قرارات قوية للشرعية ستجبر الحوثيين على فتح جميع الطرقات.. وخبير: قريبا تعلن جماعة الحوثي الاستسلام بالكامل    تعرف على شروط الأضحية ومشروعيتها في الشريعة الإسلامية    محافظ البنك المركزي في الرياض لانقاذ الحوثي    مسؤولان أميركيان يقدمان ملاحظات للرياض للتمسك بالسلام مع الحوثي    المطالبون بإعادة احتلال ارضهم    صنعاء تعيش حالة من الخوف والترقب مع تشديد الحوثيين قبضتهم على المدينة    ضربة قاصمة للحوثيين... الشرعية تُغير قواعد اللعبة واليمن على موعد مع تغيرات كبيرة    "ركوه يعبث حتى صدق أنه يملك أوراق اللعبة"...الانتقالي يحذر من التراجع عن قرارات الحكومة بحق الحوثيين    "من يعارض قرارات الحكومة داعم للحوثي"...صحفي يؤكد ان الحكومة اتخذت قرارات حاسمة بعد ثماني سنوات من التأخير    صورة مع قيادي حوثي تزج بفنان يمني كبير داخل سجون الانتقالي في عدن    شاهد لحظة متابعة الرئيس العليمي بنفسه فتح فتح الطرقات في تعز "فيديو"    وقفة جماهيرية بمحافظة مأرب تندد باستمرار مجازر الاحتلال الاسرائيلي في غزة    شيبان:الطرقات مفتوحة من جانبنا وننتظر وصول المواطنين عبر الطرق التي أعلنت المليشيا فتحها    الحكومة الشرعية توجه صفعة جديدة وثالثة للحوثيين(وثيقة)    ناشط يعلق على نية الحكومة الشرعية طلب الحكومة الشرعية رفع العقوبات على الرئيس الراحل علي صالح ونجله احمد علي    - مواطن سعودي يتناول أفخر وجبات الغذاء مجانا بشكل يومي في أفخر مطاعم العاصمة صنعاء    الاعلان عن فتح طريقان في مدينة تعز من طرف واحد    انفجار قرب سفينة في البحر الأحمر قبالة ساحل اليمن    السعودية: بدء مناسك الحج في 14 يونيو وعيد الأضحى الأحد 16 يونيو    اليونيسف: أطفال غزة يعيشون كابوسا من هجمات متواصلة على مدى 8 أشهر    الحوثيون يعتقلون عشرات الموظفين الأمميين والإغاثيين في اليمن مميز    الوزير البكري يعزي في وفاة الكابتن علي بن علي شمسان    البنك المركزي يؤكد سريان قراراته ويحذر من تداول الشائعات    بينها دول عربية.. تسع دول خالفت السعودية في الإعلان عن موعد عيد الأضحى    تصعيد جديد.. الحكومة تدعو وكالات السفر بمناطق الحوثيين للانتقال للمحافظات المحررة    مأرب تفشل مساعي عدن لتضييق الخناق على الحوثيين    البعداني يختار منتخب اليمن للمشاركة في غرب آسيا للشباب ( الأسماء)    اليمن يفرط بالفوز على البحرين    تأهل تاريخي لفلسطين في تصفيات المونديال    «كاك بنك» يتولى النسخة الثانية من فعالية العروض (DEMODAY)    عن ''المغفلة'' التي أحببتها!    الإطاحة ب''سارق خطير'' بعد هروبه بها إلى مدينة أخرى شرقي اليمن    القاص العمراني يروي ''مفاجآت ليلة ممطرة''    مواطن يقدم على ارتكاب جريمة قتل بحق ابنه الوحيد وزوجته بسبب إصرارهما على شراء سيارة    ضغط أوروبي على المجلس الانتقالي لتوريد إيرادات الدولة في عدن إلى البنك المركزي    منتخب مصر يواصل انتصاراته بتصفيات كأس العالم    ناشطون يطلقون حملة إنسانية لدعم بائعة البلس في الضالع    ميليشيا الحوثي تهدد بإزالة صنعاء من قائمة التراث العالمي وجهود حكومية لإدراج عدن    رئيس اتحاد كرة القدم بمحافظة إب الأستاذ عبدالرحيم الخشعي يتحدث عن دوري الدرجة الثالثة    تصفيات اسيا للمونديال .. الاردن تتأهل للدور الحاسم    اشتراكي المقاطرة يدين الاعتداء على