اتفاق على خارطة طريق مزمنة تتبنى إنهاء الحرب وبدء مسار سياسي في سوريا، ولا يشمل وقف الحرب الجماعات الإرهابية. غداة هجمات إرهابية وغير مسبوقة أدمت العاصمة الفرنسية باريس، كان لقاء فيينا مجددا حول الأزمة السورية على موعد مع بلورة تقدم مهم وتوافق غير مسبوق خصوصا بين كل من روسيا وأمريكا وألمانيا وبريطانيا إزاء آلية عملية تضمنتها وثيقة صادرة ترتب جدولا بخطوات مزمنة للانتقال من القتال إلى الحوار بين الحكومة والمعارضة وتشكيل حكومة وحدة تعقبها انتخابات. وأفادت تصريحات ما بعد اللقاء بأن العالم تلقى رسائل عنيفة من هجمات باريس وينوي ربما أن يخوض سباقا إلى إنهاء الحرب السورية كشرط حتمي للتقدم في الحرب على الإرهاب الذي ضرب قلب باريس وأوروبا ولن يتوقف عند هذا الحد. الوزير الروسي سيرجي لافروف قال: "اتفقنا على الخطوات الأساسية لإطلاق حوار سياسي قبل يناير/ كانون الثاني المقبل"، مضيفا: "أكدنا أن مستقبل سوريا سيحدده السوريون بأنفسهم، وهذا ينطبق على مصير (الرئيس السوري بشار) الأسد". وتابع أن عملية الحوار السياسي سيديرها السوريون بأنفسهم، وأن الاتفاقات في فيينا تتماشى مع مقررات جنيف 1، مضيفا "اتفقنا على تفعيل الجهود لتقديم المساعدات للسوريين وحل مشكلة اللاجئين". وقال لافروف إنه أبلغ دي ميستورا عن تشكيلة وفد الحكومة السورية إلى المباحثات مع المعارضة، موضحا أن دي ميستورا سيساعد كافة الأطراف السورية على تشكيل وفودها لبدء الحوار. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك أجراه مع نظيره الأمريكي جون كيري والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا السبت 14 نوفمبر/ تشرين الثاني في ختام لقاء حول سوريا في فيينا، عزم موسكو مواصلة العمل لتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار في سوريا بموازاة العملية السياسية. وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد أن أحداث باريس أظهرت تهديد داعش للجميع في الشرق الأوسط وخارجه، وأضاف أنه لا يمكن هزم "داعش" من دون إنهاء الأزمة السورية. الوزير كيري قال: "لم نأت لكي نملي على السوريين ما يجب فعله لتحديد مصيرهم". وبخلاف تصريحات بدت منفردة ومغردة خارج إجماع فيينا أدلى بها وزير الخارجة السعودي الجبير بأن بلاده ستواصل دعم"المعارضة" في سوريا ما لم يرحل الأسد عن السلطة في دمشق، قال كيري انه تم الاتفاق على ضرورة إجراء انتخابات في سوريا خلال 18 شهرا تحت إشراف الأممالمتحدة، مبينا أن الخلاف لا يزال قائما حول مصير الأسد. بدوره وزير خارجية بريطانيا قال في تصريحات لم تبتعد كثيرا عن نظيريه الروسي والأمريكي: "ييتضح من اعتداءات باريس الحاجة العاجلة لرد موحد قوي لحل الحرب الأهلية في سورية وضمان التزام الجميع بمكافحة التهديد البربري من داعش." وأضاف فيليب هاموند: اتفقنا على العمل لوقف إطلاق النار ورسم مسار يحقق للسوريين تولي زمام مصيرهم بأنفسهم. مؤكدا أن محادثات فيينا "بناءة وهناك حاليا زخم وراء بذل الجهود لتحقيق السلام للشعب السوري". وبحسب قناة RT أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عزم موسكو مواصلة العمل لتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار في سوريا بموازاة العملية السياسية. ونصت الوثيقة الصادرة عن لقاء فيينا أن المجتمعين اتفقوا على ضرورة البدء بعملية الانتقال السياسي وفق اتفاق جنيف -1 ووقف إطلاق النار خلال 6 أشهر، دون أن يشمل الوقف تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" والجماعات الإرهابية الأخرى. وخلال ذلك وفي فيينا أوضح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في تصريحات أن الإصرار على إيجاد حل للأزمة السورية زاد بعد هجمات باريس. وقال شتاينماير "نتوقع أن تجري الانتخابات في سوريا خلال عام ونصف". مضيفا أن المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة يجب أن تتم حتى نهاية العام الحالي. وأشار إلى أن الحكومة الانتقالية يجب أن تعد خلال 6 أشهر خطة لوضع دستور جديد.