سلاح وهدية حج للشاب الجريح الذي اثار اعجاب الجميع في استقبال العليمي بمأرب    الوية العمالقة تتحدث عن طرد الحوثيين من المحافظات الجنوبية    أول "قتيل أمريكي" في البحر الأحمر .. ومحمد علي الحوثي يعلق!    صادم للانتقالي.. الكشف عن تحركات أمريكية لحل "القضية الجنوبية" بعد تصريحات الرئيس العليمي وفقا لهذه الخطة!!    السد يتوج بطلاً لكأس أمير قطر    الهيئة العامة لحماية البيئة تشكو من تدخلات وزارة الزراعة في رقابتها على مبيدات الصحة وتكشف عدم التنسيق معها    الامتحانات وعدالة المناخ    مصدر مقرب من انتقالي شبوة يصدر تصريح صحفي ردا على بيان حزب الاصلاح فرع المحافظة    ترحيب عربي ودولي بقرار "العدل الدولية" وقف الهجوم على رفح ومطالبات بتطبيقه فورا    غموض يكتنف وفاة الطفلة حنين القطوي بعدن: لا أدلة على الانتحار    مليشيات الحوثي تصدر بيانا بشأن منعها نقل الحجاج جوا من مطار صنعاء إلى السعودية    السعودية تعلن عن الطرقات الرئيسية لحجاج اليمن والدول المجاورة للمملكة للتسهيل على ضيوف الرحمن    كيف يزيد الصيف أعراض الربو؟.. (نصائح للوقاية)    استشهاد وإصابة 4 مدنيين بانفجار لغم من مخلفات المليشيات غربي تعز    حملة طبية مجانية في مأرب تقدم خدماتها لأكثر من 839 من مرضى القلب بالمحافظة    انهيار جنوني لأسعار الصرف وقفزة سريعة وجديدة للسعودي والدولار أمام الريال اليمني مساء اليوم الجمعة    يامال يودع تشافي على طريقته الخاصة    رئيس تنفيذي الإصلاح بحجة: الوحدة نقطة تحول مهمة في تأريخ اليمن الحديث    مصرع قيادات حوثية بارزة في انفجار غامض بمنزل صالح!    وزير المياه يناقش آلية التنسيق والتعاون مع مجموعة المانحين الرئيسيين لليمن    اليابان بطلة العالم للجودو "أبوظبي 2024"    قرارات مفاجئة لنجمين في الهلال والنصر السعوديين قبل النهائي    مانشستر يونايتد يقرر إقالة إيريك تن هاج    توقيع اتفاقية بين اليمن والامارات بحضور وزير الخارجية.. والكشف عن تفاصيلها    عالم يرد على تسخير الإسلاميين للكوارث الطبيعية للنيل من خصومهم    بعد استراليا ..تحرك اوروبي وشيك لمواجهة تصاعد تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية    الفن والدين.. مسيرة حياة    عن طريق أمين جدة السعودية.. بيع عشرات القطع الأثرية اليمنية في لندن    أحدث ظهور للفنان ''محمد عبده'' بعد إصابته بالسرطان.. كيف أصبحت حالته؟ (فيديو)    احباط تهريب 213 شخصًا من اليمن ومداهمة أوكار المهربين.. ومفاجأة بشأن هوياتهم    دورة الانعاش القلبي الأساسي للطاقم الطبي والتمريضي بمديرية شبام تقيمها مؤسسة دار الشفاء الطبية    بصعوبة إتحاد النويدرة يتغلب على نجوم القرن و يتأهل إلى نصف النهائي    الدوري الايطالي ... سقوط كالياري امام فيورنتينا    تصحيح التراث الشرعي (32) أين الأشهر الحرم!!؟    محاولات التركيع وافتعال حرب الخدمات "يجب أن تتوقف"    المهندس "حامد مجور"أبرز كفاءات الجنوب العربي تبحث عنه أرقى جامعات العالم    الروس يذّكرون علي ناصر محمد بجرائم 13 يناير 1986م    السعودية تقدم المزيد من الترضيات للحوثي    إعلان سعودي رسمي للحجاج اليمنيين القادمين عبر منفذ الوديعة    رونالدو يفاجئ جماهير النصر السعودي بخطوة غير مسبوقة والجميع ينتظر اللحظة التاريخية    احتجاز نجم نادي التلال العدني وثلاثة صيادين في معاشيق: نداء عاجل لإطلاق سراح أبناء صيرة المقاومين    نجل القاضي قطران: والدي معتقل وارضنا تتعرض للاعتداء    منارة أمل: إنجازات تضيء سماء الساحل الغربي بقيادة طارق صالح.    بنك اليمن الدولي يرد على شائعات افلاسه ويبرر وقف السحب بالتنسيق مع المركزي .. مالذي يحصل في صنعاء..؟    