رئيس نقابة المهن الفنية الطبية بمحافظة تعز    زيدان ... أفتقد التدريب    المنتخب الوطني الأول يتعادل مع البحرين في تصفيات آسيا وكأس العالم    عدن.. الورشة الخاصة باستراتيجية كبار السن توصي بإصدار قانون وصندوق لرعاية كبار السن    خبراء صحة: لا تتناول هذه الأطعمة مع بعض الأدوية    الوحدة التنفيذية للاستيطان اليمني    في وداع محارب شجاع أسمه شرف قاسم مميز    مدير منفذ الوديعة يعلن استكمال تفويج الحجاج براً بكل يسر وسهولة    العشر الأوائل من ذي الحجة: أفضل أيام العبادة والعمل الصالح    ارتفاع حالات الكوليرا في اليمن إلى 59 ألف إصابة هذا العام: اليونيسيف تحذر    يكتبها عميد المصورين اليمنيين الاغبري    سلام الله على زمن تمنح فيه الأسماك إجازة عيد من قبل أبناء عدن    من جرائم الجبهة القومية ومحسن الشرجبي.. قتل الأديب العدني "فؤاد حاتم"    أغلبها بمناطق المليشيا.. الأمم المتحدة تعلن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن    وكالة المسافر للحج والعمرة والسياحة بحضرموت تفوج 141 حاجاً إلى بيت الله    وفاة ضابط في الجيش الوطني خلال استعداده لأداء صلاة الظهر    خراب    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيران تفتعل مشاكل الحج.. وتسعى للسيطرة على المشاعر المقدسة

اعلنت السلطات الإيرانية قبل أيام أنها لن توفد حجاجاً إيرانيين هذا العام بسبب ما قالت أنها "عراقيل سعودية لإيفاد حجاج إيرانيين"، غير أن المملكة العربية السعودية دحضت هذه المزاعم، وأصدرت بياناً توضيحياً حول افتعال إيران العديد من المشاكل والعراقيل لحجاجها خصوصاً وما تقوم به من أعمال تخريبية في الحج في كل موسم من مواسم الحج.
وصعّدت إيران أزمة جديدة من أزمات الحج المتكررة التي تثيرها إيران بين فترة وأخرى. وجاءت هذه الأزمة بسبب المشكلة التي أحدثها الحجاج الإيرانيون العام الماضي في منى وأدت إلى تدافع الحجاج نتج عنها وفاة أكثر من 700 حاج من جنسيات مختلفة.
تصاعدت حدة الأزمة واستثمرتها إيران سياسياً وإعلامياً في عملية تهييج واستثارة عالمية لمحاولة إدانة المملكة في التقصير بما تقدمه من خدمات للحجيج، الأمر الذي ما تزال إيران تنادي به بشكل مستمر لتدويل الإشراف على الحج، وفي سعي حثيث من قبل إيران للسيطرة على الحج والأماكن المقدسة.
تمضي إيران للتهييج الإعلامي والسياسي والدبلوماسي في هذا الجانب، بالتعاون مع حلفاء دوليين لها، بهدف تعميق الكراهية للمملكة وإيجاد نوع من الغضب والسخط في نفوس الشيعة في العالم ومن يواليهم من أصدقائهم وخلق رأي عام مضاد للمملكة تستثمره إيران فيما بعد سياسياً.
وبين فترة وأخرى من الزمن يفتعل الفرس الإيرانيون مشاكل مختلفة في مواسم حج بيت الله الحرام، وتوظيف تلك الأحداث لأغراض سياسية وأيديولوجية.
إذ ليست القضية قضية الحج وأداء مناسكه بالنسبة لإيران بقدر ما هي افتعال مشاكل في الحج لادعاء عجز وفشل المملكة في حماية الحجيج، ومطالبة إيران بالإشراف على المدن الإسلامية المقدسة تهدف من ورائها لمكسب سياسي وسيادي في تزعم العالم الإسلامي والذي لن يكون هذا التزعم – في نظرها- إلا بالسيطرة على الحرمين الشريفين، وهذا ما لا تخفيه إيران عبر خطاباتها الرسمية وخطابات مسؤوليها، بل وصل بها التعنت والشطط حد مطالبتها بنقل الحج والكعبة إلى النجف وكربلاء في العراق.
