأنباء الواردة من هناك أن أكثر من 150 شخصاً قد لقوا مصرعهم منذ أن تصاعدت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمليشيات خلال هجوم بري واسع على ضواحي المدينة منذ يوم الخميس الماضي. وتقول الأممالمتحدة والجمعيات الخيرية إن القتال يهدد المرافق الطبية ومئات الآلاف من المدنيين. وبدأ القتال للسيطرة على الحديدة في يونيو الماضي، حين تمكنت القوات الموالية للحكومة من تحقيق تقدم سريع في البداية ، حيث استولت على الضواحي الجنوبية للمطار ثم المطار. لكنها لم تتمكن من التوغل في وسط المدينة في ظل قيام الحوثيين بتجهيز مواقع للقناصة وحفر خنادق في الشوارع وزراعة ألغام أرضية كثيفة. وتصاعد القتال في الأسبوع الماضي بعد أن دعت الولاياتالمتحدة إلى وقف الأعمال العدائية وبدء محادثات السلام في أواخر نوفمبر. وقد تم الإبلاغ عن مائتي غارة جوية في منطقة الحديدة يوم السبت وحده ، ويقول عمال الإغاثة أن اشتباكات عنيفة قد اندلعت حول المطار ، بالقرب من جامعة الحديدةجنوب غرب المدينة. وفي يوم الأربعاء ، قالت منظمة "حماية الأطفال" إن منشأة صحية تدعمها في الحديدة تعرضت للهجوم ، مما ألحق أضرارًا بصيدلية توفر الأدوية التي تحتاجها بشدة. واضافت ان قذائف المدفعية اصابت ايضا مناطق سكنية كما عرقلت الحواجز المؤقتة مغادرة الناس من المدينة أو الدخول اليها، ما أدى الى محاصرتهم في منطقة نزاع نشطة. وحذر صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) يوم الثلاثاء من أن القتال "قريب بشكل خطير" من مستشفى الثورة في الحديدة ، مما يعرض حياة 59 طفلاً ، بينهم 25 في العناية المركزة ، لخطر الموت الوشيك. وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة هنريتا فور "أكد الطاقم الطبي والمرضى في المستشفى بأن القصف الشديد وإطلاق النار بات مسموعاً بوضوح ويقترب أكثر فأكثر من المستشفى. كما أصبحت عملية الوصول إلى المستشفى الوحيد الذي يعمل في المنطقة أو الخروج منه موضع خطر كبير." وتابعت: "الأطفال على وجه الخصوص لا يستطيعون تحمل تبعات الوقوع في مناطق القتال. الحديدة والمحافظات المجاورة تمثل 40٪ من 400.000 طفل في عموم البلاد ممن يعانون من سوء التغذية الحاد. يتم نقل بعض المرضى المعرضين لخطر الموت إلى المستشفى لتلقي الرعاية العاجلة". كما أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها إزاء القتال الدائر بالقرب من مستشفى الثورة ودعت جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي وإلى تحييد المدنيين والبنى التحتية بالمدينة. وأشارت تقارير سابقة بأن المقاتلين الحوثيين تمركزوا داخل أو بالقرب من المرافق الطبية في محاولة واضحة لتجنب الضربات الجوية والمدفعية للتحالف. وقال أحد السكان لصحيفة الجارديان إنه يوم الثلاثاء اقتحم الحوثيون مستشفى 22 مايو ، الذي يقع إلى الشمال مباشرة من الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة صنعاء ، ونشروا القناصة على سطحه. وفي غضون ذلك ، اتهمت وزارة حقوق الإنسان التي يديرها الحوثيون في صنعاء التحالف باستهداف صوامع الحبوب في الحديدة ، حيث يتم تخزين عشرات الآلاف من الأطنان من القمح والدقيق ، إلى جانب استهداف الطرق المحلية والجسور والمصانع والأسواق. وقال التحالف إنه لا ينوي الاستيلاء على مدينة الحديدة أو الميناء ، لكن قواته قد تحاول تطويقها وفرض حصار على الحوثيين قبل نهاية الشهر ، حيث يأمل المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث في استئناف محادثات السلام. وقد اتهم التحالف العربي الحوثيين باستخدام الحُديدة لتهريب أسلحة قادمة من حليفتهم إيران. ونفت كل من ايران والمتمردين تلك الاتهامات.