بنك مركزي يوقف اكثر من 7شركات صرافة اقرا لماذا؟    الحكومة تطالب دول العالم أن تحذو حذو أستراليا بإدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب    سنتكوم تعلن تدمير أربع مسيّرات في مناطق سيطرة الحوثيين مميز    نايف البكري يدشن صرف البطاقة الشخصية الذكية لموظفي وزارة الشباب والرياضة    وزير الأوقاف يحذر ميليشيا الحوثي الارهابية من تسييس الحج والسطو على أموال الحجاج    شاب سعودي طلب من عامل يمني تقليد محمد عبده وكاظم.. وحينما سمع صوته وأداءه كانت الصدمة! (فيديو)    للوحدويين.. صنعاء صارت كهنوتية    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السعودية واليمن والوحوثين واللعبة الإيرانية
نشر في براقش نت يوم 24 - 11 - 2009

–دراسة تحليلية تاريخية – بقلم د-ناصر إسماعيل جربوع (اليافاوي(
إن ظاهرة التمرد والحركات الانفصالية- وبالأخص المدعومة من الشعوبيين الفرس - عن الدول الإسلامية العربية لم يكن حديثا، فقد شهد التاريخ الإسلامي والوسيط والحديث نموذجًا متكررًا من تلك التجارب الانهزامية التي باءت بالفشل بسبب لفظ التاريخ والجغرافية السياسية الإسلامية والعربية لتك الحركات الزنديقة ، ولنا في التاريخ العديد من الأمثلة أمثال بنو بويه الشيعية والدعوة الباطنية الفاطمية الاثناعشرية، ولا ينسى التاريخ أيضا موقفهم الخيانى مع التتار والمغول حين ساعدوهم وأرشدوهم إلى بغداد ، وتجلى العداء الشيعي الخيانى في محاولتهم لزعزعة استقرار الدول السنية إبان نشوء الدولة العثمانية السنية ، ويتجلى هذا العداء في التحالف الذي قام بين الصفويين والأوربيين وفي مقدمتهم البرتغاليون، لمهاجمة الدولة العثمانية السنيّة، وبعض الإمارات السنيّة المستقلة، ومعلوم أن التواجد البرتغالي في منطقة الخليج العربي، واحتلال بعض المناطق الإسلامية، كان امتداداً للحروب الصليبية.
وقد ذكرت المراسلات التي تمت بين ملك البرتغال، والقادة البرتغاليين الميدانيين في الخليج أنه إذا سيطر البرتغاليون على بعض مناطق الخليج كالبحرين و القطيف، فإن الطريق للأراضي المقدسة من ناحية الشرق ستصبح ممهدة للسيطرة البرتغالية على مكة والمدينة، وانتزاع اسم محمد صلى الله عليه وسلم من الجزيرة العربية ،ونبش قبر الرسول ونقل جثمانه الطاهر إلى القدس
وفي هذا الصدد أرسل القائد البرتغالي( البوكيرك) ، رسالة إلى أول حكام الدولة الصفوية، الشاه إسماعيل، ليكسب ودّه، ويأمن جانبه، جاء فيها:
"إنني أقدّر لك احترامك للمسيحيين في بلادك، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك-في الهند -وكان الترك من أهل السنه- ، وإذا أردت أن تنقض على بلاد العرب أو أن تهاجم مكة ستجدني بجانبك في البحر الأحمر أمام جدّة أو في عدن أو في البحرين أو في القطيف أو في البصرة، وسيجدني الشاه بجانبه على امتداد الساحل الفارسي، وسأنفذ له كل ما يريد"
وهكذا لم يجد الصفويون الشيعة مانعاً من مساندة البرتغاليين في محاولتهم الاعتداء على مكة والمدينة، ما دام تحالفهم معهم سيؤدي إلى إضعاف الدول السنيّة.

وإحدى سياسات الصفويين المنتقصة لشأن مكة المكرمة، تجلت في محاولة الشاه عباس (996 1028ه/ 1587 1648م) صرف أنظار الإيرانيين إلى مدينة مشهد الإيرانية التي تضم مقام الرضا، ثامن الأئمة الاثنى عشر لدى الشيعة، بدلاً من التوجه إلى مكة المكرمة. , وهذا ماأشرنا اليه في دراستنا السابقة ،
ومن أجل أن يكون الشاه عباس قدوة للشيعة في ذلك، سار من أصفهان التي كانت عاصمة الصفويين آنذاك، إلى مشهد، ماشياً، وقطع في الرحلة التي دامت 28 يوماً، أكثر من 1200 كيلومتراً، ثم بقي هناك مدة ثلاثة أشهر، يعمل فيها مع الخدم في التنظيف، وخدمة زوار مقام الرضا، ومساندة عمال البناء.