تتضح هذه الرؤيا من خلال صراع إيران وهاجسها التاريخي في السيطرة على الأماكن المقدسة منذ نشأتها الصفوية في القرن العاشر الهجري.
وخاضت إيران الصفوية، حتى قبل توحيد المملكة العربية السعودية وقيام دولتها، خاضت الصراع مع الدولة العثمانية في هذا الجانب، وقامت بأحداث وافتعال مشاكل مختلفة ومشابهة لما تفعله اليوم في مواسم الحج.
هدفان سياسي واقتصادي:
وتهدف إيران من وراء افتعال هذه الأحداث لهدفين رئيسين؛ سياسي واقتصادي.
فأما الهدف السياسي فإن إيران ترى أنه لا يمكنها تزعم العالم الإسلامي إلا بالسيطرة على الحرمين الشريفين لمكانتهما في قلوب المسلمين جميعاً، ومن يسيطر على الحج يتزعم العالم الإسلامي.
وأما الهدف الاقتصادي فترى إيران أن مواسم الحج تدر الكثير من الدخل المالي الذي يرفد الخزانة بالأموال الجمة من خلال فرض العديد من الرسوم وفروض الجبايات المختلفة منذ زمن بعيد، وكانت تفاوض الدولة العثمانية على ذلك في أوقات مختلفة.
وقد حاولت إيران التعويض عن هذين الهدفين جزئياً باستيلائها على العراق وأماكنها "المقدسة" عند الشيعة، وأقامت "مواسم حج" موازية هناك، إلا أن هذا الجانب لم يشبع نهم إيران لأنها محدودة ومقتصرة على بعض طوائف الشيعة ولا تعم العالم الإسلامي.
الأحداث التاريخية الشيعية في الحج:
وبالنظر لما تقوم به إيران اليوم من افتعال مشاكل مختلفة في مواسم الحج، فإنه ليس جديداً عليها؛ إذ أنها منذ نشأتها كدولة صفوية وحتى ما قبل الصفوية والتمهيد لقيام تلك الدولة وفي أيام الشيعة القرامطة.
• ففي عام 317ه، زحف القرامطة، وهم فرقة من فرق الشيعة الموالية للفاطميين في مصر، إلى مكة فقتلوا الناس، ودفنوهم في المسجد الحرام وبئر زمزم، بعد أن نزعوا قبته، ونزعوا كسوة الكعبة، وقلعوا الحجر الأسود من مكانه، وحملوه معهم إلى بلادهم في الإحساء من أرض البحرين، ورفضوا إعادته، فظل في حوزتهم إلى أن ردوه في عام 339ه، أي بعد 22عاماً.
• في عام 413ه حصل اعتداء آخر على الحجر الأسود قام به مجموعة من عشرة فرسان، استغواهم الحاكم العبيدي في مصر، وكان يقودهم رجل مصري بيده دبوس، قام فضرب وجه الحجر ثلاث ضربات متوالية بالدبوس، وهو يقول: "إلى متى يعبد الحجر الأسود؟ ولا محمد، ولا علي يمنعانني عما أفعله، فإني أريد اليوم أن أهدم هذا البيت وأرفعه. وكان على أبواب المسجد عشرة فرسان لنصرته، فقام إليه رجل يمني فطعنه بخنجر واحتوشه الناس فقتلوه، وقطعوه وأحرقوه بالنار. وأقام الحجر على حاله ذلك يومين، وكان قد تكسر منه ثلاث قطع صغيرة ثم أن بعض بني شيبة جمعوا ما وجدوا مما سقط منه، وعجنوه بالمسك واللادن والعلك وأعادوا لصق تلك القطع.
• أما في عهد الشيعة الإثنى عشرية فقد ظهر أول حدث في الحج وفي الحرمين عموماً أحدثته الشيعة الإثنى عشرية الفارسية في أوائل سنة 716ه في عهد السلطان المغولي خدابندة الذي اعتنق المذهب الإثنى عشري للتو من إسلامه.
حيث يذكر المؤرخون أن "سلطان المغول حفيد جنكيز خان خدابندة اعتنق المذهب الشيعي الاثنى عشري منذ عهد قريب بتأثير العالم الشيعي المعروف ب"العلامة الحلي"، فتمكن حميضة (أحد أشراف مكة المعزولين عنها) من التأثير على خدابندة عن طريق تعصبه المذهبي الجديد، وحرضه على أن يرسل معه جيشاً من المغول لاحتلال مكة والخطبة له على منابرها".
