شلة من الأنذال يجتمعون حول علم بلادهم ويحرقونه، هذا فعل رخيصٌ وإهانة لبلد بجهاتها الأربع ولا جدال ولا نقاش حول هؤلاء الأوباش ومن وراءهم .. الذي يعنينا التنبّه له هو التالي : ملاحظة أن الذين قاموا بإحراق العلم حرصوا على توثيق ونشر فعلهم مصحوباً بكلماتهم التافهة عن العلم وما يمثله، وهو استعراضٌ لا يمكن إلا أن يكون مقصوداً لخدمة الحوثيين لتحشيد فوج جديد تحت شعارٍ إضافي من شعارات الزنبلة والقطرنة وتحشيد الفارغين أمثال هؤلاء الأشقياء في مؤخرة الكهنوتي الصغير عبده الحوثي . أن هذا نتيجة - ونتيجة طبيعية - حيث وهذا العلم هو العلم الجمهوري ، وما دامت الجمهورية قد سقطت كدولة ووطن وسيادة في معقلها صنعاء أن يسقط علمها على يد اي مراهق متربص في أطراف البلاد ! لسنا مع التبرير لمثل هذه الإستفزازات الحقيرة التي تدعمها ولا شك إمارات دبي، وفي ذات الوقت لسنا مع جعل شكليتها أولويةً للمعركة، حيث وأنه من الرخص الوطني والعقلي والأخلاقي أن نتجاوز ونقفز على سقوط الجمهورية ومن أسقطها بأكملها وذبحها ويذبحها كل يوم في عقر دارها وأمام عيون أولادها - لنفتح معركةً مع من أسقط قطعة قماش العلم مهما كانت رمزيته. ومهما كانت واقعة إحراق العلم مؤلمة وجارحة ومهما كانت نذالة واستفراز أصحابها فإننا لسنا من "الهبالة والعبّط" بحيث نجعل همنا مَن أسقط علم الجمهورية عن برميل يحوّل بوصلة المعركة عمن أسقط الجمهورية ذاتها على كامل ترابها في الشمال قبل الجنوب.