وقد جاءت فعلة الشاه عباس الصفوي هذه منسجمة مع الفكر الشيعي الذي يفضل مقامات أئمة الشيعة على الحرمين الشريفين، إضافة إلى الخلاف المحتدم آنذاك بين الصفويين والعثمانيين، فاعتبر عباس أن الواجب القومي يحتم عدم السفر عبر الأراضي العثمانية، ودفع رسم العبور لها،
وكان الشاه عباس الصفوي يشجع بعض القبائل الموالية له من التركمان وغيرهم على قطع الطريق، وسلب أموال الحجاج السنه القادمين من آسيا عبر إيران والعراق والاعتداء على أرواحهم وأعراضهم....

أما الدولة الشيعية التي أسسها الخميني في إيران سنة 1979م، فهي الأخرى جاءت ممارساتها منسجمة مع الفكر الشيعي إزاء الحرمين الشريفين، فمنذ السنوات الأولى لانتصار ثورة الخميني، بدأت أعداد الحجاج الإيرانيين تزداد عاماً بعد عام، وصارت عناصر الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية تشكل نسبة كبيرة من الحجاج.
ومنذ انتصار الثورة أخذت إيران على عاتقها إفساد مواسم الحج، وإحداث الاضطرابات والفتن، لاسيما بعد أن ساءت علاقتها بالسعودية، بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية (1980 1988)، ومن أهم ما كان يقترفه الشيعة الإيرانيون في الحرمين الشريفين:
التظاهرات والهتافات للخميني وعلماء الشيعة، ورفع صورهم.
الاعتداء على الحجاج ورجال الأمن والممتلكات.
إدخال المتفجرات، واستعمالها في بعض المواسم، مما أدى لمقتل عدد من الحجاج.
وفي 12/12/ 1401ه (10/10/ 1981م) أرسل الملك خالد بن عبد العزيز، رسالة إلى الخميني، مرشد الثورة الإيرانية، يقول له فيها إن هذه التظاهرات السياسية تتنافى ومكانة الشعب الإيراني، ويطلب أن يقتصر نشاط الحجاج الإيرانيين على أداء مناسك الحج فقط.
وما كان من الخميني إلاّ أن أصرّ على باطله معتبراً أن ما يقوم به الإيرانيون ليس جريمة، وأن السلطات السعودية تصلها تقارير محرفة، في حين أن ما تذكره السفارة الإيرانية في السعودية، هو الصحيح

ومثلما وقف الشيعة الإثناعشرية موقف العداء والكره للكعبة والحج والحرمين الشريفين، فإن فرقة الإسماعيلية وغيرها من فرق غلاة الشيعة ، وهي الفرق التي انفصلت عن الشيعة بعد الإمام السادس، هي الأخرى وفقت موقف البغض من السنه والكعبة والمدينة ، ويقوم هؤلاء سنويا بمحاولات تدنيس الحرم المكي والنبوي ، ونبش بعض من قبور الصحابة في البقيع !!
وبالعودة إلى الحوثيون موضوع دراستنا: حيث يخوض اليمن حربا ضروسا ضد الحوثيين, في محاولة لثنيهم عن أجندات غايتها النيل من استقرار البلاد السنية ،ونشر وتصدير الفكر الشيعي الإيراني أو القريبون منه , ومحاولة لتكفير الآخرين من أهل السنه السعوديين واليمنيين , وتحويل الخليج العربي إلى شبه جزيرة شيعيه بعد نجاحهم في البحرين وابتلاعهم لدويلة المسخ القطرية ، وتآمرهم على العراق الشقيق وتذبيح أهله ...

من محافظة (صعده) الجبلية اليمنية انطلقت المؤامرة الشيعية ودقة اختيار الزمان والمكان :--
تقع محافظة صعده جنوب شرقي قاع الصحن, , على بعد ثلاثة كيلومترات من المدينة الحالية, ويحيط بمدينة صعده القديمة - التي تأسست في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) - سور عريق, يرتبط بأبراج حراسة, وله من الأبواب ثلاثة.
مركز صعدة الإداري يبعد عن العاصمة صنعاء( 242 كيلومترا) , وتتشكل تضاريسيا من مرتفعات وسهول ووديان خصبة وكثيفة الأشجار , وسلسلة جبال..
ولا يمكن النظر إلى الفكر الحوثي بمعزل عن الفكر الشيعي الإثنا عشري ورؤاه في الحكم والسياسة, الذي تحصر أدبياته أحقية سلالة معينة بالحكم والأمر, باعتبار ذلك تفويض إلهي لا يمكن تجاوزه, وتم التحجج بالنسب العلوي من فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم, لإعطاء صبغة مقدسة للمؤامرة ، ومن الغريب أن التاريخ هنا أيضا يعيد نفسه حيث تدعي أسرة الحوثي انتماءها إلي نسب على بن أبى طالب , وهو أمر مشكوك في صحته بالمطلق وتضاف هذه الأكاذيب إلى سلسلة من سبقوهم من الفاطميين ومن سبقهم وخلفهم !!..