كما يذكر المؤرخون أيضاً أن "حميضة زيّن لخدابندة بعد احتلال مكة الذهاب إلى المدينة ونبش قبر الشيخين أبي بكر وعمر وإخراجهما من الحرم النبوي". "وكان خدابندة قبل موته بسبعة أيام أمر بتجهيز جيش من ثلاثة آلاف مقاتل من فارس للزحف إلى المدينة المنورة وإخراج جثماني أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من مدفنهما فعجل الله بهلاكه".
• وفي منتصف القرن الحادي عشر الهجري اتخذ الشاه الصفوي عباس الأول (الكبير) من الصراع بينه وبين العثمانيين ذريعة لافتعال المشاكل حول قضية الحجيج، ف"حاول الشاه الصفوي عباس الأول أن يقنع الإيرانيين بالتخلي عن الذهاب إلى مكة لأداء فريضة الحج والاكتفاء بزيارة قبر الإمام الثامن علي بن موسى الرضا في مدينة (مشهد)؛ لأن مكة كانت تحت سيطرة العثمانيين، والواجب القومي يحتّم عليهم ألا يسافروا عبر الأراضي العثمانية ويقوموا بدفع رسوم العبور".
ظلت إيران عبر تاريخها تستخدم ملف الحجاج الإيرانيين ورقة لإثارة الصراعات السياسية والطائفية والابتزاز بينها وبين السلطات الإسلامية التي تنظم شؤون الحج حتى ما قبل قيام المملكة العربية السعودية.
• وبعد الشاه عباس الكبير وفي عهد الشاه طهماسب الأول جدد هذا الشاه الجديد افتعال المشاكل حول قضية الحج مع السلطات العثمانية.
وقد جاء في التاريخ الصفوي أنه تم الصلح بين العثمانيين بقيادة السلطان سليمان القانوني والشاه طهماسب الأول في 8 رجب عام 962ه سمي بصلح "أماسيا" حول كثير من الأمور كان من بينها موضوع الحج والحجيج.
حيث "تناول الصلح الجانب العقائدي الذي سمح فيه العثمانيون للصفويين بالحج إلى العتبات المقدسة [في العراق] وإلى مكة. والمعروف أن سلامة الحجاج الإيرانيين كانت من أسباب النزاع بين الطرفين، نظراً لاتهام الإيرانيين السلطات العثمانية الحاكمة، والسلطات المحلية في العراق، والعشائر العراقية، بابتزاز أموال هؤلاء الحجاج ومعاملتهم معاملة سيئة، مع أن العثمانيين كانوا يعاملونهم معاملة حسنة نظراً للاستفادة المادية التي كانت تغذي الخزينة العثمانية".
• توالت مشاكل الرافضة في الحج وخاصة بعد تعزيز الدولة الصفوية وظهورها دولة قوية تقارع الدولة العثمانية، فتعمد الرافضة الإيرانيون مواصلة هذه المشاكل، حيث يذكر كثير من المؤرخين، ومنهم يحيى بن الحسين القاسمي في اليمن، والدكتور علي الوردي من العراق، أحمد السباعي، وعبدالملك العصامي، أن الشيعة في سنة 1088ه قاموا بتلطيخ الكعبة وأستارها والحجر الأسود بالقاذورات والنجاسات أثناء الحج، مما أحدث فتنة عظيمة في الحج، إلا أنه تم اكتشاف ستة منهم فأمر الوالي بقتلهم درءاً للفتنة.
ويذكر المؤرخون كذلك "أنه أشيع عند الشيعة الإثنى عشرية أنه لا يتم حجهم في مذهبهم إلا إذا لوثوا الكعبة بالنجاسة".
• وكرر الشيعة الرافضة حادثة التلطيخ سنة 1143ه بنفس الأفعال من تلطيخ الكعبة بالقاذورات، فخرج الفقهاء بانتزاع أمر منعهم من الحج من الوزير التركي في ذلك الموسم، إلا أن شريف مكة في ذلك العهد محمد بن عبدالله ألقى القبض على مفتعلي الفتنة وأعاد الشيعة إلى مكة للحج بعد أن هدأت الفتنة.
