يتوقع مراقبون دخول العاصمة صنعاء في كارثة اقتصادية جديدة خلال الأيام القليلة القادمة بعد أسبوع من نقل البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء الخاضغة لسيطرة الحوثيين ، إلى العاصمة المؤقتة عدن. الكارثة الأكبر أن الحوثيين لايزالون مقتنعين أن البنك المركزي لايزال في صنعاء وأنه سيحد من أي كارثة اقتصادية قادمة خصوصاً بعد دعوة زعيم الحوثيين للمواطنين في مناطق سيطرة المليشيات بالتبرع بمبالغ مالية ولو ب50 ريالا يمنياً من أجل نهوض البنك وعدم انتقاله إلى عدن . حد وصفه . من جهة أخرى دعت لجنة خاصة شكلها مايسمى بالمجلس السياسي للحوثيين وصالح كافة موظفي الدولة للإبقاء على مرتباتهم في حساباتهم البنكية. وبعد فشل تلك الخطوات في تحقيق الفائدة التي كان يحققها لهم البنك المركزي اليمني في تمويل معاركهم وضمان ديمومتها لأكثر من عام ونصف، لجأت الجماعة، أمس السبت ، إلى "الفتوى الدينية" من أجل انعاش البنك، في خطوة هي الأغرب بالتاريخ اليمني على الاطلاق. ووفقا لوكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فقد دعت رابطة علماء اليمن، المحسوبة على جماعة الحوثي، اليمنيين للتفاعل مع الحملة الشعبية لدعم البنك المركزي. وكما يوهم الحوثيون الناس في المناطق النائية والمسحوقة، منذ اندلاع الحرب في مارس/ آذار من العام الماضي بالدفع بأطفالهم للقتال في صفوفهم باعتبارهم مجاهدين، دعت رابطة العلماء، اليمنيين كافة، للقيام بواجبهم في هذه المعركة ب"الجهاد بالمال" والتفاعل الايجابي مع حملة دعم البنك المركزي كلُّ حسب استطاعته بالتبرع والإيداع في البريد كون ذلك، جهاداً بالمال، وإنفاقا في سبيل الله". وحشد علماء الحوثي العديد من الآيات القرآنية، التي تنص على الجهال بالأموال والنفس في سبيل الله، وذكر نعم الله. كما ركزت فتوى الحوثيين، على ما أسمته "ضرورة إيقاف المعاملات الربوية وإيجاد الحلول والمعالجات والبدائل عنها حتى نستحق عون الله وتأييده ونصره"، في إشارة إلى منع الناس من سحب أموالهم في البنوك، ومنع المودعين في حسابات التوفير من طلب فوائدها كونها ربوية. وأعلن الحوثيون، أمس السبت، عن فتح 9 حسابات لاستقبال التبرعات لدعم البنك المركزي، وزعمت هيئة البريد الخاضعة لهم، أن فتح تلك الحسابات جاء بعد "الإقبال الكبير للمتبرعين، والضغط على النظام الالكتروني"، في خطوة تهدف لاصطياد المزيد من الناس. وفي ذمار، جنوب العاصمة صنعاء، دعت الجماعة التي تسيطر على الوضع هناك إلى حملة تبرعات ل"المركزي" مستخدمة خطباء المساجد والوعاظ في الترويج لذلك. وتحدثت مصادر محلية ل"يمن مونيتور"، أن "الحوثيين سيدشنون، غداً الأحد، ما يسمونها "الحملة الوطنية لدعم البنك المركزي"، في مكاتب البريد الحكومية التي يسيطرون عليها. ومن المتوقع أن تقوم الجماعة بحملات تبرع إجبارية في العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم، ولوّحت لجنة مشكلة من قبلهم، أمس الجمعة، إلى أن اللجنة ستمر على الأحياء لأخذ تبرعات عينية ونقدية، داعية الناس لأخذ سندات لذلك. ويرى مراقبون، أن سكان العاصمة صنعاء والمودعين لدى البنوك والتجار، سيتعرضون خلال الأيام القادمة لحملة ابتزاز غير مسبوقة من قبل الحوثيين تحت مسمى دعم البنك المركزي، وأن خطواتهم هذه هي "رقصة المذبوح"، ولن توفر لهم ما كان يوفره البنك المركزي بشكل شهري، من مبلغ مهول يتجاوز 25 مليار ريال، أي ما يعادل 100 مليون دولار.