الجذور التاريخية للصراع اليمنى :
الصراع الدائر الآن بين الحكومة اليمنية والزيدية, التي ينتمي إليها الحوثيون, ليس الأول, , فالطائفة الزيدية لم تقبل الانخراط في حكم غير علوي شيعي , ورفضت الحوثيون التطورات في أساليب الحكم والإمامة, وتمرد متعصبي الزيدية, حسين الحوثي ووالده بدر الدين الحوثي, على المعتدلين القابلين بالتطورات السياسية بالحكم .
واعتبر بعض علماء الزيدية حسين الحوثي متمردا على المذهب, ومخالفا له, وبأن أحقية النسل الهاشمي بالحكم من دون غيره هي التي تحرك الحوثيين, وتدفعهم لهذا التمرد المسلح, مستلهمين القوة والعبرة من الثورات الزيدية المتعددة التي جرت في اليمن عبر التاريخ, والتي جرى بعضها تحت مسميات سياسية.
في نهاية حرب عام 1994سافر بدر الدين الحوثي وابنه حسين إلى إيران, التي اختاراها بحكم التقارب الفكري رغم الاختلاف المذهبي في قضايا أساسية, الأمر الذي يرجع إليه انتشار بعض الأفكار الغريبة بين أتباع الحوثي, وظهور حسين اليماني (الحوثي) الممهد لظهور المهدي المنظر – حسب زعمهم , الذي ساهم في تجميع عنصر الشباب حول حسين الحوثي.
وتعتبر أفكار اليماني من الأفكار الإيرانية الاثناعشرية واستطاعت الحسينيات الإيرانية أن تغزو فكره وساعدوه بوسائلهم المادية على تشرب الفكر الاثناعشري الشيعي، وإحداث شرخ وانحراف بالفكر الشيعي الزيدى المعتدل ومن هنا بدا التطرف الزيدى الحوثى !!
وحادثة النجف الأشرف التي قامت بها مجموعة سميت بجند السماء بقيادة حسين اليماني, إلى جانب ظهور عدد من الشيعة في إيران والعراق عبر التاريخ يدعون أنهم حسين اليماني. كل ذلك يؤكد الارتباط الفكري بإيران, والتأثر الكامل بها. ومما يدلل على هذا الانحراف الفكري المذهبي للحوثيون حين وصف حسين الحوثي لصحابة رسول الله بأوصاف بذيئة غير لائقة ، ومرفوضة عند أئمة وفقهاء المذهب الزيدي الأقرب للفكر السني حين انطلقوا من قاعدة( جواز المفضول مع وجوب الأفضل ) أي إجازة خلافة أبو بكر الصديق على المسلمين رغم تفضيلهم وجوبا لخلافة على كرم الله وجهة ...
ومع قيام الوحدة اليمنية كان بدر الدين وابنه حسين الحوثي من (حزب الحق) اليمني , وتحالفوا مع الحزب الاشتراكي اليمني, ثم استقلوا, وانتسب بعض أبناء بدر الدين في المؤتمر الشعبي العام..وتركوها فيما بعد !!
محاولات الحكومة اليمنية التقاربية مع الحوثيون:
عرضت الحكومة اليمنية على الحوثيين تأسيس حزب سياسي لطرح أفكارهم وآرائهم على المجتمع اليمنى والانخراط في المجتمع المدني، وصولا لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي , غير انهم رفضوا , وبتحريض من دول إقليمية على رأسها إيران ووضع الحوثيون شروط وهمية لإفشال المحاولة التصالحية منها :
-توفير العدالة
-توظيف أتباعهم
- إخراج معتقليهم ورد الاعتبار لهم
- طرد السلفيين من المحافظة واقتصارها على المذهب الزيدي.حجج كثيرة يضعها من يريد التهرب من الصف الوطني !1
الحوثي والانتخابات اليمنية:
ومما يدلل على محاولة الحكومة اليمنية من دمج الحوثيين في النسيج الاجتماعي والسياسي والمدنية اليمينية هو ماحدث في انتخابات عام 1993 م التي مثلت انطلاقة قوية لحسن الحوثي ، والذي استغلها في بناء علاقات داخلية تضمن مصلحته الخاصة ، وتوطيد علاقاته باتجاهات خارجية, وكان والده بدر الدين الحوثي قد فكر باللجوء لإيران إثر قصف منزله في مدينة مران عقب مواجهات عام 1994 إلا أنه تم تسوية الوضع فسمح له بإقامة مركز, وعوض من قبل الدولة نظير هدم منزله.
وشكل كبار علماء المذهب الزيدي المتأثرين بالفكر والمذهب الإيراني تنظيم وجبهة احتوت في كنفها تيار الشباب المتحمس , وشكلوا منتدى المعهد العلمي العالي, الذي أدرك العلامة الزيدى اليمنى ( مجد الدين المؤيدي ) مخالفة مناهجه لمناهج الزيدية فشكل لجنة للتحقيق في الأمر , فأصدر فتوى ضدهم حذر فيها منهم ووصفهم بمخربي المذهب الزيدي وكفرهم, وهذه أولى الضربات الموجعة لهذا التنظيم.