• وفي عام 1942 تكررت حادثة تلويث الكعبة بالنجاسات من قبل رجل إيراني اسمه سيد أبو طالب اليزدي، وقد صدر الحكم عليه بالإعدام فأعدم بين الصفا والمروة على مرأى ومشهد من الناس.
• عند احتلال الحرم المكي من قبل جهيمان نهاية عام 1979، إستغلت إيران الحادثة لأغراضها السياسية والأيديولوجية، بما لا يخلو من مكر سياسي، حيث صرح الخميني من إيران بأن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراء هذه الحادثة. كان المكر السياسي الخميني الإيراني هو إظهار الأمر كما لو أنه تدخل أمريكي في تلك الأحداث لغمز المملكة العربية السعودية في الاستعانة بغير المسلمين في أحداث الحرم وتأليب المسلمين عليها.
وقد تسببت تلك المزاعم في سريان حالة من الغليان في المنطقة. الجموع الغاضبة اقتحمت مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد في اليوم التالي لبدء العملية وحطمته تماماً ثم أحرقته، وفى 2 ديسمبر 1979 أحرق متظاهرون ليبيون مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة الليبية.
• في عام 1987م - 1407ه، قام الحجاج الإيرانيون بأحداث شغب وتخريب ووصل بهم الأمر حد قتل بعض الحجاج وقتلهم بالسواطير، وقاموا بإحراق بعض السيارات ومحاولة إحراق بعض العمارات السكنية والتجارية قرب الحرم، كما حاولوا اقتحام الحرم المكي الشريف، ونادوا بمبايعة الخميني "إماماً للمسلمين".
رافق هذه الأعمال التخريبية محاولة إدخال متفجرات وكميات كبيرة من المخدرات – بحسب روايات السلطات الأمنية- إلا أن السلطات الأمنية اكتشفت الأمر قبل حدوثه، وأحبطت أعمال الشغب والتخريب.
ونتيجة لهذه المظاهرات وأعمال التخريب والشغب الإيرانية، وتدخل الأمن السعودي لفضها، راح ضحية هذه المواجهات 402 شخص من الإيرانيين، وقوات الأمن، والحجاج الآخرين، كما أصيب 649 آخرون.
ولأول مرة يعلن الإيرانيون حجاجاً وسياسيين أهدافهم الخاصة من وراء تلك الأعمال وهي مبايعة الخميني "إماماً للمسلمين".
• في موسم الحج لسنة 1409ه - 1989م كشفت السلطات الأمنية السعودية عن عصابة تخريبية مكونة من 20 حاجاً كويتياً نسقوا مع السفارة الإيرانية في الكويت للقيام بأعمال تفجيرية في الأماكن المقدسة بمكة. حيث حدث انفجاران؛ الأول في أحد الطرق المؤدية للحرم المكي والآخر فوق الجسر المجاور للحرم المكي، ونتج عن ذلك وفاة شخص واحد وإصابة ستة عشر آخرين.
وذكرت الرواية الرسمية للمملكة أن المتهمين تلقوا تعليمات من قبل محمد باقر المهري وبالتنسيق مع دبلوماسيين إيرانيين في السفارة الإيرانية لتدبير تلك التفجيرات، وقاموا باستلام متفجرات من نوع حربي (تي إن تي) من الباب الخلفي للسفارة الإيرانية بالكويت، ثم نقلها إلى داخل السعودية حيث قاموا بزرعها وتفجيرها.
• في عام 1430ه - 2009م أوعزت إيران إلى جناحها الحوثي في اليمن بافتعال صدامات مع السعودية قبل موسم حج عام 1430ه، حيث حاول بعض المجموعات الصغيرة التابعة لجماعة الحوثي التسلل للحدود السعودية متخفين بملابس نسائية وباكستانية؛ بقصد خداع رجال الأمن السعودي في نقاط التفتيش لعدم تنفيذ الإجراءات الأمنية على النساء كما تطبق على الرجال على خلفية اعتبارات اجتماعية، وبالتالي الدخول إلى مخيمات الإيواء التي أقامتها السلطات السعودية باعتبارهم نازحين يبحثون عن الأمان وتشكيل خلايا إرهابية لخدمة إيران.
• في عام 1432ه حول الحجاج الإيرانيون بعثتهم في الحج إلى أشبه بمظاهرة عامة وأخذوا يرددون شعارات وهتافات "لبيك ياحسين"، ولم تكن تلك الشعارات إلا في إطار عمليات استفزازية في الحج يحدثونها كل عام وبهدف ما يسمونه "تصدير الثورة الإيرانية" إلى قلب المشاعر المقدسة.