وتمثلت الضربة الثانية في طرد تنظيم الشباب من (حزب الحق) الذي أصبح يشكل خطراً على بقية الأحزاب بمحافظة صعده, واخذوا يبحثون عن مادة تجمع حولهم الأنصار والأتباع فوجدوها في شعار حزب الله وانتشرت الفكرة حتى ملأت المساجد بما فيها الجامع الكبير والمدارس.
ويقول إمام وخطيب الجامع الكبير ب(ضحيان ) المدعو (إسماعيل الكوكباني) إن ترديد الحوثيين لعبارة الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل جرى لمنعهم عن التكبير في داخل الجامع ! لأنهم يكبرون بأصوات مزعجة وبصور عنيفة !! وتقليدا لمرجعياتهم في لبنان وإيران , وعندما اخذوا يخطبون بقوة السلاح كانت خطبهم تشيد بإيران وحزب الله وحسن نصر الله.
صعدة والحوثيين :
ظهور الحوثيين في محافظة صعده جاء لاحتوائها على أهم وأكبر التجمعات الزيدية في اليمن, التي تعرف بانتمائها للمذهب الزيدي ، وتنسب إلى العالم اليمني الزيدي (بدر الدين الحوثي) الذي يعد الأب الروحي للجماعة التي باتت تعرف بالحوثيين آو بجماعة الحوثي, ورغم ظهور الحركة فعلياً خلال عام 2004 اثر اندلاع أولى مواجهاتها مع الحكومة اليمنية فإن بعض المصادر تعيد جذورها في الواقع إلى ثمانينات القرن الماضي، حيث تم في عام 1986 إنشاء اتحاد الشباب لتدريس أفراد الطائفة الزيدية على يد ( صلاح احمد فليتة) وكان من ضمن مدرسيه مجد الدين المؤيدي وبدر الدين الحوثي.
وعقب الوحدة اليمنية عام ,1990 وفتح المجال أمام التعددية السياسية والحزبية, تحول الاتحاد من الأنشطة التربوية إلى مشروع سياسي من خلال حزب الحق الذي يمثل الطائفة الزيدية, ثم تحول إلى منتدى الشباب المؤمن, الذي أسس في عام 1992 على يد (محمد بدر الدين الحوثي) وبعض رفاقه, كمنتدى للأنشطة الثقافية, ثم حدثت به انشقاقات, ويقال أن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم هو من قام بداية بدعم منتدى الشباب المؤمن بهدف تقويته ضد اكبر الأحزاب الإسلامية المعارضة في البلاد, التجمع اليمني للإصلاح, فيما يقول آخرون أنه كان لمواجهة الحركة السلفية آنذاك.
وفي عام 1997 تحول المنتدى على يد حسين بدر الدين الحوثي من الطابع الثقافي إلى حركة سياسية تحمل اسم (تنظيم الشباب المؤمن) , حينها غادر كل من صلاح احمد فليتة ومجد الدين المؤيدي التنظيم واتهماه بمخالفة المذهب الزيدي ...
ويدعي الحوثيون بأن الزيديين تعرضوا قبل الوحدة وبعدها للتمييز السياسي والاجتماعي والتهميش في الوظائف الحكومية والقمع المذهبي والفكري من قبل الأكثرية الشافعية, بل ويعيدون سياسات التمييز إلى عام 1962 عندما أطيح بالإمامة الزيدية, التي حكمت اليمن لأكثر من أحد عشر قرناً, ويطالبون بموافقة رسمية على صدور حزب سياسي مدني, وإنشاء جامعة معتمدة في شتى المجالات المعرفية, وضمان حق أبناء المذهب الزيدي, في تعلم المذهب في الكليات الشرعية, واعتماد المذهب الزيدي, مذهباً رئيسياً في البلاد, إلى جانب المذهب الشافعي, غير أن السلطات اليمنية, تؤكد أن الحوثيين يسعون إلى إقامة حكم رجال الدين, وإعادة الإمامة الزيدية, وهو ما ينفيه الزيديون, ويؤكدون أنهم لا يعارضون النظام الجمهوري, ولا يعتبرون أن النظام الإمامي له أساس في الفكر الزيدي.
وكانت السلطات المختصة قد دعت أكثر من مرّة الحوثيين لتأسيس حزب سياسي, معلن ليتم تأطير دعواتهم وأهدافهم وتحركاتهم في هذا الحزب غير أنهم سعوا, إلى إرغام الناس على إتباع مذهبهم بالقوة من خلال قطع الطريق وترهيب الناس بالقتل والتهجير والخطف والتدخل في أعمال السلطة المحلية للمحافظة المتواجدين فيها وتؤكد أن الحوثيين يسعون لإقامة حكم رجال الدين, وإعادة الإمامة الزيدية بعد أن تم القضاء عليها في عام 1962 بمساعدة دول إقليمية تمدها بالدعم المادي واللوجستي.
وتحول اتحاد الشباب, عام ,1990 إلى حزب الحق, وبدأ نجم حسين بدر الدين الحوثي بالظهور, وهو ابن بدر الدين الحوثي, وخاض الانتخابات البرلمانية وفاز في دورتين متتاليتين عام 1993 و1997
ووقع خلاف بين بدر الدين الحوثي و بقية علماء الزيدية في اليمن حول فتوى تاريخية, وافق عليها علماء الزيدية اليمنيون, وعلى رأسهم المرجع مجد الدين المؤيدي, التي تقضي بأن شرط النسب الهاشميّ , للإمامة صار غير مقبولٍ اليوم, وأن هذا كان لظروف تاريخية, وأن الشعب يمكن له أن يختار مَن هو جديرٌ, بحكمه دون شرط أن يكون من نسل الحسن أو الحسين رضي الله عنهما.
ولم تعط الدولة اليمنية اهتماما لظهور الحوثيين لغاية عام ,2004 إذ حصل تحول وتطوُّر خطير, ألا وهو خروج الحوثيين بقيادة حسين الحوثي بمظاهرات ضخمة في الشوارع لمناهضة الاحتلال الأمريكي للعراق.
والتحول الآخر هو أن الحوثي يدعي الإمامة والمهديّة والنبوَّة, وفي عام 2004 شنّت الحكومة حربا مفتوحة على جماعة الحوثيين, وأسفرت عن مقتل زعيمهم بدر الدين وتولى القيادة حسين.
ويتضح من صمود الحوثيين للآن أنهم تسلحوا سرًّا بشكل جيد, واستعدوا لأسوأ الاحتمالات والمواجهات, وتدربوا على استخدام كل أنواع الأسلحة المتطورة, التي جعلتهم يصمدون طيلة هذه السنوات الماضية.
وإذا تمكن الحوثيون من السيطرة على حكم اليمن فهذا يعتبر نصرًا للزيدية, فمن خلاله ستحاصر أكبر خصم لها وهو السعودية, حيث سيصنع هذا النصر لإيران بيدها أوراق ضغط كبيرة على صعيد علاقتها مع العالم الإسلامي السُّني, أو مع أمريكا.
الدعم الإيراني المشبوه ونية خلخلة المربع السني :
ويرى محللون أن صعود قوة تنظيم الشباب المؤمن يعود إلى استغلال حسين الحوثي للدعم الإيراني المخصص لتصدير الثورة, الذي كان في بداية الأمر دعماً فكرياً أكثر منه مادياً, إلا أنه تحول إلى دعم مادي وعسكري بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق والطفرة في النفوذ الإيراني.
وفي المقابل أعلنت إيران احترامها لوحدة الأراضي اليمنية, معتبرة أن مسالة صعده مسالة داخلية, كما أن وسائل الإعلام الإيرانية( فضائيتي العالم والكوثر) تتبنى قضية الحوثيين, إلى جانب أن الحوثيين طلبوا وساطة المرجع الشيعي العراقي الأعلى آية الله السيستاني .
ويساعد تعاطف أبناء منطقة صعده التمرد الحوثي, ويرجع هذا التعاطف للأوضاع الاجتماعية والأعباء الاقتصادية التي ألقت بظلالها على المواطن اليمني, الأمر الذي استغله الحوثي عبر دفع الرواتب لبعض مؤيديه, وتركيزه على تقديم المساعدات الاجتماعية والخيرية, واستغلاله عودة أكثر من مليون يمني من السعودية, إلى جانب استقطاب مئات العائدين العاطلين عن العمل للوقوف إلى جانبه, فضلا عن الحكم القبلي ودعم بعض القبائل نكاية بالنظام الحاكم لوجود ثارات بينهم وبين النظام, وبصرف النظر عن الدين أو المذهب.بالطبع كل هذا بالتنسيق مع إيران وبعض الجهات الإقليمية وبتحريض خفي صهيوني أمريكي لزعزعة الاستقرار بالمنطقة ،ومن العقبات التي تطيل عمر المواجهات بين الجيش والحوثيين الطبيعة الجبلية لليمن, التي تعيق سيطرة الجيش, حيث وعورة المنطقة وافتقارها للطرق المعبدة, كما أن الجيش اليمني لا يمتلك طائرات حديثة مجهزة بأجهزة لتوجيه قنابلها وصواريخها من مسافات بعيدة, ولا يوجد لديها حلفاء يزودونها بتحركات للعصابات الحوثيه عبر الأقمار الصناعية, التي ترصد الحركة بشكل دقيق..