• وفي كل عام من مواسم الحج – تقريباً- تحاول إيران افتعال تلك المشاكل وتحول حجاجها إلى مظاهرات صاخبة في الحرمين المكي والنبوي كما حدث في عامي 1402ه و 1433ه ورفع صور الخميني فيهما.
• قبل عامين دعا نوري المالكي، رئيس وزراء العراق، إلى تحويل القبلة إلى كربلاء في العراق، كما دعى إلى نقل الكعبة إليها، كواحدة من الهرطقات الشيعية التي لا يتقبلها عقل ولا منطق ولا تشريع؛ إذ أن الحج ومكانه ليس مجرد بناية تنقل أو شعائر تقام هنا وهناك، بل هو مكان اختاره الله للمؤمنين منذ بداية الخليقة قبل أن توجد إيران أو العراق ذاتها، وقبل أن يكون هناك شيء اسمه شيعة.
هل ستقف إيران عند حدود ما جرى؟!
في كل عام وموسم حج تستبق إيران موسم الحج بالدعوة رسمياً إلى تدويل المسؤولية عن شعائر الحج وعدم تركها للسعودية وحدها، على اعتبار أن المهمة أكبر من أن تترك لدولة واحدة مهما كانت خبراتها في هذا المجال ومهما أنفقت من أموال على الاستعدادات الخاصة بموسم الحج عاماً بعد عام.
ومن خلال هذا السرد التاريخي لافتعال الصفويين الشيعة مشاكل في الحرمين الشريفين بات من المعروف أهداف إيران وما ترمي إليه من محاولة السعي الحثيث للوصول إلى السيطرة على الحرمين الشريفين ويبدو أن هذه الأهداف استراتيجية لديها لن تتوانى عن تحقيقها.
من هنا يأتي دعم إيران لخلق أذرع مسلحة لها في المنطقة وقد بدأت جنوباً في إيجاد المسلحين الحوثيين الذين جاهروا بالأهداف الإيرانية في الحج ورفعوا أصواتهم عالياً بعد انقلابهم على الشرعية في اليمن وبعد حادثة تدافع الحجاج في منى العام الماضي، وصرحوا بما صرحت به إيران من "أن السلطات السعودية عجزت عن توفير الأمن والحماية للحجاج وفشلها في إدارة الحج...".
بعد انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية في اليمن صرحوا بأنهم "سيحجون العام القادم بأسلحتهم في مكة..".
بينما في الداخل السعودي تمضي إيران إلى خلق ذراع عسكرية أخرى في شرق المملكة يوازي الذراع الحوثية في جنوبها، حيث بدأت تنمو دعوات في أوساط شيعية لتقليد الحوثيين، وبرز مؤخراً في هذا الجانب الداعية الشيعي نمر حماد النمر وقام بالتحريض على الأعمال الإرهابية والإخلال بالأمن داخل السعودية، ما حدا بالمملكة إلى تطويق الأمر منذ بدايته فقدمت الرجل للمحاكمة وتنفيذ فيه حكم الإعدام، الأمر الذي ضجت معه السياسة الإيرانية ووسائل الشيعة الإعلامية في إيران والعراق والحوثيين في اليمن.
وفي إطار استعداداتها لهذا الغرض والسيطرة على المنطقة العربية في الجزيرة والخليج فقد قامت بالعمل على إنشاء "حرس ثوري" آخر رديف للحرس الثوري الإيراني مهمته السيطرة على المنطقة العربية خارج إيران، ويتكون هذا الحرس الثوري الجديد من مليشيات حوثية وحشد شعبي عراقي ومن مناطق أخرى من شيعة أفغانستان وباكستان وسوريين، كما أعلن ذلك ما يسمى قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني، الفريق أول علي فدوي، قبل أيام، والعمل على إنشاء ألوية للتدخل السريع في جزر الخليج العربي، تتكون من مقاتلين إيرانيين وآخرين من دول أخرى ومن قوات "محور المقاومة" على حد وصفه..
وجاء العمل على إنشاء هذه القوات قبل تفجير أزمة الحج مجدداً وبعد أشهر من انطلاق عاصفة الحزم في اليمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.