ويضطر الطيارون الحربيون للانخفاض بطائراتهم حتى يشاهدوا الهدف الذي يودون قصفه, وهنا تتعرض الطائرات إما للإصابة بالمقاومات الأرضية أو الصاروخية التي لدى الحوثيين او الارتطام بالجبال, كما حدث للمقاتلتين اللتين تعرضتا للسقوط .ومن المعتقد ان هذا ما دفع السعودية وبعد ادراكها للخطر الايرانى في المنطقة للتدخل ومساندة حليفتها وصديقتها اليمن كما لا ننسي عامل الجغرافية السياسية وتأثيره فى المنطقة .
انطلاق شرارة الحروب في اليمن :
في 19 حزيران 2004 اندلعت أولى الحروب بين القوات الحكومية والحوثيين ،وانتهت بمقتل زعيم الحركة الحوثية وقتذاك حسين بدر الدين الحوثي , وفي 8 -9- 2004 انطلقت الحرب الثانية بعد اقل من ستة أشهر, وتحديداً في شباط 2005م, بقيادة بدر الدين الحوثي , وانتهت الحرب فجأة, لتبدأ الحرب الثالثة نهاية عام 2005 وهذه المرة بقيادة عبد الملك الحوثي الابن الأصغر, لبدر الدين الحوثي, وتوقفت هذه الحرب في شباط 2006م, عند دخول الطرفين في مفاوضات ثنائية , وأفضت إلى اتفاق نيسان 2006 م . وفي كانون الثاني 2007 م, اندلعت الحرب الرابعة على خلفية, اتهام الحكومة اليمنية, للحوثيين بطرد اليهود اليمنيين, من محافظة صعدة , والسعي إلى الانفصال وتكوين دولتهم الشيعية . وفي مطلع نيسان من عام 2008 م , تجددت المواجهات بشكل مناوشات طفيفة, بين الحين والآخر, كان أبرزها في مديرية حيدان, في الوقت الذي كانت المفاوضات, مستمرة بين اللجنة القطرية , والرئاسية ومندوبي الحوثي.
ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود حول تنفيذ بعض بنود الاتفاق, واستمرت بعض المناوشات بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين.
وفي شهر أيار من عام نفسه تجددت المواجهات بشكل عنيف, ليعلن رسمياً عن بداية الحرب الخامسة , وتميزت هذه الحرب بأن توسع الحوثيون, في معاركهم حتى بلغوا مديرية بني حشيش, على مداخل العاصمة صنعاء, ومديرية حرف سفيان , بمحافظة عمران, التي تبعد عن صنعاء حوالي 60 كيلو مترا .
وتواصلت الحرب حتى 17 تموز 2008 م, حين أعلن الرئيس صالح , وقفها الحرب نهائيا , في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الثلاثين لتوليه الحكم .
ولم تخل الهدنة من بعض المناوشات الصغيرة , واستمرت قرابة عام وبضعة أسابيع تقريباً, لتندلع في مطلع شهر آب الماضي الحرب سادسة .
القرار اليمنى والخيار العسكري :
يبدو أن الرئيس صالح الذي صبر قد فاض به الكيل , و أعلن في أكثر من مرة منذ اندلاع المواجهات الأخيرة , بأنه لا بد من الخيار العسكري النهائي , وبأي ثمن وجعلها حربا مقدسة , والحوثيون من جانبهم توعدوا بحرب استنزاف طويلة الأمد.
واظهر الحوثيون أنهم يتوسعون,للسيطرة على محافظات مجاورة لصعده, ويحاولون الوصول إلى ساحل البحر الأحمر, للحصول على سيطرة بحريَّة لأحد الموانئ ليكفل لهم تلقِّي المدد من خارج اليمن.
الأمور أصبحت واضحة ومفضوحة, وهدفها الإطاحة بنظام الحكم في اليمن ، وبدعم إيراني، وليس الانفصال بشريط جزئي شيعي .
الظاهرة الحوثية وتداعياتها على المنطقة :
ويحصر مؤلف كتاب( الظاهرة الحوثية ) الدكتور والباحث ا (أحمد محمد الدغشي) أستاذ أصول التربية وفلسفتها المشارك بكلية التربية في اليمن ، العوامل التي أدت إلى بروز الظاهرة الحوثية في عاملين اثنين الأول ذاتي داخلي --- والآخر طارئ خارجي --- ويخطئ من يرى ان الفكر الحوثي ليس سوى نسخة مطابقة لما عند الآخرين, في إشارة إلى التأثير الخارجي وإيران بصورة خاصة.
ويضيف أن الظاهرة الحوثية نتاج فكر مغالٍ شط عن الزيدية الأعدل والأكثر قرباً من أهل السنة والجماعة, وحسين الحوثي نسخة مستعارة من الفكر الاثناعشري وانحرافه عن المذهب الزيدي, أدى إلى تصدع الشباب المؤمن, واصطدامه بالمؤيدي الذي قال إن ظاهرة الحوثية غريبة على المجتمع اليمني المسلم في أفكارها , وأطروحاتها بعيدة كل البعد عن المذهب الزيدي الذي يشكل هو والمذهب الشافعي توأمين رئيسيين وفرعين في أصل عقدي واحد هو الإسلام الحنيف.
ويركز الدغشي على جذور التشيع السياسي في الفكر الزيدي الذي يدعي الحوثيون نسبتهم إليه، وعملهم في إطاره الفكري والأيديولوجي قائلاً: ( لاشك لدى المؤرخين أن الفرقة الزيدية تمثل واحدة من فرق التشيع وإن كانت الأعدل والأكثر قرباً إلى أهل السنة من بين الفرق الأخرى, وإذا غضضنا الطرف عن التراثين الجعفري والأثنا عشري الإمامي والزيدي ، من حيث الخلاف الكلي بين المذهبين لتتجه أنظارنا صوب الواقع السياسي على مدى العقود الثلاثة الماضية تحديداً , سنلقى تقارباً تلقائياً ملحوظاً بين فرقة الزيدية الهادوية المعاصرة والزيدية الجاردوية والفرقة الأشهر اتساعاً وهي الشيعة الإمامية الجعفرية والأثني عشرية من خلال التشيع ورئاسة الإمامة التي هي مدار اهتمام فرق الشيعة كلها ومحور عقائدهم السياسية بصرف النظر عن اختلاف طبيعة المذهبين وفلسفة كل منهما والموقف التاريخي لكل فرقة تجاه الأخرى.
فكرة الاحتساب عند الحوثيين :
والمرجع الشيعي بدر الدين الحوثي قدم فكرة الاحتساب, وهي فكرة أقرب ما تكون الى ولاية الفقيه, تلك التي أخرجها الإمام الخميني إلى واقع التطبيق, للخروج من السلبية التي ظلت ترزح تحتها الإمامة الاثنا عشرية طيلة تاريخها المديد, حيث عطلت الحياة, فلا إقامة صلاة جمعة, ولا جهاد, وفقدت قوانين الحكومة الإسلامية مجال تطبيقها, وفي ظل غيبة الإمام الشرعي الثاني عشر, فارتأى الخميني أن يقدم نظريته المعروفة ب ̄ولاية الفقيه, ليتمكن مذهبه من التفاعل الإيجابي مع الواقع السياسي والاجتماعي, عوضاً عن الانكفاء الداخلي حتى ظهور الإمام الغائب , وليس ثمة تاريخ محدد لذلك.
وفي1999 قدم حسين بدر الدين من السودان , وكان هناك توسع في المراكز والإدارة مكونة من 6 أشخاص هم,(محمد بدر الدين الحوثي, عبدالكريم جدبان, علي أحمد الرازحي, صالح أحمد هبرة, أحمد محمد الهادي, محمد يحيى سالم عزان)
وواضح لمن يتتبع خطاب حسين الحوثي بعد تلك المرحلة ما بعد 2000م أن هذا التغيير الذي يشير اليه عزان قد شمل التكوين الكلي بأبعاده النفسية والتربوية والفكرية والسياسية, لشخصية حسين الحوثي, إذ لم يعد مقلّداً للمذهب الزيدي, ولا متابعاً تقليدياً لآراء فقهائه, بل غدا خطابه الفكري الموجه نحو أتباعه ذا روح انتقائية ثورية متمردة, تبدأ من نقد الآخر المذهبي كأهل السنة عامة, ووصفهم بأنهم جميعاً لا يخيفون اليهود, بل الشيعة من يفعل ذلك, أو الوهابية كما يصفها ابن تيمية من القدماء, والزنداني من المعاصرين, الى نقد المذهب الزيدي.
ويؤكد الساسة ان فشل جهود المصالحة يعود لعدم تجاوب الحوثي لأنه لا يريد سوى إذلال الناس وتشويه صورة اليمن في الداخل والخارج إرضاء للدولة التي يعمل عميلا لها.
وبقي القول أن الرئيس علي عبدا لله صالح أكد أن الشطر الشمالي من اليمن لن يكون للحوثيين , ولا الشطر الجنوبي للماركسيين , ولن يقبل للسلطان صدر الدين آباد أن يعود .
ومن المعروف أن الرئيس علي عبدالله صالح زيدي المذهب وان القضية ليست اضطهاد مذهب بمقدار ما هي جنون السلطة وتخريب شيعي لاستقرار المربع السني، وإكمال حلقة المؤامرة علي السعودية وحليفاتها وزرع حركات تكون لها بعد ايدلوجى سرطاني في خاصرة الأمة وتمرير المخطط والحلم لنشاء دولة الفرس وإحياء أمجادها المندثرة فهل ستسمح السعودية واليمن وحلفائهم من أنصار السنة باكتمال المخطط الإيراني القذر أم ستكون جبهة سنية قادرة على مواجهة هذا الزبد الإيراني الذي سيذهب جفاءا ..د-ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي – كاتب باحث ومؤرخ فلسطيني – موجه التاريخ والقضايا المعاصرة بوزارة التربية والتعليم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.